تتمتع ولاية وهران برصيد من المعالم التاريخية غير حقب متتالية و عصور لكن البعض من هذه الآثار تعاني من مشاكل عديدة تهددها بالزوال كقصر الباي الذي بني من طرف الباي محمد الكبير بن عثمان 1792 و الذي اتخذه إقامة له بحي سيدي الهواري و صنف كمعلم سنة 1952 إذ يتربع على مساحة 6 هكتارات ووضعية الحالية يرثى لها و هي آلية للسقوط بسبب الشقوق و التصدعات الموجودة بالديوان و قد تم تحويل عملية ترميمه إلى مديرية التعمير و البناء لولاية وهران سنة 2008 و الأشغال لم تنطلق به مند 5 سنوات حسب ما ذكرته مديرة الثقافة خلال اجتماع المجلس الولائي الأخير بمقر ولاية وهران. فإن معلم بورنيس ماغنيس الموجود بدائرة بطيوة و هو عبارة عن بقايا مدينة رومانية يعود وجودها إلى القرن الأول قبل المسيح وتبلغ مساحته 63 هكتار من أصل 70 هكتار وهذا بعد التنقيب عنها و الوضعية الحالية التي أل إليها الاستحواذ على جزء كبير من هذا الموقع من طرف خواص و إقامة بناءات فيه و أصبحت مجمع للقاذورات و مرتع للمنحرفين و قد تم تسجيل عملية حماية و صيانة هذا الموقع الأثري و تمت المداولة حوله في المجلس الشعبي الولائي سنة 2011 و تم إعداد دفتر الشروط للمصادقة عليه على مستوى لجنة الصفقات العمومية للولاية وإضافة إلى مسجد الباشا 1796 هو الأخر أصبح في حالة متدهورة جدا نظرا لوجود تشققات و انزلاق للأرضية بوسط المسجد مما اضطر لإغلاقه نظرا لخطورته على المصلين و حولت عملية ترميمه إلى مديرية التعمير و البناء. و كحوصلة لواقع المعالم الأثرية في الولاية التي تزخر بعدة أماكن ووجهات سياحية فأنها لم تحض بالاهتمام اللازم و كل مشاريع الترميم التي استلمتها مديرية التعمير منذ 2008 لم تنطلق لتبقي هذه المعالم رهينة الانتظار و بين مذ و جزر ونقص الخبراء في مجال الترميم المتخصص و إعادة الزخرف الأصلي لها فإن تكلفة استلام مشاريع بهذه الأهمية تكون باهظة و الفاتورة يدفعها المعلم الذي لا يزال يصارع الزمن . و للعلم فان مسجد "الإمام الهواري" الذي يتميز بطابع معماري إسلامي ويزخر بصومعة من طراز أندلسي شيد في سنة 1799 في العهد العثماني وتم تصنيفه في سنة 1906 وأعيد تصنيفه بعد الاستقلال في سنة 1967 حسب المصادر التاريخية والذي يعتبرا مزارا هاما واحد من المساجد الأثرية التي يزخر بها المدينة تقدمت أشغال ترميمه ب 80 بالمائة. ويشهد عملية تهيئة وترميم شاملة يتم فيها مراعاة نمطه المعماري الأصيل وأشكاله الفنية التي يعمل الفريق المتخصص في المجال على ترميمها دون تغيير طابعها الأصلي مما سيمكن من ترقيته إلى مصاف مركب ديني حسب المشرفين على هذه العملية. فيما لا تزال المعالم الأخرى تنتظر الترميم . الجدير بالذكر أن ولاية وهران تضم 24 معلما اثريا و اركيولوجيا تم تصنيفها كمعالم محمية على المستوى الوطني و توجد غالبيتها بحي سيدي الهواري الشعبي الذي يعتبر أهم معالم مدينة وهران و أشهرها على الإطلاق و في سياق متصل و بغرض الحفاظ على التراث المادي لعاصمة الغرب تم منذ فترة على مستوى مقر مديرية الثقافة استحداث خلية بحث أوكلت لها مهمة أرشفة و جمع البيانات و المعلومات المتعلقة بمجموع خريطة تفصيلية لكل معلم إلى جانب متابعة دورية لهذه المعالم من خلال إعداد تقارير منتظمة عن وضعها و إعداد خرائط أيضا عن خصوصية لبعض هذه المعالم الأثرية .