تهدد 3 مفرغات عشوائية المساحات الغابية المجاورة لها والسكان القاطنين بها في حالة نشوب حريق وانتشار ألسنة نيرانه بهذه النقاط لتوفر كل العوامل المساعدة على ذلك. وإستنادا للمسح الذي أجرته محافظة الغابات والزيارات الميدانية التي قامت بها البلديات المعنية تبين أن هذه النقاط الثلاث تشكل خطرا حقيقيا على الأراضي الغابية بفعل ما تستقبله من نفايات منزلية. والأخطر من ذلك فإن المفرغات العشوائية أضحت تتسع تدريجيا على حساب المساحات الغابية دون احترام المعايير المعمول بها في مجال حماية البيئة إلى أن تحولت إلى بؤر سوداء تلفظ كل أنواع النفايات، وأمام هذه الوضعية ألزمت محافظة الغابات البلديات بإبعاد المفرغات العشوائية عن المساحات المتضررة كإجراء وقائي للتصدي لحرائق الغابات. وللإسراع من وتيرة العملية وخوفا من إندلاع أي حادثة مفاجئة طالبت هذه الأخيرة بضرورة حل إشكال الإنتشار الواسع للنقاط السوداء وحددت من خلال الإرسالية التي وجهتها للمجالس الشعبية المساحة التي ينبغي أن تحترمها قبل أي عملية وحصرتها في 500 متر كحد أدنى حيث إعتبرت أنه كلما زادت المساحة كلما قل الخطر والعكس صحيح تجسيدا للإجراءات الوقائية التي باشرتها محافظة الغابات هذه السنة، وبما أن النفايات المنزلية يزداد حجمها خلال موسم الإصطياف فإن هذه المبادرة هي الطريقة الناجحة للتحكم في حرائق الغابات لا سيما أن العامل البشري يساهم بشكل كبير في إرتفاع الحصيلة. وبما أن كل من منطقتي عين الكرمة والمرسى الكبير يقصدها خلال موسم الإصطياف عدد كبير من الزوار فإن ذلك ينعكس على الإنتاج اليومي للنفايات المنزلية التي تتضاعف كمياتها بداية من شهر جوان وبات من الضروري تسطير برامج مماثلة كفيلة لتجاوز الظاهرة. بالمقابل باشرت 15 ورشة نشاطها بشكل رسمي بكل المساحات الغابية حيث يتوزع 150 عون بالنقاط التي أحصتها محافظة الغابات للتكفل بأشغال الترميم، فتح المسالك وغيرها من المهام التي أسندت إليهم وهذا على مدار 4 أشهر بالإضافة إلى التدخل الإستعجالي في حالة نشوب حريق. وفي هذا الإطار وبحثا عن منابع المياه التي يمكن إستعمالها عند تسجيل أي طارئ مفاجئ فقد تم إحصاء 20 نقطة موزعة بأماكن عديدة تكون بمثابة مصدر تعتمد عليها المصالح المعنية لإخماد ألسنة النيران وهي عبارة عن آبار وأحواض قريبة من الثروة الغابية بالإضافة إلى تنصيب عدة لجان بالدوائر والبلديات تتولى مهمة جرد كل الإمكانيات التي تحتاجها إلى جانب ضبط قائمة اسمية لكل المتعاملين الناشطين بهذه الأماكن بالذات والتي تضم 80 لجنة سكان، 15 أجراء و7 نقاط للإتصالات. للإشارة فقد جندت محافظة الغابات في مخططها الإستعجالي 12 فرقة متنقلة مجهزة بمختلف وسائل الإطفاء مع تنصيب 8 أبراج مراقبة منتشرة بأماكن عديدة من بينها العنصر طافراوي، مداغ، غابة مسيلة وغيرها. أما بالنسبة لإستغلال الأراضي الغابية فقد أحصت ذات الجهة 517 محضر إرتكب أصحابها تجاوزات يعاقب عليها القانون، حيث تبين من خلال المعاينات التي قامت بها أعوانها أن هاته العائلات أنجزت مساكنها بصفة غير شرعية منتهكة بذلك عقارات تابعة لمحافظة الغابات وهذا بكل من حي خميستي وكوكا ونظرا لتعنّت أصحابها وعدم إخلاء المكان أحالت الملفات على العدالة للفصل فيها بصفة نهائية. فظاهرة البنايات الفوضوية قد اكتسحت مساحات كبيرة دون إحترام أدنى شروط البناء حيث تحصي مصالح شرطة العمران في دورياتها حالات مماثلة وبمختلف المناطق بغية إيهام السلطات المحلية والإستفادة من سكن لائق.