تعيش عائلة غزال بالكميل حالة قلق وترقب إثر اختفاء ابنتها رميساء يوم 17 جويلية المنصرم في ظروف غامضة ولم يظهر عنها حتى كتابة هذه السطور أي خبر أو معلومة تمسح دموع والديها اللذان ما يزالان يبحثان عنها ويتقفيان خطواتها في كل حدب وصوب. رميساء في ربيعها التاسع عشر، خرجت من منزل والديها مساء 17 جويلية حوالي الساعة الثانية مساء إلى مقر تعلم السياقة بحي الكميل بالقرب من مسكنها كانت تضع محفظة صغيرة بها بطاقة تعريفها الوطنية وترتدي جلابة رمادية وخمارا أسودا حسب تصريحات والدها الذي زارنا بمقر الجريدة ومرّت الدقائق والساعات ورميساء لم تعد إلى البيت، حالة من القلق والرعب انتابت والدتها وهي تترقب عودة فلذة كبدها في غياب الأب الذي عاد إلى المنزل في حدود الساعة السابعة مساء واستقبلته الأم بوجه شاحب أصفر وبنبضات قلب متسارعة:»رميساء لم تعد منذ أن خرجت بعد الظهر«. ... الوالد غزال محمد، تقفى خطوات إبنته إلى مقر السياقة فوجده مغلقا، اتصل بصاحبه فأخبره أنه كان غائبا ولم يحضر جلسات تعلم السياقة لظروف صحية، أحسّ الوالد بعتمة في عينيه، لم يستسغ ما سمعه، تمنى أن يكون ما يسمع مجرد حلم أو غفوة نائم... ومن تمّ بدأت رحلة البحث عن المجهول وتتبّع خطوات المفقود. إتصل والد غزال وجميع العائلة بكافة المصالح والجهات والأقارب الذين لعلّ وعسى قد يوصلون إلى معلومة عن رميساء البداية كانت مصلحة الاستعجالات ثم الأمن الحضري الثالث والأمن المركزي، حيث تم ايداع شكوى عن اختفاء الفتاة وما يزال البحث متواصلا لكن دون جدوى. ودائما حسب الوالد محمد غزال فالتحريات الأولية لا تنمُّ عن وجود اختطاف، والوالدة تكاد تفقد عينيها من شدة البكاء حيث زارت مصلحة طب العيون أكثر من مرة أما أختها الصغرى فقد تخلخل نومها في الليل من شدة قلقها على ما يكون قد حدث لشقيقتها الكبرى. والد رميساء، لم يقطع الأمل في ايجاد فلذة كبده ما يزال يبحث بمختلف الشواطئ والفنادق وحيثما سمع بخبر، حلّ وارتحل فهو يعرف جيدا ابنته ويعرف حدود معرفتها بالمحيط الخارجي، يقول أنها لم تبت خارج منزلها إلا رفقة أمها ولم تخرج يوما وحدها إلا للدراسة ولم يسعفها الحظ هذه السنة في النجاح في امتحان البكالوريا لكن رسوبها يقول الوالد لم يكن نهاية العالم وقد أفهمتها ذلك جيدا. تترقب عائلة غزال عودة رميساء بفارغ الصبر معافاة سالمة ويوجهون نداءهم عبر جريدة الجمهورية إلى كل من رآها أو سمع عنها أن يبلغ عائلتها أو أقرب مصلحة للأمن الحضري.