بسبب غياب الآبار الارتوازية والظروف المناخية القاسية يتخوف عدد من مربي الإبل بولاية الوادي من هلاكها نتيجة غياب الآبار الارتوازية في الصحراء الشاسعة التي يرعون فيها سيما مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة منذ مطلع السنة الجارية ونقل بعض هؤلاء "للنهار" أنه لولا قدرة الإبل على تحمل العطش لحدثت الكارثة نتيجة بعد الآبار في الصحراء وغيابها في كثير من المناطق. وقد طالب مربوا الإبل بالوادي السلطات الولائية التحرك العاجل لإنقاذ ثروتهم الحيوانية من الهلاك بعدما جفت غالبية الآبار الارتوازية بالصحراء. وأوضح المربون بأن الإبل تضطر إلى قطع عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى بئر ارتوازي جاف للسقي كانت الإبل متعودة على الشرب منه في الماضي ولكن البئر نضب ماؤها وأصبحت لا تسيل إلا قطرات قليلة وتحول مكانها إلى أوساخ وتربة سوداء مبتلة، وأكد هؤلاء بأن الإبل تجد نفسها مضطرة إلى شرب الماء العفن الممتزج بالقاذورات رغم ما يشكله ذلك من خطر على صحتها، مشيرين بأن الإبل تصل إلى هذه النقطة المائية بعد قطع عشرات الكيلومترات وتظل في زحام يومي وانتظار لمدة تزيد على اليومين للحصول على شربة ماء، وحين لا تجد ضالتها تجبر على العودة من حيث أتت والبحث عن بئر أخرى وقطع مسافات مضاعفة عساها تعثر على نقطة ماء. وقد أشار هؤلاء بخصوص مشكلة عطش الإبل بأن البئر الارتوازية الرعوية المذكورة أنجزت سنة 1995 في منطقة ''سيال'' بتراب بلدية سيدي عون وقد جفت ولم تعد تعط إلا نسبة 10 بالمائة من الماء، وأوضح بعضهم أنهم طلبوا من مديرية الفلاحة إعادة الاعتبار إليها أو إنجاز بئر رعوية جديدة غير بعيدة عنها لكون المنطقة بها عدد معتبر من الإبل يتجاوز 15 ألف رأس، وكلها تريد هذه البئر للشرب، لكن الذي حصل هو أن محافظة الغابات تبنّت مشروع إعادة الإعتبار للبئر في اجتماع رسمي منذ سنتين ولم يتحقق أي شيء في الميدان لعدم موافقة المديرية المركزية للغابات على المشروع. ونقل بعض المربين بأن محافظة السهوب بورڤلة أنجزت في المناطق الرعوية عشرات الآبار التقليدية للسقي المعتمدة على وسائل بدائية للسقي، ولكنها طريقة سقي غير مجدية، داعيا السلطات إلى اعتماد الآبار الارتوازية الرعوية الحديثة التي تتدفق منها المياه تلقائيا لتتمكن الإبل من الشرب بمفردها.