يعرف "الأفق الجميل" بأعالي جبل مرجاجو، إقبالا منقطع النظير للسياح والفضوليين، نهاية كل أسبوع للترويح عن النفس واستنشاق الهواء المنعش في غابة ولا أروع وحصن ولا أمتن وأعتد. ويكون هؤلاء الصاعدون إلى أعالي وهران، محظوظون بعودة المصعد الهوائي "التلفريك" إلى الإشتغال من جديد، حيث وفّر لهم المتعة التي كانوا يأملونها، وهم يرتفعون في السماء بحث عن الفرجة التي توفّرها لهم قلعة سانتا كروز التاريخية وما جاورها من طبيعة خلابة، تقع واقفة في شموخ وتتربع على أجمل مدينة متوسطية ألهمت الكثير من البشر عبر مختلف العصور بداية من الدخول الإسباني في 1500 ميلادية وإلى حين تأسيس الفرنسيين لهيكل »مريم العذراء« في أعالي هذا الحصن العتيد. وقد عاد المصعد الهوائي إلى دوره في حمل المتفرجين عبر الأثير الطبيعي إلى الأفق الجميل، بداية شهر جانفي من السنة الجارية بعد أن قامت البلدية بإصلاحه وفق ميزانية معتبرة تم تخصيصها له، في الأيام القليلة الماضية تم تحويل مهام تسيير التلفريك من مصالح البلدية إلى مديرية النقل الحضري، أملا في تغطية واهتمام أوفر لهذه الآلة الكهربائية الحسّاسة التي تقوم بدور سياحي بحث، ساهم بوجوده في عصرنة وسائل النقل التي تتوفر عليها مدينة وهران. وقد أشرفت على عملية التصليح هاته المؤسسة السويسرية "جافنتا" التي لها باعها المعروف في مراقبة ومتابعة المصاعد الكهربائية بمبلغ قدره 5 مليون ونصف مليون دينار جزائري، ولذات المؤسسة فرع بالجزائر العاصمة مهمته المراقبة التقنية لتلفريك وهران. من أجل حمايته من أعطاب لاحقة قد تكلّف في تصليحها وإعادة هيكلتها مبالغ مالية مضاعفة. وحسب مدير النقل الحضري السيد عڤوني فعربات المصعد الهوائي لا تزال في حاجة إلى تصليح ومراقبة تحميه على المدى المتوسط والطويل، لا سيما وأنه من الجيل القديم الذي اشتهر في بداية الثمانينات، ولذا أقترحت ذات الهيئة على والي وهران، ضرورة تجديده بنسبة تم تقديرها ب 95 بالمائة. وقد قبل المسؤول الأول عن الولاية الفكرة التي تهدف إلى تعزيز المشاريع والإنجازات التي من شأنها عصرنة المدينة وفق الشروط التي تتطلبها وتستدعيها أبرز مدن حوض البحر الأبيض المتوسط المعروفة بتشابه جمالها ورونقها الأخّاذ. ولأخذ نظرة عن التكاليف التي قد يبلغها مشروع تجديد التلفريك، نلفت النظر إلى أن عملية إنشائه كلّفت غلافا قدره أربعين (40 مليار دينار)، وقفز هذا المبلغ إلى أرقام أكبر من خلال المصاريف التي استهلكها في عمليات الإصلاح الكثيرة التي تطلبها على مرّ السنوات السابقة. باعتباره وسيلة نقل حسّاسة جدا للزمن وللأيادي البشرية. وحسب السيد عقوني، يعرف التلفريك، خلال أيام الأسبوع، إقبالا محتشما، حيث يفضل أغلب الصاعدين للأفق الجميل مركباتهم الخاصة، وكان من قبل النقل الحضري يغطي حاجيات الفضوليين من خلال عبور مسلك "بلانتور" إلى حصن سانتا كروز لانخفاض أسعار التذاكر، أما حاليا وبعد ترحيل أغلب سكان المنطقة، فالطلب ارتفع على المصعد الكهربائي أيام عطلة الأسبوع الموافقة ليومي السبت والأحد. وحدّد القائمون على شؤون هذه المركبة الكهربائية، أسعار التذاكر للفوز بنظرة شاملة ومختصرة عن وهران ب50 دينارا إنطلاقا من محطة ماجنطا (ساحة بن داود) ووصولا إلى الأفق الجميل حيث يتربع حصن سانتا كروز بقلعته ومغاراته النادر وب 15 دينارا من ماجنطا إلى حي بلانتور وب 20 دينارا من بلانتور إلى الأفق الجميل. وللراغبين في الإستطلاع أكثر على لطافة الجو والمكان، ندعوهم إلى رحلة سريعة مدّتها ربع ساعة فقط، تقودهم إلى أعتى حصن بناه الإسبان في القرن الخامس عشر على مشارف مدينة من أجمل وأروع مدن ساحل المتوسط لكنها تفتقر إلى أدنى المرافق الضرورية لموقع سياحي من هذه الشاكلة.