تنظم، جمعية العلماء المسلمين، اليوم وغدا الإثنين، بدار الإمام، يومين دراسيين حول شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس، حياته وأعماله ونضاله، وذلك في إطار احتفال الجزائر بالذكرى السبعين لوفاته التي تجسد يوم العلم الذي يحتفل به في ال 16 أفريل من كل سنة· تنطلق، اليوم، فعاليات اليومين الدراسيين اللذين تنظمهما جمعية العلماء المسلمين احتفالا بيوم العلم الذي يمثل تاريخ رحيل العلامة ورائد النهضة الإصلاحية والإسلامية في الجزائر وفي الوطن العربي، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين سنة .1931 وسيتطرق المشاركون خلال هذا اللقاء إلى حياة العلامة عبد الحميد بن باديس ونضاله ضد المستعمر الفرنسي الذي حاول طمس الشخصية والهوية الجزائرية، وقد كانت شخصية ابن باديس شخصية غنية وثرية، فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين، ويعلم كيف تكون النهضة، كما كان عالما مفسرا، فسر القرآن الكريم كلّه طيلة خمس وعشرين سنة من خلال دروسه اليومية، كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة، وهو سياسي يكتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين، وخاصة في الجزائر، ويهاجم فرنسا وأساليها الاستعمارية، ويشرح أصول السياسة الإسلامية، وقبل كل هذا، كان المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ويسهر على إدارة مجلة ''الشهاب'' ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة· وسيعود المشاركون في هذا اللقاء إلى آثار ابن باديس العملية قبل أن تكون نظرية، والأجيال التي رباها والتي كانت وقود معركة تحرير الجزائر، من خلال نظريته التي تركز على أن التربية تبدأ من الفرد بالتوعية، فإصلاح الفرد هو الأساس، وانتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ· ويعتبر عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي، الإسم الكامل للعلامة، من مواليد مدينة قسنطينة في 4 ديسمبر 1889، وقد ختم حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، تتلمذ على يد الشيخ حمدان الونيسي، وهو من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، وبعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينةالمنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروسا في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق أبو حمدان الونيسي وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخ البشير الإبراهيمي، وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر، واتفقا على خطة واضحة في ذلك، ثم عاد ابن باديس إلى الجزائر عام 1913، واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، واتجه إلى الصحافة، فأصدر جريدة ''المنتقد'' عام 1925 م، وأغلقت بعد العدد الثامن عشر، فأصدر جريدة ''الشهاب'' التي كان شعارها: ''لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها''· وبعد ذلك أسس بن باديس ''جمعية العلماء المسلمين الجزائريين'' في سنة 1931 رفقة البشير الإبراهيمي والطيب العقبي وغيرهما، والتي يرأسها حاليا الشيخ عبد الحميد شيبان·