- 20 قنطارا من الصوف لا يستغل من أهل المنطقة عرفت الأنسجة والأفرشة والأغطية الصوفية إقبالا من قبل الزوار الذين توافدوا على المعرض الذي نظمته دار الصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع مديرية السياحة بالبيض من خلال الصالون الجهوي الخاص بالمنتوجات الصناعية التقليدية الذي إحتضنته عاصمة ولاية البيض وشارك فيه حوالي أكثر من 30 حرفيا جاؤوا من مختلف ولايات الوطن لاسيما ذات الطابع الرعوي كالأغواط والجلفة ،سعيدة ،مسيلة ،تيارت ،مستغانم ..فعاليات المهرجان نظمت تحت شعار الصناعة التقليدية أصالة وإبداع ..وكان لهذه التظاهرة عمقا تاريخيا وثقافيا من خلال ما وطدته من علاقات بين السكان المحليين وكذا الضيوف . ورسخت أهم الصناعات التقليدية الأصيلة التي يحافظ عليها السكان بالرغم من الحداثة والعصرنة وتأثيراتهما خصوصا المنتوجات المتعلقة بما تنتجه الثروة الحيوانية منها مادة الصوف بولاية البيض والولايات الأخرى المشاركة لاسيما صناعة الجلاليب والبرانيس التي تعرف إقبالا خلال فصل الشتاء ومن جهة أخرى أعطت هذه الفرصة للعارضين للتعريف بمنتوجاتهم الحرفية حيث أتاحت للحرفيين المحليين في عالم المنتوجات الصوفية الإحتكاك مع ضيوفهم على ضرورة تبادل الخبرات والتقنيات المستعملة في هذا المجال . وحسب ما سجلناه من إنطباعات حيث أن معظم المواطنين سواء كانوا محليين او ضيوف يؤكدون على تفعيل مثل هذه اللقاءات والتظاهرات لما لها من فوائد متعددة ومن بينها التعريف بالمنتوجات والمؤسسات والجمعيات الناشطة وكذا الحرفيين وذلك من اجل ترسيخ أهمية الصناعة التقليدية في حياة سكان هذه المناطق وجهات الأخرى بالوطن التي تزخر بالكثير من المؤهلات خصوصا المواد الأولية كالصوف والجلود وعلى هذا السياق لقد أشارت مصادر مطلعة بان ولاية البيض لوحدها تنتج ما يقارب حوالي 20365 قنطار سنويا من الصوف نسبة كبيرة منه لا تستغل بالمنطقة بل تحول إلى مصانع مدن الشمال الأمر الذي يثير جدلا واسعا بالولاية في ظل غياب وحدات إستثمارية لإستغلال المواد الأولية المستخلصة من المواشي كالصوف والجلود (إحصاء مليوني رأس من الغنم بالبيض ) وهذا لتشجيع الصناعة التقليدية نظرا لما له من أهمية بالغة في عالم الشغل لاسيما في أوساط فئة الشباب حاصلين على شهادات وغيرهم والنظر عن كثب لأنشغالاتهم وتوجيههم بالتخصصات ومناهج الدعم الذي توفره الدولة في هذا الإطار ..وتفيد بعض التقارير بأن ولاية البيض تعتمد أساسا في اقتصادها على تربية المواشي علما أن الأغلبية الساحقة من السكان يعتمدون في نمط معيشتهم على الرعي وكذا العائلات العريقة على تفنن الصناعات التقليدية منها أنسجة الأفرشة الصوفية والجلاليب والبرانيس وصناعة الأواني المنزلية المنسوجة بالحلفاء وكذا الأطباق والنحوتات من الخشب والحجر .الرعي والصناعة التقليدية أساس الحياة اليومية لذا تزدهر جل مناطق الولاية من خلال مهن الرعي بأنشطة تجارية بالأخص المعروضات المحلية التي تظهر بقوة خلال فصلي الخريف والشتاء منها الأفرشة الصوفية و صناعة الجلاليب الأكثر استعمالا وتداولا في فصل الشتاء إذ يتراوح سعر الجلابة العادية ما بين 6000 دج إلى9000 دج أما الجلابة "الوبر" ينحصر سعرها ما بين350 ألف دج و60 ألف دج أما البرانيس الممتازة المعروفة بالشعبية "الهدون" يفوق سعرها درجة 35 ألف دج وبما يعرف "برنوس الوبر" المصنوع من وبر الإبل لذا لا تزال هذه الصناعات التقليدية الموروثة تعرف حفاظا نسبيا لدى بعض العائلات بالمناطق السهبية الرعوية بسبب قلة الإهتمام لذا تبقى تحافظ عليها بالرغم من المسافة الزمنية الفاصلة بين العقود الماضية والوقت الحاضر وعلى هذا السياق نشير بان البيض منطقة رعوية بإمتياز تتربع على مصنع للأحذية كانت له علاقة مباشرة بما تجود به الثروة الحيوانية من مواد الجلود قد أغلق أبوابه منذ حوالي 20 سنة ساهم بقد كبير في التنمية أنا ذاك وبغض النظر عن مناسب الشغل التي كان يوفرها وأما معظم المواد الأولية في الوقت الحالي تحول إلى الشمال وهذه النقطة التي يطرحها عامة سكان ولاية البيض للمطالبة من كافة السلطات العليا للنظر فيها من أجل إعادة الإعتبار لمؤسسات الدولة المغلقة مثل مصنع البيض التي لها أثر كبير في تفعيل التنمية الشاملة ودفع عجلة الإقتصاد الوطني .