للجزائر تقاليد عريقة في هذا المجال، ونظمت معرضا بالبليدة لتاريخ مونديال كرة القدم بلعابد زواوي، باحث متمكن في "الطوابعية"، هواية لا يعرف سرّها إلا هو، أحبها منذ نعومة أظافره، تجده يجدّ ويكدّ، للحصول على طابع بريدي نفيس القيمة كالماسة اللامعة... لديه شبكة لا تعد ولا تحصى من الأصدقاء عبر مختلف مدن العالم يتبادل معهم التجارب في الطوابعية، ويسعى جاهدا للظفر بطابع بريدي نادر، يروي حضارات وثقافات دول، لها تقاليد عريقة في هذا المجال، زارنا أمس بمقر الجريدة، وأكد لنا بأن هواية جمع الطوابع، سمحت له بالتعرف على الكثير من الأسرار والجوانب الخفية لهذا الفن، والتي لايمكن لأي إنسان عادي التعرف عليها وإدراكها، وحتى يُعرِّف الجمهور الجزائري، بالكنز التراثي والمعرفي الذي يمتلكه في "صندوقه العجيب"، قام في 26 جانفي وإلى غاية 06 مارس المنقضي من السنة الجارية، بتنظيم عدة معارض بمختلف دور الشباب المتواجدة بولاية البليدة، إذ شهدت بالمناسبة إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ولاسيما المهتمين بهذا الفن الجميل، واكتشفوا عن قرب أهم الطوابع البريدية الخاصة بمختلف المنتخبات الوطنية المشاركة في جميع الكؤوس العالمية لكرة القدم، وبالتحديد منذ 1930 إلى غاية اليوم، ولاسيما المنتخب الوطني الجزائري، الذي تشكلت أساساته وأعمدته الأولى مع أشاوس، فريق جبهة التحرير الوطني سنة 1958... كما ينتظر أن ينظم السيد بلعايد زواوي المعروف باسم "زينو"، في الأيام القليلة القادمة، عدة تظاهرات مشابهة في ولايات أخرى من الوطن، ليعرض فيها طوابعه البريدية التي يملكها وهذا إلى غاية اختتام تظاهرة كأس العالم المقبلة في البرازيل، حيث صرح لنا في ذات الصدد، أنه فضل عرض الطوابع البريدية التي تحكي تاريخ المونديال، باعتبار أنه الحدث الرياضي البارز الذي يشغل اليوم بال البشرية جمعاء، وبعد الانتهاء من هذه الكأس العالمية، كشف لنا أنه ينوي تنظيم معارض أخرى، تبرز جوانب ومجالات أخرى غير تلك الخاصة بعالم الكرة المستديرة، على غرار تلك الطوابع التي تجسد الأعياد الوطنية، المدن، بعض الشخصيات الوطنية والدولية الهامة ... إلخ، وأوضح لنا في نفس المضمار، بأن الطوابع البريدية في مفهوما الشامل والمبسط عبارة عن موسوعة مفتوحة، وتراث مادي عريق، يجسد وبشكل واقعي، تاريخ دول وشعوب لها رصيد حضاري ومعرفي يمتد إلى أزمنة غابرة، مضيفا بخصوص تاريخ الطوابع البريدية الجزائرية، بأنها مرت ب3 مراحل تاريخية هامة، الأولى تمتد من سنة 1924 إلى 1958، المرحلة الثانية، دامت 4 أشهر فقط، من 5 جويلية 1962، وانتهت في 30 سبتمبر من نفس السنة، وسمّيت هذه الحقبة ب"الدولة الجزائرية"، وأما الحقبة الثالثة، فسماها محدثنا ب"الطابع البريدي"، حيث تبدأ من الفاتح نوفمبر 1954 إلى اليوم، وبذلك فإن الجزائر يضيف الباحث بلعابد، لديها تقاليد عريقة في مجال الطوابعية، وأنه كلّما حلّت مناسبة معينة إلا وتم اصدار طابع بريدي مخلد للذكرى المراد الاحتفال بها...وختم ضيف الجريدة في الأخير، أنه بدأ هواية جمع الطوابع البريدية منذ سنة 1982، ونظم أول معرض محلي له في سنة 1986 بسيدي بلعباس، ليشارك في 1994، في الصالون الوطني للطوابعية بولاية مستغانم، فضلا عن تنشيط العديد من المحاضرات والتظاهرات الثقافية والفنية في هذا التخصص، وكذا تنشيطه لمعرض بمناسبة اليوم العالمي للبريد المصادف ل 9 أكتوبر من كل عام، ويملك طابع بريدي نادر لدولة السويد يعود تاريخه إلى 1901، وأخرى فرنسية لسنتي 1902 و 1903، وأنه لديه هوايات أخرى غير تلك الخاصة بجمع الطوابع البريدية على غرار جمع القطع النقدية النادرة، البطاقات البريدية، وكذا الصور الجماعية للمنتخب الوطني الجزائري.