لقن المنتخب الهولندي لكرة القدم نظيره البرازيلي درسا قاسيا وأطاح به من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تغلب عليه 2/1 اليوم الجمعة على استاد "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت إليزابيث في أولى مباريات دور الثمانية للبطولة. وأصبح المنتخب الهولندي أول المتأهلين للمربع الذهبي في البطولة والذي يلتقي فيه مع الفريق الفائز من المواجهة بين منتخبي أوروجواي وغانا والتي تقام في وقت لاحق اليوم. ويدين المنتخب الهولندي بفضل كبير في هذا الفوز إلى المدافع البرازيلي فيليبي ميلو الذي سجل هدفا عن طريق الخطأ في مرمى فريقه وتعرض للطرد في الوقت الذي بحث فيه فريقه عن هدف التعادل. وكان المنتخب البرازيلي هو البادئ بالتسجيل عن طريق هدف روبينيو في الدقيقة العاشرة من المباراة. ولكن المنتخب الهولندي نجح في تحويل تأخره في الشوط الأول إلى فوز ثمين في الشوط الثاني حيث تعادل في الدقيقة 53 بهدف أحرزه ميلو عن طريق الخطأ في مرمى فريقه ثم سجل ويسلي شنايدر هدف الفوز لهولندا في الدقيقة 68 بضربة رأس رائعة صعد بها مع الفريق إلى الدور قبل النهائي. وشهدت الدقيقة 73 طرد اللاعب البرازيلي فيليبي ميلو للخشونة المتعمدة مع آريين روبن ليضاعف بذلك من صعوبة المهمة على فريقه. وخرج المنتخب البرازيلي بذلك من دور الثمانية للبطولة للمونديال الثاني على التوالي وتبدد حلمه في إحراز اللقب العالمي السادس قبل مونديال 2014 الذي تستضيفه البرازيل. وكانت مباراة اليوم هي الظهور الخامس على التوالي للمنتخب البرازيلي في دور الثمانية ببطولات كأس العالم بينما كانت المرة الأولى التي يخوض فيها المنتخب الهولندي دور الثمانية منذ مونديال 1998 كما أصبحت المرة الأولى التي يصل فيها للمربع الذهبي منذ 1998 . وعدل المنتخب الهولندي بهذا الفوز كفة مواجهاته مع المنتخب البرازيلي حيث أصبح الفوز في مباراة اليوم هو الثالث له في عشر مواجهات مع السامبا البرازيلية بينما حقق المنتخب البرازيلي الفوز في ثلاث مباريات أيضا وتعادل الفريقان في أربع مواجهات. وكان من بين هذه المواجهات ثلاث مباريات سابقة في بطولات كأس العالم حيث انتهت مباراة الفريقين في الدور الثاني بمونديال 1974 بفوز الطاحونة الهولندية 2/صفر عندما اشتهر الفريق بأسلوب "الكرة الشاملة" بقيادة نجمه الأسطورة يوهان كرويف. ولكن المنتخب البرازيلي حقق الفوز في المواجهتين الأخريين وفاز 3/2 في دور الثمانية لمونديال 1994 بالولايات المتحدة ثم بضربات الترجيح في الدور قبل النهائي لمونديال 1998 بفرنسا بعد تعادلهما 1/1 علما بأن المدرب كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي حاليا كان قائدا للفريق في البطولتين. كما كان لاعبا في صفوف الفريق البرازيلي في مباراة ودية فاز فيها على هولندا 1/صفر في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بينما كانت الهزيمة اليوم هي الأولى لدونجا أمام المنتخب الهولندي. كالمتوقع، سيطر الحذر الدفاعي على الدقائق الأولى من المباراة فلم يشكل أي من الفريقين خطورة حقيقية على المرميين. ولكن سرعان ما كشر المنتخب البرازيلي عن أنيابه فجاءت المحاولة الخطيرة الأولى في الدجقيقة الثامنة من اللقاء وأسفرت عن هدف سجله روبينيو وألغاه الحكم الياباين يوتشي نيشيمورا ، الذي أدار اللقاء ، بعدما رفع مساعده الراية مشيرا إلى وجود تسلل على اللاعب داني ألفيش الذي مرر الكرة لروبينيو. ولكن روبينيو لم يهدأ وواصل محاولاته للبحث عن هدف التقدم ونجح في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة العاشرة اثر تمريرة طولية زاحفة من زميله فيليبي ميلو انفرد على اثرها روبينيو بالحارس الهولندي مارتن ستيكلنبرج دون مضايقة من الدفاع ليسددها من تحت الحارس الذي خرج لملاقاته لتتهادى الكرة إلى داخل الشباك. وأثار الهدف حفيظة الهولنديين فحاول المهاجم ديرك كاوت الرد في الدقيقة 11 بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء ولكن حارس المرمى البرازيلي جوليو سيزار أبعدها ببراعة إلى ضربة ركنية لعبها ويسلي شنايدر وأبعدها سيزار مجددا بقبضة يده. وشهدت الدقائق القليلة التالية بعض المحاولات الفاشلة من المنتخب الهولندي في ظل تراجع المنتخب البرازيلي نسبيا للدفاع من أجل الحفاظ على النتيجة حيث حرص لاعبوه على التصديى لمحاولات المنتخب الهولندي من وسط الملعب فغابت الخطورة الحقيقية أمام المرمى البرازيلي. ونال الهولندي جون هيتينجا إنذارا في الدقيقة 14 للخشونة مع روبينيو في إحدى الهجمات المرتدة لراقصي السامبا. وسدد داني ألفيش الضربة الحرة قوية من مسافة بعيدة ولكن الكرة مرت خارج القائم. ورد عليها روبن فان بيرسي بتسديدة قوية من ضربة حرة في الدقيقة 17 ولكن الكرة ذهبت عاليا. حرص لاعبو البرازيل على تهدئة اللعب في الدقائق التالية وامتصاص حماس الهولنديين قبل التحول مججدا للضغط على الدفاع الهولندي بحلول النصف الثاني من الشوط الأول. وشهدت الدقيقة 25 هجمة خطيرة للمنتخب البرازيلي تغاضى خلالها الحكم عن احتساب ضربة جزاء لكاكا الذي تعرض للإعاقة داخل منطقة الجزاء واكتفى باحتساب ضربة ركنية وانتهت الهجمة بتمريرة عرضية متقنة قابلها المدافع البرازيلي المتقدم جوان بتسديدة مباشرة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ولكن الكرة ذهبت فوق مقص المرمى على يسار الحارس الهولندي. حاول المنتخب الهولندي الرد في الدقائق التالية من خلال بعض الهجمات المرتدة السريعة والتمريرات الطولية إلى آريين روبن وروبن فان بيرسي ودير كاوت وويسلي شنايدر ولكنها لم تسفر عن شيء في ظل بسالة الدفاع البرازيلي. وكاد البرازيلي كاكا يسجل هدف الاطمئنان لفريقه بعدما تلقى الكرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيق 31 وسددها بمهارة فائقة في الزاوية البعيدة على يسار حارس المرمى مارتن ستيكلنبرج ولكن الأخير تألق وتصدى لها ببراعة فائقة ليخرجها إلى ضربة ركنية. وقد شهدت المرحلة الثانية استفاقة مذهلة لهولندا التي عادت في النتيجة وسجلت الهدف الثاني لتتأهل إلى الدور الربع النهائي.