الدكتور بن بريكة: حذار من كتب المستشرقين افتتحت عصر أول أمس الخميس ببلدية سيدي معروف بوهران، الطبعة الثامنة من سلسلة الدروس المحمدية التي دأبت الزاوية البلقايدية الهبرية على تنظيمها بحلول شهر رمضان من كل سنة، و قد أشرف بالمناسبة، وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول، على إعطاء إشارة انطلاق هذه الدروس المباركة، التي حملت هذا العام عنوان " أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ". و أكد وزيرالأشغال العمومية، بأن هذه الزاوية الجليلة كانت و لا تزال نبراسا منيرا يصلح أحوال الأمة و يقوّمها، و أضاف غول في كلمته الافتتاحية بحضور شيخ الزاوية البلقايدية عبد اللطيف بلقايد، رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم، والي وهران، ممثلين عن السلطات العسكرية والأمنية بالولاية، و كذا بعض النواب و المنتخبين و العديد من الضيوف و طلبة الزاوية البلقايدية، أضاف بأن هذه الدروس المحمدية تمثل مفخرة للجزائر و للعالم العربي و الإسلامي، لاسيما و أنها أضحت اليوم نموذجا حقيقيا في نشر الرسالة الإسلامية السمحاء، و إعطاء الصورة المشرقة لديننا الحنيف الذي يدعو إلى الوسطية و الاعتدال. من جانبه أكد، إمام الزاوية البلقادية الشيخ الحبيب بن عودة، بأن محور الملتقى لهذا العام تم اختياره بدقة و حكمة، لاسيما و أنه يمثل أحد الموضوعات التي اهتم و عكف كبار المؤرخين و الباحثين، على إماطة اللثام عنها، و قال إن هؤلاء الصحابة الكرام حازوا قصب السبق، لتقلدهم وسام مصاحبة الرسول صلى الله عليه و سلم، و أنهم شهدوا نزول الوحي على النبي الأكرم، و منهم من بايعه و قاتلوا معه في العديد من الغزوات التاريخية الكبرى، و عملوا كذلك على نشر القرآن و السنة الصحيحة، فكانوا بذلك مرآة مشعّة تسطع بالنور و الأضواء المتلألئة. من جهته أكد الدكتور محمد بن بريكة في المحاضرة التي نشطها على مسامع الحضور، بأن الصحابة اصطلاحا هم كل من اجتمعوا بسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، مؤمنين به و ناصرين له، مضيفا أن الصحابي الحقيقي هو من رأى النبي و أما من لم يراه و وجده مسجا في كفنه الشريف و لم ينظر إليه فلا يمكن أن نعتبره صحابيا، و قال الدكتور بن بريكة الخبير الدول في التصوف، بأن من كف بصره و لم ير الرسول بالعين المجردة، على شاكلة عبد الله بن أم مكتوم، فهو صحابي، لأنه حضر و عايش فترات طويلة من حياته صلى الله عليه و سلم، و ثمن في نفس السياق، عمل كبار المؤرخين الذين كتبوا و بإسهاب عن حياة صحابتنا الأجلاء، كالمؤرخ الإسلامي الكبير ابن الأثير الجزري، مشددا على أن الصحابة كانوا مذكورين في التوراة و الإنجيل ليس بالأسماء و إنما بالنعوت و الصفات و هو ما يؤكد فعلا مكانتهم العالية و الكبيرة التي لا ينكرها إلا جاحد. و نفى الأستاذ المحاضر، و جود أية خلافات مع الصحابة و أهل البيت و قال إن كل ما يتحدث عن هذها الأمر فهو مخطئ، داعيا الطلبة و الشباب المسلم إلى الذهاب و النهل من مصادر العلم الإسلامية الصحيحة و الابتعاد عن كتب أهل الفرق و المرجئة الذين أخرجوا بعض الصحابة من الملة، مع ضرورة تحري الدقة في كتب المستشرقين.