يعرف المسجد الأثري "الإمام الهواري" بوهران الكائن بقلب الحي العتيق يحمل نفس اسم هذا الإمام "تقدما كبيرا" في أشغال ترميمه حسبما علم لدى المؤسسة المكلفة بهذه العملية. و ذكر صالح دادي أوعيسى مسئول هذه المؤسسة لواج أنه يرتقب الانتهاء من أشغال ترميم هذا المعلم الديني التي وصلت نسبة تقدم الأشغال به 80 بالمائة " قبل نهاية السنة الجارية". وقد استفاد مسجد "الإمام الهواري" العتيق من عملية تهيئة وترميم شاملة تراعي نمطه المعماري الأصيل وأشكاله الفنية حيث يعمل الفريق المتخصص في المجال على ترميمه دون أن يحدث أي تغيير في طابعه الأصلي يضيف ذات المصدر. وتخص هذه الأشغال الصومعة وقاعة الصلاة والصحن والميضأة إلى جانب تهيئة مدرسة قرآنية ومكتبة ودار الإمام ومكاتب إدارية الوضع الذي سيجعله يرتقي إلى مصاف "مركب ديني" حسبما تمت الإشارة إليه . وتحرص المؤسسة المكلفة بهذه العملية باستعمال نفس المواد الذي شيد بها هذا المسجد لاسيما الجبس الذي يتم تحضيره داخل الورشة حسبما أوضحه أوعيسى. وتم تشغيل 20 شابا من الحي الشعبي "سيدي الهواري" في هذا المشروع الذي مكنهم من الاستفادة من تكوين نظري وتطبيقي في الترميم وكذا في مهن أخرى منها النجارة والحدادة وسمح لهم باكتساب خبرة في ميدان الترميم تمكنهم مستقبلا من استحداث مؤسسات مصغرة في هذا الاختصاص وفق ذات المصدر الذي أشار إلى "أن مؤسسته مستعدة لتكوين نحو 50 شابا من أبناء هذا الحي". للتذكير فإن المسجد الأثري "الإمام الهواري" الذي يتميز بمعمار إسلامي ويزخر بصومعة من طراز أندلسي مغاربي شيد في سنة 1799 في العهد العثماني وتم تصنيفه في سنة 1906 وأعيد تصنيفه بعد الاستقلال في سنة 1967 حسب مصادر تاريخية. ويعتبر هذا الصرح الديني المحاذي لضريح "الإمام سيدي الهواري" الذي يقصده يوميا جمع من المواطنين القادمين من كل حدب وصوب وكذا السياح واحد من المساجد الأثرية التي يزخر بها هذا الحي وهي " الجوهرة " و " الباشا" والتي تعد مفخرة لسكان هذا الحي ولمدينة وهران.