واقتلع هؤلاء التمثال وهو عمل من الفن المعاصر، وهشموه الى ثلاثة اجزاء، وداسوا باقدامهم الورود التي وضعت حوله. كما مزقوا صورا لبلعيد كانت موضوعة في المكان نفسه. وقالت ارملة بلعيد، المحامية بسمة الخلفاوي التي جاءت لمعاينة ما لحق بالتمثال من اضرار "انه عمل اجرامي. من قام بهذا الفعل ليس بشرا، لقد تجاوزوا كل الحدود". واضافت ومن حولها عشرات الاشخاص الذين جاؤوا لمساندتها "المسؤول (عن ذلك) هو وزير الداخلية" علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة. ولفتت الى ان وزارة الداخلية لم تستجب حتى الآن لطلبها توفير حماية امنية لها ولابنتيها نيروز (ثماني سنوات) وندى (اربع سنوات). وقتل بلعيد بثلاث رصاصات في الراس من مسافة قريبة، امام منزله بمنطقة "المنزه السادس" (وسط العاصمة) من قبل شاب لاذ بالفرار مع شخص آخر كان ينتظره على متن دراجة نارية. ولم تعتقل الشرطة حتى الان القاتل وسط مخاوف من تنفيذ عمليات اغتيال اخرى. ويقول مراقبون ان بلعيد "أشرس" معارض لحركة النهضة، وقد اتهمت عائلته حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي بتدبير اغتياله لكن الحركة نفذ ذلك ووصفت هذه الاتهامات ب"الكاذبة" و"المجانية". وتسببت عملية الاغتيال في موجة من اعمال العنف وفي ازمة سياسية هي الاخطر منذ الثورة التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واعتبرت رئاسة الجمهورية التونسية بلعيد "شهيدا" من شهداء الثورة. ودفن بلعيد في الثامن من الشهر الحالي في "روضة الشهداء" بمقبرة الجلاز وسط العاصمة تونس. ويؤمن الجيش ضريح بلعيد منذ انباء عن اعتزام سلفيين نبش القبره وإخراج الجثمان بدعوى أن بلعيد "كافر وملحد" ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين. وكان زعيم تنظيم "انصار الشريعة" السلفي الجهادي ابو عياض قال في بيان "ندعو جميع المسلمين الذين ترحموا على ملحد معاد للاسلام واعتبروه شهيدا أن يتوبوا إلى الله وأن يراجعوا دينهم".