تواصلت ليلة أول أمس، فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والاغنية الوهرانية، بمسرح الهواء الطلق »حسني شقرون«، حيث استمتع الجمهور بأحلى أغاني الشاب عباس، الذي ألهب الركح مدة دقائق باقة من الأغاني تجاوب معها الحاضرون والعائلات المتوافدة على مسرح الهواء الطلق. وكالعادته، أعطيت إشارة انطلاق السهرة في يومها الثالث في حدود الساعة العاشرة ليلا، وكانت البداية مع المطرب هواري بشير، الذي أطرب الجمهور، بأحلى الأغاني الوهرانية الأصيلة، والتي عادت بنا إلى الزمان الجميل، كأغنية »الوردة« »ماهوش غرضي« أغاني جميلة ضاربة في تاريخ وهران العطر، والحافل بأحلى الأغنيات وكان للجمهور الحاضر وبقوة خلال السهرة، ردود أفعال إيجابية وهذا ما يدل أو يستوحي أن الشباب الآن متعطش كثيرا إلى الكلمة التي تحن إليها الأذن لكن، الشاب عباس، وكعادته وبأغانيه، قد تفاجأ بها الجمهور الوهراني، فالشباب لم يتوقف من الرقص، والتقاط صور تذكارية للفنان. وتحت قيادة الجوق الموسيقي، رحو بوتليليس الذي أبدع هو الآخر في الموسيقى فإن الشاب عباس كان (نجم السهرة) ليلة أمس الأول بمسرح الهواء الطلق. »الفكاهة« كان لها نصيبها أيضا، فالفكاهية فاطمة وبن شراب عمر من فرقة »بلا حدود« أطربا الجمهور، بأحلى النكت وكأننا ولو للحظة قد سافرنا إلى ذكريات تحفظها وهران، وربما ماشعرنا به، أن من حضر سهرة أول أمس قد نسي همومه اليومية، وغادر و لو لساعات فقط الى ذكريات الطفولة، أو مرحلة من مراحل حياته وهذا ما جاء على لسان سيدة، قد تحدثت عن زمن كان يفضل الجيران تقاسم اللقمة الواحدة في زمن كانت تقام الحفلات والاعراس (بالمداحات) وكم تمنت أن تعود هذه الايام وتأخذ مجراها الطبيعي. على كل، فإن الفكاهة ايضا قد حضرت بقوة، والجميل أيضا أن الشيخ (نونة مكي)، وهو شاعر قد أدهش الحاضرين بكلماته التي تألق بها وكعادته وخلال السهرة لم يغب العلم الوطني عن الأنظار ولو للحظة، حمله أحد الشباب عاليا، ويهتف بالجزائر والوطن. بعدها أطربت الشابة سعاد هامل الجمهور، وبلباسها التقليدي الوهراني، والتي وفقت إلى حد بعيد في إطراب الجمهور، فأغنية »نبغيك« قد حملها الشباب خلال السهرة، في قلبه وتغنى بها فالمطربة سعاد، والتي تشارك للمرة الثانية خلال هذه الطبعة الثالثة أهدت للجمهور، باقة من الاغاني الوهرانية الاصيلة. كما أن المتنافسين فؤاد وآسيا، قد وفقا في ديو من كسب ثقة الجمهور، فالإمتحان الصعب، والارادة قوية في النجاح. وما لمسناه أيضا خلال السهرة، التواجد القوي لمصالح الشرطة داخل »مسرح الهواء الطلق«، للحفاظ على أمن وسلامة الجمهور، في وقت أن الواجب المهني يحتم العمل، حتى ساعة متأخرة من الليل دون تعب، وربما لايمكن أن ننسى المجهودات الجبارة التي يقوم بها أفراد الشرطة، بردع كل المخالفين للقانون وضمان سلامة المواطن والعائلات التي ارتاحت كثيرا للجو العام داخل »مسرح الهواء الطلق« طوال السهرة، فالتنظيم كان محكما إلى درجة كبيرة والامن داخل مسرح الهواء الطلق توفر إلى أن بعض العائلات قد نسيت أمر تواجدها بمكان عام. وقد تواصلت فعاليات السهرة إلى غاية منتصف الليل، وعرفت الطبعة الثالثة مشاركة المطرب هواري أصيل، الذي تحصل على (جائزة) بإحدى الطبعات السابقة، والشاب مراد أيضا أطرب الحضور من خلال أغان جميلة جدا. وقد أجمع الفنانون ممن تحدثنا إليهم على نجاح هذه الطبعة لهذا العام فالتنظيم محكم، جمهور غفير، جوق رائع، واعتبر الفنان هواري بشير أن ملامح نجاح الأغنية الوهرانية بدأ يظهر الآن جليا، لكن الإهتمام بها هو أمر جدي، ولايمكن التقاعس معه، أو ا لتخاذل لذا فإنه يمكن إعطاء المزيد للأغنية الوهرانية والذهاب بها بعيدا، ولم لا ؟ تنافس أغاني أخرى. وللعلم، فإن سهرات الطبعة الثالثة للأغنية الوهرانية مازالت متواصلة لتعد بمفاجآت أخرى.