معاناة حقيقية تحدث عنها مجموعة من سكان منطقة الجليد التي تقع في أبعد نقطة جنوب ولاية البيض عن بعد 300 كم عن مقر الولاية والتابعة إداريا لبلدية البنود عن بعد 120 كم.موقع هذه المنطقة الرعوية يطل على العرق الكبير الجنوبي في الصحراء الخالية هؤلاء السكان الذين زارتهم "الجمهورية "في ظروف صعبة جدا نظرا للبعد الشاسع من جهة ومن أخرى الطرقات الترابية الوعرة (بيست )التي سلكناها للوصول إلى هذه البقعة التي تخلو منها الحياة من خلال الحديث الذي خصه معنا زمرة من البدو الرحل لم نستطع حصر مشاكل ظروف معيشتهم التي توصف بغير الإنسانية في غياب أدنى أسس العيش الكريم لا تعليم لأبنائهم ولا خدمات صحية ولا سكن لائق.وما يخفى عن معاناتهم هو أعظم حسب تعبيرهم وأهم ما يواجهونه هو معضلة العطش التي تهددهم طيلة السنة خاصة في فصل الصيف في ظل وجود بئر وحيد قام مؤخرا بحفره أحد المحسنين بالمنطقة حين كان ينجز بمشاريع تخص طريق بالجهة.وأصبح هذا البئر المصدر الوحيد للسقي وشرب قطعانهم يوميا وساهمت بلدية البنود بتدعيمهم بمولد كهربائي لتوفير الطاقة لتشغيل مضخة ضخ المياه لسكان الجليد على وجه الخصوص وثروة المواشي التي تعد مصدر رزقهم كالإبل حيث تتدفق عليه كذلك يوميا ما يقارب أكثر من 500 رأس من الإبل التائهة وأضاف أحد المواطنين السيد م.بحوص بن الشيخ بأن المنطقة كانت تتربع على حوالي 3 آبار معظمها داهمتها سيول فيضانات 2008 منها بئران حفرهما أجدادهم منذ أكثر من قرنين من الزمن بمنطقة الجليد وأضاف كذلك بان هناك بئر آخر حفرته السلطات وجهزته بالطاقة الشمسية لكنها معطلة منذ سنوات طالبنا بتصليحها وخلال فصل الحر حيث يكثر الطلب على المياه بالدرجة الأولى يضطر الكثير من السكان السقي من بركة بقيت منذ فيضانات 2008 يشرب منها الذئاب والإبل والبشر.لأن المياه بهذه المنطقة تبدو شحيحة جدا أمام موجة الجفاف التي تعصف بهذه المناطق البعيدة المعزولة ومعظم سكانها من قبيلة واحدة لها امتداد عريق.وما أكد عليه السكان في حديثهم بأن بمنطقتهم يوجد بها حوالي 200 طفل منهم من بلغ سن التمدرس ومنهم من فاته القطار بدون تعليم نظرا لغياب مدرسة في دوارهم أهم ما يطالب به السكان إنجاز قرية جديدة تضم سكنات لائقة لأن معظمهم يقطنون "بزرائب" مصنوعة من أغصان الأشجار .وردا على هذه الانشغالات أكد مسؤول من بلدية البنود بان معظم المطالب والانشغالات المطروحة من قبل سكان الجليد مأخوذة بعين الاعتبار ومسجلة من قبل السلطات على جميع الأصعدة قصد تحسين الإطار المعيشي لهم خاصة إنجاز قرية نموذجية بمنطقتهم في الأفق ضمن المشاريع الهادفة وتوجد داخلية إبتدائية بالبنود مفتوحة لأبناء البدو الرحل ولقد وفرت البلدية محولا كهربائيا للبئر الموجود بمنطقة الجليد لتسهيل جلب الماء إلى جانب توجد منذ سنوات محمية خاصة بحماية الأراضي الغابية توفر 20 منصب شغل لأبناء منطقة الجليد وما أكد عليه هؤلاء السكان بأنهم منسيون على الدهر تتفقدهم بعض الجهات إلا خلال الحملات الانتخابية .