في غمرة الإحتفال بالعيد الوطني للشرطة الذي يتصدر أحداث شهر جويلية من كل سنة، استوقفتنا المواقف الرجولية لمتقاعد القطاع السيد شملول علال الذي قصدناه وفي جعبته الكثير الغني عن ذاكرة وتاريخ المدينة الثوري والأمني وأكثر من ذلك حملنا عمي علال إلى استرجاع الماضي المجيد لمجاهدي ومسبلي المنطقة. السيد شملول علال، 70 سنة من العمر، قضى نصف عمره إطار أمن من الطراز الأول رجل من الرعيل الأول كان يعتمد عليه في المهام الصعبة وكان من قبل مسبلا، دخل وهران هو ورفقاؤه في 4 جوان 1962 عشية تحقيق الاستقلال الوطني، إلتحقوا بتكوين خاص للشرطة، احتضنه آنذاك قصر الرياضة، بعدها تم توزيع الفريق على الاحياء الرئيسية بالأمن الحضري التابع لمناطق تركز الجزائريين الذي كانت تسيّره جبهة التحرير الوطني ومن أشهر هذه الاحياء مديوني والحمري والمدينةالجديدة. وكما هو معروف فقد أوكلت لهؤلاء اضافة لضمان الاستقرار واستتباب الأمن، وقف المناوشات والمشاداة التي كانت تحصل بين الجزائريين والأوروبيين بسبب الاستفزازات التي كان يقوم بها الجانب الاستعماري خاصة بعد توغل المنظمة السرية ومباشرتها في أعمالها التدميرية والإنتقامية والتفجيرية ايضا. وقد كان السيد شملول هو وعدد من الرفقاء من الناشطين الاوائل بالامن المركزي لوهران قبل أن يتم توزيعهم على المحافظات التابعة للاحياء، وحظيوا بتأطير جزائري ذي خبرة عالية من كفاءات وإطارات وثوار دستهم الثورة الجزائرية بين صفوف الجيش الفرنسي لاكتساب الحنكة والتجربة. وتحملنا مخيلة السيد شملول في استرجاع ما تحمله ذاكرته من التاريخ إلى عشية اتفاقية 19 مارس 1962 التي أسفرت عن ميلاد المجلس التنفيذي المؤقت الذي نظم بمعية جيش وجبهة التحرير الوطني النظام الأمني بالجزائر بإعادة إدماج مسبلي ومجاهدي الثورة كعناصر قوية وفذة لها خبرة في توفير الأمن وفرضه على المتمردين من الاجانب والمنظمة السرية. ويذكر المجاهد شملول كيف غادر الاوروبيون وهران بعد الاستقلال إلى بلدانهم الاصلية وبعضهم توجه إلى الكورنيش بعين الترك. وكما تحكّمت الشرطة في الوضع بعد قرار وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقلال، استطاعت أن تفرض التوازن في أيامنا هذه وخلال العقود الثلاثة التي قضاها السيد شملول بقطاع الأمن حيث انتقل في 1974 إلى القاعدة البحرية بالمرسى الكبير وكان مسؤولا على مصلحة الصناعات البحرية بعدها ارتقى إلى رتبة مسؤول أمن إلى أن تقاعد وفي جعبته الكثير من الخبرة والوفرة التي تساهم في كتابة التاريخ. وكان السيد شملول عضوا فعالا وبارزا في الحملات الانتخابية التي وافقت ترشح الرئيس بوتفليقة للعهدات السابقة حيث أسس مكتبا للمساندة كما انضم إلى التنسيقية الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية. وتتذكر الشرطة سنويا عنصرها البارز في تكريمات خاصة برجال القطاع. في وقفات للذكرى والتذكر يتمناها الرعيل الأول أن تدوم وتستمر وتتعمم على جميع من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن.