اهتزت المدينة البترولية آرزيو على وقع خبر اختفاء الآنسة "رحماني فاطمة الزهراء" المعروفة في وسطها بالإلتزام والأخلاق الحميدة وأختها غير الشقيقة الآنسة "رحماني زهرة" إثر ذهابهما في رحلة استجمامية إلى شاطئ "كاب كاربون" الأربعاء الفارط، وبعد عملية بحث وتمشيط قامت بهما مصالح الدرك الوطني بآرزيو بعد تلقيها بلاغا من طرف عائلة المفقودتين ليلة الحادثة تم أول أمس فقط اكتشاف جثة "فاطمة الزهراء" ملقاة في شاطئ الراية، في حين لم يظهر أي جديد بشأن أختها "الزهرة" التي لا تزال في عداد المفقودين وكل الغموض يكتنف ملابسات الحادث الذي جدد في نفوس سكان المنطقة مشاعر الرعب والقلق لسنوات العشرية الحمراء في ظل التدهور الأخير للوضع الأمني. في جو كئيب تلفه عديد التساؤلات وعلامات الاستفهام شيعت أول أمس عائلة "رحماني" جنازة البنت الوحيدة لدى أمها الآنسة "فاطمة الزهراء" التي تركت والدتها تعتصر ألما ومرارة على فراقها وقد كانت تستعد لأن تزفها إلى عريسها بعد انقضاء شهر رمضان مباشرة، لكن شاءت الأقدار أن تتلقى التعازي بدل التهاني وحتى من دون تسلم الجثة التي حولت بأمر من وكيل الجمهورية إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى المحقن من أجل إخضاعها للتشريح والتأكد من سبب الوفاة في إطار تعزيز التحقيق الأمني الذي باشرته مصالح الدرك الوطني نهاية الأسبوع الماضي، وقد أوضح إخوة الضحية أن شقيقتهم عثر عليها مضروبة على مستوى الرأس عند انتشالها من مياه البحر، وهو الأمر الذي يرجح أن يكون الحادث جريمة قتل في انتظار ما سيكشف عنه تقرير الطبيب الشرعي. وحسب رواية الأهل فإن المرحومة "فاطمة" التي تبلغ من العمر 31 سنة كانت قد رافقت أختها "زهرة" في العقد الرابع من عمرها في رحلة إلى شاطئ "كاب كاربون" بآرزيو صبيحة الأربعاء المنصرم على أساس قضاء يوم ممتع والترويح عن النفس ثم العودة إلى المنزل في مساء نفس اليوم، لكن تضيف والدة الشابة أن القلق أخذ يسري في نفوس الجميع بعد أن أوشك الظلام وتأخر موعد عودة ابنتها مع أختها الكبرى التي هي في الأصل مقيمة بفرنسا منذ سنوات وكانت قد نزلت ضيفة إلى بيت أبيها بحي خليفة بن محمود بآرزيو خلال فصل الصيف لمقاسمة إخوتها غير الأشقاء متعة العطلة بعد طول فراق، وتستطرد قائلة "بعد أن أدرك الشابتين الليل دون رجعة تطورت شكوك العائلة إلى يقين بتعرض الأختين إلى مكروه وسارع الإخوة في نفس الليلة لإيداع بلاغ حول اختفاء "فاطمة" و"زهرة" لدى مصالح الدرك الوطني التي قامت بعمليات تمشيط عديدة لم تثمر بأي شيء ليتم بعد انقضاء قرابة الثلاثة أيام عن الحادث عثور بعض المصطافين مساء أول أمس وتحديدا على الساعة الخامسة عصراعلى جثة شابة مجهولة في بداية التفسخ في المكان المسمى "الكاف" غريقة في مياه شاطئ "الراية" الذي يبعد بحوالي 600 مترا عن شاطئ "كاب كاربون" الذي قصدتاه الأختان، وتم استدعاء أبنائي للتعرف على الجثة وتأكدوا أنها فعلا أختهم الوحيدة "فاطمة"، بينما لا يزال البحث جاريا من طرف الجهات المختصة عن مصير البنت الكبرى التي لم يعثر لها على أي أثر لحد كتابة هذه السطور. أهل الضحية لم يستوعبوا بعد ما حدث حسبما أبدوه لجميع من كان يواسيهم ويقدم لهم التعازي، فالكل قد تملكه الذهول من روع الحادثة التي رجحوا أنها عملية اختطاف استهدفت الأختين، حيث استبعدوا أن تكون الأختان قد تعرضتا للغرق بدليل الإصابة التي وجدت برأس "فاطمة" التي لفظتها الأمواج لوحدها واستمرار اختفاء الأخت الأخرى، وحسب بعض المصادر المقربة أن الشكوك التي راودت العائلة تم التصريح بها خلال التحقيق، وقد استدعت مصالح الدرك الوطني في هذا الإطار أربعة أشخاص أفادت نفس الجهة أنهم مشتبه فيهم وتم استجوابهم بخصوص القضية، فيما فضلت العائلة التكتم على الموضوع من باب الحفاظ على سرية التحقيق. خيرة غانو