ال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، إن عملية اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد لا تخرج عن معتاد الثورات قديما وحديثا، وأضاف أن عملية الاغتيال جزء من ضريبة التحول الذي تعيشه تونس منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. و في ردّه على اتهامات عائلة شكري بلعيد باغتيال الأخير، أكّد الغنوشي خلال مشاركته في افتتاح ملتقى بعنوان »ظاهرة العنف السياسي في تونس وكيفية التصدي لها« الذي نظمه مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بتونس الغير حكومي، أنه لا أحد يمكن أن يصدق أن الحاكمين من مصلحتهم اغتيال بلعيد الذي يقول مراقبون إنه كان أشرس معارض للحركة. واتهم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ما أطلق عليه الثورة المضادة بالعمل على تقسيم المجتمع التونسي إلى جبهتين متناحرتين، مشيرا إلى أن المعارض شكري بلعيد لم يكن الأول في قائمة الاغتيالات، فقد سبقه شيخان من جماعة التبليغ والدعوة ورمز آخر من الحركة الدستورية. وأضاف الغنوشي، أن هذا التنوع في عملية الاغتيالات يدفع المجتمع التونسي إلى التقاتل والتشكك والريبة، ووصفه بأنّه جزء من آليات الثورة المضادة، كما اتهم المتحدّث بعض وسائل الإعلام التي تعمل لتوصل رسالة للتونسيين بأنهم أخطؤوا حينما قاموا بالثورة، واستنكر الغنوشي التدخل المباشر من دول أجنبية مثل فرنسا في الشأن التونسي، مضيفا أنه لا شك أن هناك أنظمة عربية ذات مصلحة مما يجري في تونس. وعلى صعيد متّصل، دعت أمس حركة النهضة الإسلامية إلى تظاهرة في تونس للدفاع عما أسمته شرعية الجمعية الوطنية التأسيسية التي يشكل فيها الحزب الإسلامي الغالبية، وضدّ العنف في أول تحرك شعبي منذ اغتيال المعارض شكري بلعيد. ودعا شباب حركة النهضة الإسلامية إلى تظاهرة بعد ظهر أمس لتنطلق في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية التي شهدت في الأيام الماضية أعمال عنف بين معارضين غاضبين ورجال شرطة، حسب بيان صادر عن الحركة، حيث سيكون شعار التظاهرة »الدفاع عن شرعية الجمعية الوطنية التأسيسية« و»مكافحة العنف السياسي« وكذلك »معارضة التدخل الفرنسي« للتنديد بتصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس. إلى ذلك، استدعى الوزير الأول التونسي، حمادي الجبالي، الجمعة، السفير الفرنسي فرانسوا غويات للاحتجاج على تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي مانوال فالس، والتي قال فيها إنه يتعين دعم العلمانيين والديمقراطيين في تونس، وإن تونس ليست نموذجا للربيع العربي. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام عقب اجتماعه والجبالي بالسفير، إنهما عبّرا للسفير الفرنسي عن قلقهما من تصريحات وزير الداخلية الفرنسي وموقفه المتحيّز والمثير للقلق، وعبّرا له عن حرصهما على صيانة سيادة تونس واستقرارها السياسي. أعلن وزير الدفاع التونسي أن الجيش يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف والأحزاب، وأن مهمته حماية الثورة وأهدافها. من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع التونسي، عبد الكريم الزبيدي، أنّه تم تأمين حراسة قبر شكري بلعيد بعد ورود أنباء عن اعتزام سلفيين نبش قبره وإخراج جثمانه بدعوى أنه كافر وملحد ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين، ودعا الزبيدي في تصريحات له مساء الجمعة إلى إبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية في تونس التي تمر بأزمة سياسية حادة، وقال إن المؤسسة العسكرية تعهدت بحماية أهداف الثورة، وأنها تواصل حماية أهداف الثورة. يذكر أنّ السلطات التونسية كانت قد ألقت القبض على 230 شخصا عقب اشتباكات وأعمال عنف جرت في العاصمة خلال تشيع جنازة القيادي المعارض شكري بلعيد أول أمس، واشتبكت قوات الأمن التونسي مع مئات المحتجين في محيط مقبرة »الجلاز« في العاصمة تونس، كما أحرق شبان عددا من السيارات في حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على الوضع وتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات مناوئة للحكومة وحركة النهضة.