التحكيم الإفريقي يمر بمرحلة انتقالية بظهور جيل جديد من الشباب وعرف تحسنا كبيرا الأخطاء التحكيمية المسجلة في اربع مباريات من اصل 32ليست مقياسا لانتقاد الحكام بلعيد لكارن قدوتي محليا ودول ساندربول دوليا و نهائي «الكان» الأحسن في مشواري حظيت باستقبال حار بغليزان وفضلت العودة في سرية تامة إلى أرض الوطن سأعتزل إن حققت هدفي في المونديال لتوظيف خبرتي لفائدة الشباب بكل عفوية وتواضع تحدث الحكم الدولي الجزائري جمال الدين حيمودي في حوار للجمهورية عن تجربته الناجحة في ادارة مباريات كاس الامم الافريقية التي جرت مؤخرا بجنوب افريقيا والتي تعد الافضل على الاطلاق في مشواره الرياضي الحافل بالانجازات التاريخية التي فتحت الابواب على مصرعيها لحكم الساحة جمال حيمودي الذي يعود له الفضل في اعادة الصافرة الجزائرية والعربية الى الواجهة بعد غياب الحكام العرب عن ادارة اللقاءات الختامية في الدورات التلات الاخيرة حيت تألق أسد مينا الذي تعلم تقنيات التحكيم بمسقط راسه بغليزان وبامتياز كبير خلال اشرافه على اربع لقاءات في دورة واحدة ومما زاده بريقا ولمعانا في العرس القاري الاخير هو حظيانه بشرف ادارة مبارتي الافتتاح والاختتام ليصبح اول حكم في افريقيا يدشن و يختتم منافسة واحدة تعد الاقوى على الصعيد القاري كما انقذ حيمودي سمعة الكرة الجزائرية التي خرجت من الباب الضيق بعد اقصاء الخضر في دوري المجموعات عندما حمل لواء التحكيم الجزائري والعربي عاليا في سماء بلاد العم مانديلا تارك بصمات خالدة في هذا المحفل الافريقي الذي عزز حظوظه ليكون اقوى المرشحين لادارة مقابلات مونديال البرازيل سنة 2014 وكشف محدثنا انه سيوظف خبرته لفائدة الشباب بعد اعتزاله حيث يسعى لإدارة مباراة متقدمة في بطولة كاس العالم المقررة بالعاصمة الإقتصادية للبرازيل ريو ديجانيرو خصوصا وأنه مصنف ضمن القائمة الاولية المعنية بالمونديال القادم واعتبر مشاركة الخضر مشرفة في الكان الافريقية مشيرا الى ان الحظ خان ممثلينا في هذه المنافسة و بدا متحفظا في الادلاء برأيه حول الحكام الذين أداروا مقابلات المنتخب الجزائري مكتفيا بالقول ان الظروف لم تخدم أشبال حاليلوزتش وأكد حيمودي ان التحكيم الافريقي يعرف تحسنا ملحوظا رغم الأخطاء التي حدتث الاانها حسبه لم تؤثر بشكل كبير على سيرورة المنافسة . في البداية نهنؤك سيد حيمودي على تشريفك للتحكيم الجزائري والعربي في كأس الامم الافريقية الأخيرة ؟ الحمد لله انني حققت رفقة زميلي محمد بنوزة الاهم في هذه الدورة القارية التي اعتبرها الأحسن لحد الان في مشواري الرياضي لأنني حظيت بكل اعتزاز وافتخار بشرف تحكيم مبارتي الافتتاح والاختتام في دورة واحدة من مجموع اربع مباريات أدرتها في هده المنافسة وأنا جد فخور بما قدمه التحكيم الجزائري في هذا العرس القاري ويمكن القول أننا حققنا 50 بالمائة من الاهداف التي سطرت مع الاتحادية قبل الذهاب الى جنوب إفريقيا. ألا تعتقد ان الانجاز الذي حققه التحكيم الجزائري في الكان والذي أعاد الصافرة الوطنية والعربية الى الواجهة خفف نوعا ما من هول الصدمة التي أصابت الجماهير الجزائرية بعد إقصاء الخضر مبكرا من كأس إفريقيا؟ أظن أن المنتخب الوطني الجزائري لم يكن محظوظا في هذه البطولة أضف الى ذالك غياب الخبرة لدى بعض العناصر التي شاركت لأول مرة في الكان وحتى بالنسبة للتحكيم الذي أدار مقابلات الخضر ارتكب سهوا تحكيميا بالرغم من انه ليس من حقي أن أقر بهفوات الحكام التي تدخل ضمن الفرجة الكروية وضمن خصوصية اللعبة في حد ذاتها. لكن الجميع وقف عن الاخطاء الكارثية التي تسبب في ارتكابها حكم مباراة الجزائر ضد الطوغو والتي كانت مصيرية بالنسبة للخضر ؟ بالفعل هناك امور تقنية ساهمت في تعكير صفو مباراة الطوغو ضد الجزائر رغم ان لاعبونا تحكموا جيد ا في زمام اللقاء لكنهم للأسف لم يكونوا محظوظين وضيعوا فرصة كسب نقاط هذا اللقاء الذي حسم مصيرهم بالخروج من المنافسة ومن جهتي لقد كنت راضيا على المستوى الذي قدمه شبان المنتخب الوطني وأأكد لكم اننا نملك ترسانة من اللاعبين الممتازين تنقصهم الخبرة فقط وأنا جد متفائل بظهورهم بوجه آخر في تصفيات المونديال على أمل ان يكسبوا تذكرة المرور إلى كاس العالم إنشاء الله. قلت أن التحكيم الجزائري حقق 50 بالمائة من الأهداف التي تم تسطيرها مع الفاف فيما تتمتل الخمسين بالمائة المتبقية وماهي أهم الإستحقاقات التي تنتظركم في المستقبل القريب؟ كما اسلفت الذكر أننا سطرنا مع الإتحادية برنامجا قبل ذهابنا الى جنوب إفريقيا وأحيطكم علما أن الإتحادية الجزائرية تقوم بعمل كبير لتطوير كرة القدم الجزائرية ورفع من مستوى التحكيم المحلي حيث تضمن هذا البرنامج نقاط هامة منها العمل على تشريف الالوان الوطنية في الموعد القاري وهو ماتحقق من جانب الحكام حتى لو كانت مشاركة المنتخب محتشمة هذا من جهة كما تم برمجة تحضير طويل تحسبا للإستحقاقات المقبلة يتمتل في إقامة تربصات ضمن جدول الإتحاد الدولي مما يعني انه ينتظرنا عمل كبير لتجسيده على أرض الواقع على مدار 6 اشهر كاملة بداية من مشاركتي في المسابقات الاختبارية القادمة حيت سيقام اول معسكر للحكام بالمملكة المغربية تحت اشراف الاتحاد الدولي للعبة وهناك تربص اخربريو ديجانيرو في شهر ماي لتحديد الحكام المعنيين بإدارة الدورات التلات المقبلة ويتعلق الامر بكل من كاس العالم للقارات بالبرازيل و الدورة الخاصة بكاس العلم لأقل من 20 سنة و أخرى بالإمارات للآمال و تضم هذه القائمة 52 حكما مرشحا لاجتياز الاختبارات التقييمية و الذين سيكونون من بين الأطقم المعنية بكاس العالم بالبرازيل الجزائر ضمت لحد الآن المتحدث و ايتشعلي . و لماذا لا تضم القائمة الحالية الحكم بنوزة ؟ يرجع ذلك الى ان النظام الحالي المعتمد من قبل الاتحاد الدولي يقضي باختيار الحكم و مساعده من كل دولة و هو ما يجعلني انا و ايتشعلي امام تحد كبير في بقية التربصات التي ستكشف عن قدرات التحكيم الجزائري من اجل الوصول الى المونديال . و بماذا تفسر عدم بلوغ بنوزة عتبة الدور الثاني من منافسة الكان 2013 بعدما أدار مباراة واحدة و التي جرت بين زامبيا و نيجيريا ؟ بنوزة لم يواصل المسار في هذه المنافسة لا لسبب سوى لأنه تعرض لإصابة أرغمته على التوقف نتيجة سوء ارضية ميدان ملعب مبومبيلا اثناء ادارته لهذه المواجهة. ما تقييمك للتحكيم الافريقي في هذه الدورة و عن الاخطاء التي ارتكبها البعض منهم ؟ و هل أثرت حسب رأيك عن "ريتم" المنافسة؟ اعتقد ان الاخطاء المرتكبة من قبل بعض الحكام لا تعد مقياسا على ان التحكيم كان سيئا في هذه الدورة لأن الكان لعبت في 32 مباراة فيما سجلت بعض الهفوات في ثلاث أو أربع مباريات و هذا لا يضر حتما المنافسة القارية بل العكس فانا أرى ان التحكيم الإفريقي بدا يتحسن بعدما عرف تغييرات بظهور بعض الحكام الشباب الذين أعطوا لهذا السلك وجها أخرا أضف إلى ذلك ان التحكيم الإفريقي يمر بمرحلة انتقالية خصوصا بظهور أيضا منتخبات أصبحت تحقق مفاجآت مدوية لم يكن احد يتوقعها في صورة نيجيريا ألا تعتقد أن إقصاء المنتخبات العربية في الأدوار التمهيدية ساعد حكامها للوصول إلى النهائي؟ يمكن القول أن هذا العامل كان من بين العوامل التي عززت حظوظ حكام العرب في بلوغ الادوار النهائية لكنني أدرت المباراة الإفتتاحية بين الرأس الأخضر و منتخب البلد المنظم و التي إعتبرها اصعب امتحان بالنسبة لي لان المواجهة الإفتتاحية تعد بوابة العرس الإفريقي وهو ما يجعل الحكام أكثر حرصا من ارتكاب الأخطاء. و ماذا عن تقييمك لأدائك في المباراة النهائية بين نيجيريا وبوركينافاسو؟ بالنسبة لي فإن نهائي كأس أمم إفريقيا الذي حظيت بشرف ادارته يعد الأحسن على الإطلاق في مشواري الرياضي و كنت فخورا بإدارتي لهذا اللقاء فلقد شرفت الجزائر أحسن تشريف و كيف كان شعورك عندما فاجأك الحارس النيجيري انييما الذي أراد ان يحملك على الأكتاف بعد تتويج فريقه بالكأس في إشارة منه إلى اعترافه بكفاءتك التحكيمية ؟ هذه اللقطة رغم طرافتها إلا أنني اعتبرها ذكرى حسنة سأحتفظ بها في مخيلتي و لن أنساها أبدا و الأهم ان فرحتي زادت بفرحة الشعب الجزائري على تشريفي للبلاد على ذكر احسن ذكرى ماهي اسوأها خلال مشوارك الرياضي لحذ الان ؟ اسوا ذكرى هي ادارتي لمباراة بوسعادة امام بارادو في بطولة القسم الثاني اين نجوت من الموت المحقق و لولا ستر الله لكانت الكارثة كيف تم استقبالك بعد عودتك الى الجزائر؟ لقد ارتأيت أن أبرمج عودتي إلى الوطن في سرية تامة و هو السبب الذي جعلني لا أحظى باستقبال في المطار عدا اقاربي لكنني تلقيت التهاني من جميع المسؤولين و السلطات المحلية و حظيت باستقبال الابطال في غليزان و استغل المناسبة لأشكر السلطات المحلية لغليزان على حفاوة التكريم بالإضافة إلى الجمهور الجزائري و ماذا عن مسؤولي "الفاف" و اللجنة المركزية للتحكيم؟ الحمد لله الكل شكرني على على مردودي في الكان و لعلمكم ان الفاف بقيادة روراوة و اللحنة الوطنية للتحكيم بقيادة لكارن هيؤوا لنا كل الامكانيات المادية و المعنوية قبل التوجه الى جنوب افريقيا فضلا عن الاهتمام الدائم بالحكام على مدار السنة و اشير الى ان هيئة روراوة كانت قد سطرت برنامجا خاصا للحكام تحت اشراف الشخصي لبلعيد لكارن و هذا امتداد لعمل تم الشروع فيه منذ عشرية كاملة سمعنا أنك قررت الإعتزال بعد مونديال البرازيل هل تؤكد ذلك؟ في الواقع ما ينقصني حاليا هو المشاركة في مونديال البرازيل و أسعى لتحقيق هذا الهدف لأنني و الحمد لله أدرت مختلف البطولات و اذا حظيت بتمثيل الجزائر في مونديال البرازيل فأنني اعد الشباب انهم مدعوون للاستفادة منت خبرتي بعد المونديال و البداية ستكون بغليزان حيث سأهتم بتكوين الحكام الشباب . من هو قدوتك في التحكيم وطنيا و دوليا؟ على المستوى الوطني كنت مولعا بالحكم الدولي السابق بلعيد لكارن أما عالميا فانأ أهوى الحكم دو سندربول الذي اعتبره من بين الحكام المتميزين الذي شرفوا البذلة السوداء في عالم الكرة المستديرة