ما أحوجنا ، نحن الجزائريون إلي أيام علم عديدة ، وليس يوم علم واحد ، يمجد للفترة الخالدة لزعيم الإصلاح ، العلامة الكبير عبد الحميد بن باديس ، نقول ذلك عسانا أن نعتبر ونلتزم ونعمل ببعض مبادئ الرجل التي زرعها رفقة خبيرة أبناء هذه الأمة في الثلاثينات والأربعينات في جيل أنتفض ضد أكبر وأعتى قوة استدمارية شهدها العالم في القرن الماضي . ما أحوجنا كما قال رئيس جمعية العلماء المسلمين ، الدكتور عبد الرزاق قسوم ، إلى مبادئ الجمعية الأم ، الإسلامية والتربوية والإجتماعية والعلمية التي جعلت من الجزائريين لينة واحدة كيانا وأخلاقا تصدت للجيوش الفرنسية بكل بسالة وشجاعة وشهامة ،وأعطت خير الدروس في الوطنية والتضحية والإيثار ، ففقدت فرنسا فردوسها الذي مازالت تبكيه إلى يومنا هذا وتحاول جاهدة العودة إليه عبر بوابات الاستثمار والمبادلات التجارية والاقتصادية التي تربطنا بها بحكم متطلبات العصر الراهن التي يفرضها العالم المتحضر . نحتفل بيوم العلم ،وقلوبنا تعتصر وتبكي على عهد ولىّ ، دون أن نحفظ الأمانة ونحمل الوديعة إلى بر الأمان الذي سّطره لنا الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس ورفيق دربه العلامة البشير الإبراهيمي ، وعلماء أجلاء آخرون ، سروا في نفس النهج وما بدلوا تبديلا . إن المدرسة الجزائرية ، سليلة مشروع الإصلاح الذي تبنته المدارس الحرة التي أنشأتها جمعية العلماء في عهد بن باديس ، ليست بخير ، تخرج لنا سنويا الآلاف من حملة الليسانس والشهادات الجامعية ، بمستويات وهو ما انعكس سلبيا على رقيّ المجتمع الأخلاقي والتربوي وأخل بدور جميع مؤسسات الدولة ، التي لم تعد تؤدي عملا سليما وصحيحا ، فغمر الفساد معظمها وسقطت في المحظور الذي أصبح المادة الدسمة لجميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية . إن ما يحدث في المجتمع الجزائري ، هذه الأيام من تفسخ في الأخلاق ، استعصى واستفحل : كثرت الإعتداءات على الأصول وجرائم القتل في حقهم ، وتعددت مظاهر اغتيال البراءة ،بدون رأفة أو شفقة ،وتاه الشباب في لباس الهوية المستوردة من الغرب ، الذي يمس بالدين وتقاليد الحشمة والحياء ، واختفت ما أختفت من صفات وسمات كانت تُسَيِّر المجتمع الجزائري إلى وقت قريب جدا ما أعطشنا إلى العودة إليها نَحِنُّ إلى منازل بلا سياج من حديد ، وإلى فسحة ليلية بدون خوف ولا رعب ،وإلى أمان دائم وأبدي بكل شارع و حيّ بجزائرنا العميقة ، كما كانت في عهد رجال عاهدوا الجزائر على الإخلاص والوفاء والتضحية والجهاد لكن لما قضوا نحبهم أصبحت الجزائر في مفترق الطرق ، تبحث عن سلف لخير خلف ، جيل جمعية العلماء المسلمين وقادة الثورة العظيمة .