عوّدتنا الكشافة الجزائرية، قوة الحضور، في المناسبات والأعياد الوطنية وهاهي تعود إلينا بمشروع "قافلة الشهيد" في إنطلاقة فريدة من نوعها، إبتداء من يوم الغد، المصادف لتاريخ مجيد حمل إلينا العزّة والكرامة بإمضاء قافلة من الشهداء والجنود الأباسل فاقوا الرقم المليون والنصف مليون في سبع سنوات فقط. فكّرت المحافظة الولائية بوهران في مشروع "ذاكرة الشهيد" لفائدة جيل الإستقلال أملا منها في تقوية الرابطة بينه وبين الرعيل الأول من جيل الثورة المجيدة ورغبة منها في ربط الشباب بأهم الأحداث التي بنت الجزائر المستقلة، من خلال التعريف بالشهداء والمجاهدين وتناول مآثرهم وتضحياتهم مع كل ذكرى نسترجعها بالمناسبة بكل شموخ واعتزاز. "قافلة الشهيد" ستنطلق غدا في إتجاه الجزائر العاصمة وعلى متنها (20) كشافا ومرشدة ممن أجادوا وتفوقوا في استذكار الشهيد بإجتهاداتهم الخاصة وقدراتهم في موضوع المسابقة الذي يرمي في تنوع عناوينه الى تخليد الشهداء وتمجيد الثورة ورجالاتها الأشاوس الشجعان، وكانت هذه الإبداعات في (5) مجالات: الرسم والقصة والشعر و"الأوبرات والأناشيد" والبحث التاريخي وكلها عناوين غنيّة أثراها شباب وشابات لا تتعدى أعمارهم ال 22 سنة. ويكون هؤلاء الشباب قد ساهموا في كتابة التاريخ بطريقة أكثر من بريئة ثم نقّحها الكبار، الذين رأوا أحقّيتها بالنشر والعرض والإشهار، وكل الأعمال المشاركة أفلح أصحابها في إستذكار المجاهد والشهيد، وفازوا في وهران بهدايا شرفية وهاهم يجوبون غدا شوارع العاصمة في قافلة ستقودهم الى أهم المآثر والمعالم التاريخية الخالدة بهذه المدينة الجميلة البيضاء، تشجيعا على مشاركتهم في تخليد "ذاكرة الشهيد". وسيحظى هؤلاء الشباب المتفوقون بزيارة خاصة ومميزة الى البيت التاريخي الذي احتضن الحدث الأهم في حياة الثورة التحريرية، ألا وهو المنزل الذي شهد عقد مجموعة ال 22 الشهير الذي خطّط عظماؤه لشرارة الأوراس وأعطى مفجّروها لفرنسا درسا مرعبا في الوطنية والفداء والتضحية. وبالتوازي مع ذاكرة الشهيد، تنظم الكشافة الإسلامية لوهران غدا الأحد، ابتداء من الساعة السابعة مساء، استعراضا كشفيا بمشاركة (1000) منخرط، ينطلبق من أمام ثانوية العقيد لطفي ويعبر مسار واجهة البحر، وصولا الى ساحة أول نوفمبر، حاملين الأعلام الوطنية ومتمسكين بمشعل ثوار الجزائر حبّا وقدوة وعملا بالمثل. وللأنشودة نصيبها في تخليد ذكرى المجاهد والشهيد والشباب أيضا، حيث برمجت المحافظة الولائية مساء عيد الإستقلال والشباب بالمركب الرياضي بالسانيا منافسة ولائية لإختيار أحسن نشيد يمجّد رجال الثورة الأشاوس، وستتداول على المنصة (20) فرقة لترديد أناشيد وطنية ودينية وكشفية وهي تظاهرة تهدف حسب السيد بوعبد اللّه المسؤول الولائي لفرع وهران الى تحفيز أبنائها على حبّ النشيد، حبّا وتطلعا الى هذا الوطن العزيز. وابتداء من 5 جويلية دائما، هذا التاريخ الرمز، ستباشر الكشافة الإسلامية مخيماتها الصيفية بكل من غابة مسيلة بوهران ومستغانم وجيجل، كما ستستقبل أفواجا شبابية من عدد من ولايات الوطن لهدف تبادل الزيارات بين مختلف الفروع الكشفية بالوطن، وستشهد هذه التظاهرة التي تضم دفعتين نشاطات متنوعة لألفي كشاف ومرشدة. وأطلّت علينا المحافظة الكشفية لوهران بخرجة من النوع الفريد حيث عقدت يوم 5 جوان إتفاقية مع محافظة الغابات تسمح بموجبها بإنتشار فرقهم في المناطق الريفية لغرض التعريف بالسياسة الوطنية لتنمية الريف وإدماج الشباب من خلال تنصيب خلايا جوارية بكل بلديات الولاية ( 22 بلدية) وقد فتحت لنشاطها الجديد مكاتب ب (10) بلديات لحد الآن على أن تنتهي من العملية قبل إنقضاء شهر أوت. ومن شأن هذه اللجان التي تلعب دور الوسيط بين البلدية والشباب ومحافظة الغابات أن تساهم في شرح سياسة مشروع التنمية الريفية لشباب هذه المناطق، لا سيما في مجال الفلاحة وتربية الدواجن والنحل ومختلف النشاطات والصناعات التي يشتهر بها الريف بوهران أملا في ترقية فئة الشباب لضمان مستقبلهم وحماية مصالحهم، وهكذا تكون الكشافة الإسلامية قد توغلت في جميع الضواحي ومست أكبر شريحة ممكنة من الشباب نحلم أن يحمل هموم وأفراح هذا الوطن العزيز.