اعتصم أمس العشرات من سكان قرية قصر مليكة العليا الواقع ببلدية غرداية أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة لمطالبة السلطات بتوفير الأمن بقريتهم، مبينين أن الأحداث التي تحدث بعاصمة وادي ميزاب لا علاقة لها بالطائفية، وأفاد ممثل عن المعتصمين أن خطوتهم جاءت للتأكيد على ضرورة توفير الأمن بالقدر الكافي خلال هذه الظروف التي تعرفها غرداية. أكد حاج عيسى فخار إبراهيم، عضو مجلس الأمة سابقا عن ولاية غرداية، أن ما تعرفه ولاية غرداية ليس صراعا طائفيا أو عرقيا كما تريد بعض الجهات أن تروج له، لتشويه صورة الجزائر خاصة وأن ولاية غرداية تعيش في تعايش دون عقدة أو نقص بين الطائفتين الإسلاميتين الإباضية والمالكية. وقد تأسف ممثل الوفد في تصريح للصحافة بدار الصحافة الطاهر جاووت خلال تنقل وفد من الإباضيين الممثلين لقصر الضاية بغرداية، لتناول بعض وسائل الإعلام لما جرى في مدينة غرداية من مناوشات بين شباب بعض الأحياء على أنه صراع طائفي وهي الكتابات التي زادت من حدة الخلافات، خاصة وأن ولاية غرداية في تعايش منذ القديم دون عقدة أو نقص بين الطائفتين الإسلاميتين.وأضاف المتحدث أن توفير الأمن، سيسمح بإبراز الحقائق التي تعيشها المنطقة وكشف الأطراف التي تعمل على تعكير الأجواء بالولاية، ومحاسبتها على مساسها بهدوء القرية التي يعود تاريخها إلى 10 قرون ماضية، حيث تعايش فيها أبناء المنطقة بسلام رغم اختلاف مذاهبهم. وبخصوص نتائج زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى المنطقة الاثنين الماضي، ثمن محدثنا هذه المبادرة وكل خطوة تندرج في هذا الإطار إلا أنه أشار إلى أن استمرار المواجهات وعمليات الحرق تعني أن هناك من يعمل على ألا تحقق مبادرة عبد المالك سلال أهدافها المرجوة، وشدد على ضرورة تدخل السلطات لحل المشاكل الحقيقية، ومنها المتضررون من هذه الأحداث، مشيرا إلى أن المتضررين من الأحداث التي عرفتها المنطقة في جانفي 2013 لم يتم تعويضهم لحد الآن. كما بعث محمد فخار رسالة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال تضمنت آراء واقتراحات حول أحداث غرداية، والتي بين فيها أن الأحداث الأليمة والمؤسفة التي أصابت المنطقة من أحداث بريان إلى القرارة إلى أحداث غرداية مؤخرا لم تكن أبدا خلافات مذهبية كما يعتقد البعض، بل هي صراعات من صنع »مافيا الفساد« والمخدرات وأصحاب المصالح واكتوى بها المواطنون الأبرياء في أعراضهم وممتلكاتهم ولم يسلم منها حتى رموزهم وموتاهم. من جهته أشاد وفد الأعيان الإباضيين بمساعي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حل الأزمة من خلال مبادرة يقودها الوزير الأول عبد المالك سلال، فيما دعوا إلى تفعيل هذه المبادرة لوضع حل نهائيا لهذه الأزمة التي يريد بها البعض استهداف وحدة الجزائر في هذا الوقت بالذات حسبما صرح به وزير الشؤون الدينية والأوقاف نهاية الأسبوع الماضي. يذكر أن الوزير الأول عبد المالك سلال ترأس نهاية الأسبوع الماضي رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف ووفد من علماء الجزائر احتفاليات المولد النبوي الشريف بغرداية مناصفة بين المواطنين المالكين والإباضيين سعيا منه إلى رأب الصدع في غرداية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية.