أكد عدد من رفقاء الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد أمس بالجزائر العاصمة أن المرحوم سخر كل حياته من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار وترقيتها اقتصاديا واجتماعيا الى مصاف الدول المتقدمة معتبرين اياه "أب الديمقراطية والتعددية في الجزائر". و قال السيد محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحيين الجزائريين خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع قصر الثقافة بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله أن الرئيس بن جديد كان "شديد الاهتمام بالموطنين وانشغالاتهم اليومية خاصة فئة الفلاحين الذين فتح لهم صدره للتكفل بمشاكلهم". وأضاف ان الشاذلي "عمل على ترقية وتطوير الفلاحة من خلال اتخاذه للعديد من القرارات أهمها حماية الأرض من زحف الاسمنت ورفع الانتاج الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي". و ذكرت السيدة زهور ونيسي وزير سابقة في حكومة الرئيس الراحل أن المرحوم كان "يتمتع ببعد النظر خلال معالجته القضايا الوطنية واتخاذ القرارات الهامة" مشيرة الى أنه "عمل طوال سنوات المسؤولية التي قضاها في منصب رئيس الجمهورية على تجسيد الديمقراطية وتجسيد التعددية وترقية حقوق المرأة". وأكدت أن الرئيس الراحل كان أول رئيس أوصل المراة الى منصب وزيرة في الحكومة الجزائرية. وبدوره تطرق اللواء المتقاعد بالجيش الوطني الشعبي جوادي عبد الحميد الى مسار الراحل الشاذلي بن جديد خلال الثورة التحريرية خاصة بالقاعدة الشرقية التي كان بن جديد من أبرز اطارات جيش التحرير الوطني وكذا دوره في بناء وهيكلة الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال في 1962. كما تناول اللواء المتقاعد أيضا "تفاني الرئيس الراحل في القيام بدوره كاملا في مسؤولياته العسكرية أبرزها عقيد قائد للناحية العسكرية الثانية ثم رئيسا للجمهورية الجزائرية من 1979 الى 1992". * شهادات حول خصال الرجل وعرفت الندوة حضور أفراد عائلة الرئيس الراحل منهم شقيقه خليفة بن جديد الذي أبرز "حب الرئيس الشاذلي بن جديد لوطنه منذ كان شابا في وسطه الأسري" والتي "تجسدت في التحاقه بصفوف الثورة التحريرية لاسترجاع السيادة الوطنية ثم تحمله لمسؤوليات مختلفة بالمؤسسة العسكرية ثم رئيسا للجمهورية بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين". وذكر المتحدث ان شقيقة كان "همه خدمة الشعب الجزائري ووطنه والنهوض به الى مصاف الدول المتطورة" مضيفا في شهادته أن الرئيس بن جديد "استقال من منصبه كرئيس للجمهورية ولم يقال كما أشيع في جانفي 1992 حفاظا على المصلحة العليا للجزائر". كما عرفت الندوة تقديم شهادات حول شخصية الراحل من قبل سفير دولة فلسطينبالجزائر والسيد مبارك خالفة الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين والاعلامي سعد بوعقبة واللواء المتقاعد حسين بن معلم حيث تطرقوا في شهاداتهم للمسيرة النضالية للرئيس الراحل بن جديد قبل وبعد الاستقلال وكذا حكمته في ادارة مختلف الملفات الى جانب حرصه على دعم قضايا التحرر منها القضية الفلسطينية. للاشارة فأن هذه الندوة التي تصادف الذكرى الأولى لرحيل الرئيس بن جديد الذي وافته المنية يوم 6 أكتوبر 2012 و عرفت حضور العديد من أصدقاء ورفقاء المرحوم الى جانب ممثلين عن أحزاب سياسية وتنظيمات المجمتع المدني.