شهدت ولاية وهران أمس أمطارا غزيرة مصحوبة برعود ورياح متفاوتة السرعة تحولت من خلالها أحياء وشوارع الولاية إلى مجموعة من البرك والأوحال نتيجة الكميات الكبيرة التي سجلتها المنطقة. نصف ساعة كاملة كانت كافية للتغيير من حالة الطقس التي ميز الولاية منذ بداية الأسبوع الجاري والتي أضفت على الجو تغييرات جذرية على خلاف الأجواء التي شهدتها المنطقة الأسابيع الفارطة. التقلبات الجوية المفاجئة انعكست بشكل كبير على ترمومتر الحرارة، حيث سجلت من خلاله مصلحة الأرصاد الجوية انخفاضا ملحوظا في درجة الحرارة التي نزل مؤشرها إلى 24 درجة بالإضافة إلى هبوب رياح بسرعة 37 كلم في الساعة مع ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة ب 74٪. وأرجعت مصلحة الأرصاد الجوية هذه التغيرات إلى التيارات الباردة القادمة من أوروبا والتي ساهمت بشكل كبيرة في تلطيف الجو وإضفاء أجواء غير عادية منذ تسجيل الإضطراب الجوي. وبالرغم من أننا في شهر جوان وحلول موسم الإصطياف إلا أن حالة الطقس لم تعرف إستقرارا خلال هذا الشهر بالذات حيث شهدت الجهة الغربية منذ قرابة 3 أسابيع تغييرا مماثلا مع انخفاض كبير في درجة الحرارة بفارق 8 درجات عن المعدل الفصلي. كل هذه العوامل أثرت بشكل مباشر في حركة المصطافين الذين تردّدوا بأعداد كبيرة على الشواطىء هروبا من حرارة الطقس إلا أنه لم يسجل خلال هذا الشهر إقبال كبير للسياح الوافدين إلى البلديات الساحلية باستثناء الأيام الأولى من الشهر. وبما أن موسم الإصطياف محصور هذه السنة بين شهري جوان وجويلية فقط فإن الحصيلة ستتراوح ما بين الإنخفاض والإرتفاع نظرا للتقلبات الجوية الناجمة عن الإحتباس الحراري الذي أضحى هو كذلك يساهم في خلق جو متقلب من حار إلى معتدل فكثيرا ما أصبحنا نسجل حالات مماثلة سواء في فصل الصيف أو الشتاء. وفي هذا الشأن فقد عرفت الولاية خلال شهر نوفمبر الفارط حرارة مرتفعة سجلت من خلالها أرقام لم تشهدها من قبل وهو ما جعل فصل الشتاء يتأخر نوعا ما، ناهيك عن الجفاف الذي ميز تلك الفترة لأسباب متعارف عليها.