* ثقتنا كبيرة في العدالة ونتائج التحقيقات ذكر المهندس المتقاعد بوعامر بوحفص رئيس مؤسسة الشعانبة أكبر تمثيل للمالكية العرب بغرداية، للسلطات المحلية قصد حل النزاع نهائيا. أنّ الطرف كان البادئ في هذه الأحداث وأنّ طائفته رفعت إقتراحات * الجمهورية: كيف تقرؤون هذا الهدوء الذي يسود المنطقة؟ المهندس بوعامر بوحفص: حاليا يسود هدوء حذر بالمنطقة، أقول أن هذا هدوء معقول، اليوم لا نستطيع التجوال في أحياء إباضية والعكس صحيح، إلا في الأحياء الإدارية وتلك التي لها محلات تجارية. * الجمهورية: وهذا لم يكن ليحصل في السابق؟ المهندس بوعامر بوحفص: نعم سابقا كانت الأمور عكس ذلك ما حصل هذه المرة تجاوزه المعقول، المناوشات في غرداية بين الطائفتين كانت تحصل في السابق لكن في فترات متباعدة، حتى أنها كانت محدودة في المكان والزمان لأنها كانت تقع في شارع معين وليس حيا بأكمله، وسرعان ما يتم التحكم فيها وتجاوزها. * الجمهورية: يعني أن الأحداث الأخيرة أكثر توترا وحدّة في نظركم؟ المهندس بوعامر بوحفص: أكيد، أكثر من حادثة: 1985 التي شهدت أحداث شغب وتخريب وحرق لكن ليس بالدرجة التي شهدتها المنطقة في 17 جانفي المنصرم، حتى في هذه الحادثة كان لها طابع خاص. * الجمهورية: كيف ذلك؟ المهندس بوعامر بوحفص: كنت ممن اجتمعوا بالوزير الأول عبد المالك سلال بالجزائر العاصمة وقدمت تقريرا مفصلا عما جرى « رفض منح نسخة للجريدة». * الجمهورية: ماذا تتضمن هذه التقارير التي تتحفظون في منحها للإعلام؟ المهندس بوعامر بوحفص: الوثيقة أظهرها لنا تتضمن مجموعة من الاقتراحات يصل عددها إلى 22 اقتراحا، وقدمت بعد انطلاق أحداث نهاية ديسمبر وأشرنا الى هيكلة الطرف الثاني وجزمنا أن أسباب الفتنة لا تزال قائمة. * الجمهورية: لم تجبني على الاقتراحات المقدمة من طرفكم للسلطات؟ المهندس بوعامر بوحفص: من بين هذه المقترحات ضرورة فتح تحقيق معمق في موضوع التنظيمات التي برزت خلال الأحداث الأخيرة وقبلها بمنطقتي برّيان والقرارة، حيث استعمل هذا الطرف الخوذات والصفارت، وقاذفات وزجاجات حارقة، وتمنينا لو أخذت هذه النقطة بعين الاعتبار لقلصنا من حدّة ما جرى في 17 جانفي الماضي. * الجمهورية: ألا ترون أنها تهم خطيرة توجهونها للطرف الثاني؟ المهندس بوعامر بوحفص: كل شيء كان مخططا فإذا تتبعت الأحداث تجد أن الهجوم كان مقصودا. * الجمهورية: أنتم تقولون أنكم ضحايا والطرف الثاني يقول نفس الشيئ المهندس بوعامر بوحفص: إذا قيل أننا مجرمون، فنقترح على السلطات تحديد حجم الخسائر، على حدى وثقتنا كاملة في الدولة. * الجمهورية: إذن تثقون في العدالة والتحقيقات الجارية لتحديد المتسببين في أحداث غرداية الأخيرة؟ المهندس بوعامر بوحفص: نعم ثقتنا كبيرة في العدالة وفي السلطات الوصية، كنا خلال الأحداث في حالة الدفاع عن النفس. * الجمهورية: ألا ترون أن ما جرى من أحداث مؤسف للغاية خاصة وأن المتنازعين جزائريون مسلمون؟ المهندس بوعامر بوحفص: أكيد، فنحن جزائريون ومن سقط ضحية هذه الأحداث من الإباضيين لم تفقده هذه الطائفة وإنما حتى نحن باعتبارهم من أبناء منطقتنا فنحن نندّد بالصراعات الدامية بين المسلمين فما بالك بمن أيقظ الفتنة بين المسلمين ونثق في التحقيقات لتحديد المسؤولين. * الجمهورية: حاليا ستدخلون في مفاوضات مع الطرف الثاني، هل ترون هناك عراقيل لضمان السير الحسن؟ المهندس بوعامر بوحفص: لا لكن تنقص الصراحة في هذه المفاوضات هناك مشاكل، والأحداث الأخيرة ليست بسبب هذه المشاكل، فقد تكون خارجية، استعملت طرفا لإحداث الفتنة بين الطائفتين. * الجمهورية: هل ترون أن المشاكل الاجتماعية الصعبة التي يعاني منها سكان غرداية سببا في خلق الفتنة بين الطائفتين؟ المهندس بوعامر بوحفص: لا أظن ذلك لأن التنمية تعرفها كل ولايات الوطن، وإذا افترضنا أن مشاكل التنمية وراء الأحداث، فلماذا هذا الشحن ضدنا نحن لسنا السلطات المحلية ليثورون ضدنا. * الجمهورية: كيف ترون زيارات وفود العروش بالولايات المجاورة لإجراء الصلح بينكم وبين الإباضيين؟ المهندس بوعامر بوحفص: لا أؤمن بالصلح لأن لا وجود لمشاكل بين الطائفتين. * الجمهورية: كل ما جرى من قتلى وتخريب ولا وجود لمشاكل بينكم؟ المهندس بوعامر بوحفص: أنا أود أن نغير المصطلح، ليس الصلح وإنما التقارب بين العقلاء والأعيان لأنه لا وجود لمشاكل.