خصصت العديد من الصحف الوطنية أمس مساحات واسعة للانتهاك الذي تعرض له مكتب القنصلية الجزائرية العامة بمدينة الدارالبيضاء المغربية معتبرة ذلك بمثابة محاولة من المغرب للضغط على الجزائر من أجل فتح حدودوها معه. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "الشروق اليومي" بأنه "ليس بمثل هذا التصعيد والتعفن المغربي يمكن لي ذراع الجزائر وإجبارها على فتح الحدود بعدما فشل المخزن في توسلاته وتسولاته لتحقيق مصلحة تبقى من جانب المغرب فقط". وأوضحت بأنه "يستحيل بمثل هذه العقليات المخزنية أن تتحرر المبادرات وتبنى التحالفات ويتبادل بلدان المغرب العربي الخيرات والمصالح بما يخدم الشعوب". كما لفتت ذات اليومية الى تزامن ما حدث للقنصلية العامة للجزائر بالدارالبيضاء مع الذكرى ال59 لاندلاع ثورة أول نوفمبر حيث قالت أنه "كان الأجدر بالمملكة المغربية أن تهنئ عن طريق ملكها الجزائريين بهذه الذكرى بدل تدنيس علم الشهداء". من جانبها وصفت يومية "الخبر" قرار استدعاء المملكة المغربية لسفيرها بالجزائر ب"البؤس الدبلوماسي" متسائلة: "لما ذا لا يسحب المغرب سفيره من الأممالمتحدة التي تتعامل مع ملف الصحراء على أنه تصفية استعمار". بدورها اعتبرت صحيفة "ليكسبريسيون" أن ما تعرضت له القنصلية العامة للجزائر بالدار البييضاء "يبين درجة حقد المغرب على الجزائر" الأمر الذي --كما قال-- "يؤجل فتح الحدود بين البلدين ويدفن مشروع بناء المغرب العربي". وفي ذات الإطار لاحظت يومية "الوطن" الناطقة بالفرنسية أن تدنيس الراية الوطنية والاعتداء على قنصلية الجزائربالدار البيضاء يعد "انزلاقا خطيرا وغير مسؤول من قبل المخزن" و"فعلا استفزازيا" ضد الجزائر . وبدورها كتبت يومية "المجاهد" أن الاعتداء على القنصلية الجزائرية بمدينة الدار البيضاء يعد "خرقا للقانون الدولي" مشيرة الى ان جزءا من المغاربة "يدركون بان هذا الانزلاق هو وسيلة لمجابهة الظروف الاجتماعية التي يعيشها هذا البلد". أما يومية "صوت الأحرار" فقد تطرقت إلى الحدث من زاوية تزامنه مع ذكرى الفاتح نوفمبر المجيدة معتبرة ان المغرب "فضل الاحتفال مع الجار الشرقي بنفس الطريقة التي احتفل فيها مع الجزائريين منذ قرابة ال50 سنة لما شن هجومه الاجرامي على الجزائر بعد سنة من استقلالها". وتابع كاتب المقال بأن "الأهم بالنسبة للجزائريين في الوقت الحالي هو في كيفية مواجهة مؤامرة بل المؤامرات التي تحاك ضده من قبل قوى إقليمية" معتبرة أن ما قام به النظام المغربي ضد الجزائر "لا يجب أن يمضي هكذا دون رد فعل حازم وحقيقي من الطبقة السياسية والمجتمع المدني في الجزائر". * خرق للقانون الدولي وفي ذات السياق أكدت يومية "الشعب" في مقال لها تحت عنوان "موقف جزائري.. حكيم ومشرف" بأن المغرب "أخطأ في شطحاته السياسية هذه المرة عندما تجاوز الخطوط الحمراء باقتحام القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء وإهانة العلم الوطني المخضب بدماء الشهداء".