كثر الحديث في كاس الامم الافريقية المقامة حاليا ببلاد بافانا بافانا عن اخطاء التحكيم الافريقي في مباريات الكان والتي اترت نسبيا على سيرورة اهم حدث افريقي بالقارة السمراء الى درجة ان بعض اللقاءات التصفوية افتقذت لنكهة المتعة الكروية التي عادة ماتميز عرس الكرة الافريقية في النهائيات وككل الطبعات السابقة اتير في الكثير من الاحيان جدلا واسعا لدى الاوساط الكروية و حتى الجماهير التي تجهل غالبيتها قوانين التحكيم الرياضي حول ما تسببه هفوات وزلات الحكام من تغير مجرى اللقاء والتاتير على نتيجته وهو ما يتفق عليه السواد الاعظم من المتتبعين سيما الانصار واللاعبين وكذا رؤساء النوادي على وجه الخصوص لكن الامر والمنظور يختلفان لدى اصحاب البذلة السوداء الذين يدركون جيدا ما تقتضيه تقنيات التحكيم في مجال كرة القدم ويرون اساسا ان الاخطاء التحكمية تدخل ضمن خصوصيات اللعبة على اعتبار ان الحكم بشر وغير معصوم من الخطأ وهوما ذهب اليه الحكم الدولي السابق صنديد محمد في تصريحه امس للجمهورية الذي اكد انه هفوات التحكيم تدخل في اطار الفرجة الكروية لكنه في نفس السياق انتقد عموما التحكيم القاري في منافسات كاس الامم الافريقية مستثنيا في كلامه التمثيل الجزائري الذي وصفه بالجيد مقارنة بالحكام الافارقة الذين حسبه لا يملكون مستوى الحكام الجزائريين واستدل محدثنا بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها الافارقة في ادارة مباريات الكان. "هفوات أصحاب البذلة السوداء تدخل ضمن خصوصية اللعبة" حيث أبانوا هؤلاء يضيف الحكم الدولي السابق عن مستوى هزيل لا يقاس بحجم هذه التظاهرة الافريقية الهامة وصرح ان الحكمين جمال حيمودي ومحمد بنوزة قدما مردودا جيدا لحد الان ومثلا التحكيم الجزائري احسن تمثيل في الطبعة ال29 من كاس الامم الافريقية المقامة بجنوب افريقيا وحز في نفسه خروج المنتخب الجزائري مبكرا من المنافسة حيث بدا متاترا في كلامه عن الخضر الذين حسبه ضيعوا فرصة للبروز في ظل غياب عملاقة الكان الذين يملكون تاريخا قاريا حافلا بالألقاب كمصر والكاميرون كما اعاب على حكم مدغشقر. "الحكم امادا بالغ في أخطائه في مباراة الخضر أمام الطوغو" الذي أدار مباراة الجزائر ضد طوغو لعدم احتسابه ضربة جزاء للصالح رفاق فغولي كما ان نفس الطاقم الذي ادار اللقاء لم يحتسب ضد سليماني خطا تدخله الخشن على حارس مرمى المنافس , وعن بقاء جمال حيمودي الذي اختير لإدارة مقابلة كوت ديفوار ضد نيجيريا التي لعبت امس بعدما انتهى دور بنوزة عند عتبة دوري المجموعات لان قوانين الكاف تحدد اختيار ممثلا واحدا عن كل دولة في الدور الثاني فإنما يدل حسبه على اعتراف الاتحاد الافريقي بكفاءة التحكيم الجزائري في ادارة المباريات القوية على اعتبار ان قمة ربع النهائي بين الافيال والنسور تعد بمثابة نهائي قبل الاوان . "سليماني نجا من عقوبة تدخله الخشن على الحارس " كما لم يخف صنديد بعض النقائص التي طغت على التحكيم الافريقي تتعلق خصوصا في الجانب التقني وهو يمكن ان يفسره الخبراء المختصين في مجال التحكيم والشخص العادي حتى لو كان من الوسط الكروي لايمكنه ان يقف عند الاخطاء التقنية التي يتغاضى عنها بعض اشباه الحكام وأردف محدثنا قائلا ان اذكر مثلا ما فعله حكم مباراة فريقنا ضد الطوغو الذي ارتكب اخطاء بالجملة وبصفة عامة اعتقد ان المستوى التقني للحكام كان ضعيفا في الكان , وفي رده على سؤال الجمهورية حول اسباب تدني التحكيم الافريقي رغم ماتشهده المنافسة القارية من تطور كبير خاصة في ظل مشاركة نجوم النوادي الاوروبية من لاعبين افارقة الذين ينقلون احترافيتهم الى منتخبات بلادهم في النهائيات القارية اكد صنديد ان تأثير مستوى البطولة المحلية الهزيلة للمنتخبات الافريقية على لاعبي المنتخب باستثناء الدوري الجزائري الذي لا يمكن مقارنته بطبيعة الحال بمستوى البطولة الطوغولية او الايفوارية اللتين لا تملكان حكام في المستوى كان وراء تر اجع التحكيم في الكان , مما يعني يضيف الحكم الدولي السابق ان الحكام الأفارقة تعودوا على هذا الوضع وعندما يتم استدعائهم في الكان تظهر عيوبهم وهم لا يدركون أنهم غير صائبين في قراراتهم والعكس من ذلك في الدوري الجزائري, أي نجد حكام في المستوى لكنهم يصطدمون بعراقيل تحيط بهم من كل جانب , حيث يتلقون الاتهامات من الأنصار واللاعبين وحتى رؤساء الاندية الذي يحملونهم مسؤولية الخسارة , مع العلم أن الحكم لا يتحكم في النتيجة ويقول صنديد ايضا "ما يزيد من الضغط على الحكام في البطولة المحلية هو عدم اخفاء العقوبة التي تسلط عليهم من طرف لجنة التحكيم اذلا نسمع في الكان مثلا عن مدة العقوبة او قيمة الغرامة بينما في بلادنا فالمسؤولين يقللون من مكانة الحكام بالكشف عن العقوبات وعلى النقيض من ذلك بالنسبة للاتحاد الافريقي الذي يحسن التعامل مع الحكام رغم محدودية مستواهم وهو ما يلزم ممثلينا التأقلم مع الأجواء والقوانين التي تسير عليها المنافسات الافريقية, التي لا تفرض عقوبة قاسية ضدهم مثلما يطبق في البطولة الجزائرية , وأنا شخصيا اعتبر الكشف عن طبيعة العقوبة لمن يخول له حمل صفارة في بلادنا تعد اهانة للحكم وإنقاص من شانه." "الحكم الجزائري ضحية اشهار العقوبة وضغط المحيط" وبمناسبة ما خلفته بعض المهاترات الكلامية ضد الحكام الذين اداروا اول امس مقابلتي مولودية وهران ضد "جياسكا" واتحاد بلعباس ضد بلوزداد , أكد محدثنا أن هذه التصرفات اصبحت موضة الخسارة التعثر التي يمنى بها أي فريق في ميدانه, وتحولت لغة الانصار والفريق المستضيف الى وابل من الاتهامات ان لم تكن ضد المدرب فإنها ستوجه للتحكيم ويقول من المفروض ان اللاعبين ان يفهموا ان خطا الحكام من متطلبات اللعبة وعوض ان يتحججوا بسوء التحكيم عليه التفكير في تحسين مستواهم وبالنسبة لي لقد مررت بتجارب عدة في مجال تخصصي وحكمت مباريات ذات مستوى راق بمشاركتي في تمثيل التحكيم الجزائري في كاس العالم لكرة القدم الجامعية اولمبياد برشلونة , ووقفت عند المستوى الذي تتمتع بها المنتخبات الاوروبية ومن المفارقات التي لاحظتها ان الحكام الاجانب لا يعانون من مشاكل تعيق مشوارهم الرياضي بل العكس فان الحكام الجزائريين هم "لي يتميزرو" في البطولة المحلية وأصبحت هذه الظاهرة متداولة في الاقسام الجهوية والولائية , واعتقد أن بعض الأنصار واللاعبين وبعض المسيرين بحاجة الى تكوين إضافي لتدعيم رصيد معلوماتهم حول قوانين اللعبة.