ففي مثل هذا الشهر من مارس الأغر، جرت وقائع عدة لنصرة حق الثورة و يستذكرها المئات ممن عايشوا الفترة الحرجة من الثورة الجزائرية و لا يزالون على قيد الحياة خصوصا معركة جبل بوشوك ببلدية عين غرابة"بني هديل و التي خاضها خمسون عنصرا من مجاهدي المنطقة تحت قيادة مولاي أحمد المخطط و المدبر للهجوم على السلحة الثقيلة للعدو الفرنسي منها المدرعات و الدبابات و كانت نتيجة ذات المعركة تقديم ستة و عشرون26 شهيدا قربانا للوطن مقابل إسقاط 32 من البوليس الفرنسي و أعقبتها معركة جنب الكسكاس المعروفة لدى عامة الناس بعين غرابة و التي وقعت بجبل نوفي و اخذت تسميتها و التي تكبد فيها العدو هزيمة لا يزال التاريخ شاهداً على فعلتها أين تم إسقاط سبعة طائرات من نوع "رياكسون" و طائراتان عموديتان و ثلاثة آخريات كاشفة و قتل حوالي ال300 عسكري و جرح الكثير من بني فرنسا الغاشمة في حين سجلت جبهة التحرير الوطني خسارة في مجاهديها بإستشهاد عشرون مجاهدا من بينهم القائد "نجيب" المسمى عمراوي عبد القادرو الذي تتغنى به نسوة بني هديل حتى في الأعراس .هذه الإشتباكات الطاحنة لم تنته هنا فحسب بولاية تلمسان و إنما إمتدت من هجومات مارس لتكتيك حربي آخر مدروس اوائل شهر افريل و بالضبط سنة 1957 اين مكنت منطقة فلاوسن من أخذ مكانة كبرى في الذود على أراضيها التي لا تتجزأ عن ملكية الشعب في الجزائر العميقة و هذا من منطلق خوض معركة"فلاوسن " في ظرف يومين هيأها قرابة ال220 مجتهدا من جيش التحرير و كان يراسهم البطل "وشن مولاي علي" و الذي قام بتقسيم الكتلة لثلاثة كتائب بقيادة "تيطوان و شن احمد ومحمد عبد الله و تمركزوا برفقة المجاهدين بمنطقة المنشار لرصد تحركات العدو من جيش فرنسا المستبدة و ساروا على خطة تم حبكها لإستدراجهبعيدا عن الراضي الفلاحية التي كان السكان يقتاتون منها و راحت الكتائب تتمركز في شكل دائري حسب شهود عيان و ما دونته الشهادة التاريخية للمعركة التي افادت أن البوليس الفرنسي زحف بقوة نحو الجهة بعدد يصل إلى ال33 ألف جندي تتقدمهم فرقتين مقاتلتين تتكون من دبابات و مدرعات و ثلاثون30 طائرة تحوم في سماء جبال فلاوسن و إقليم ندرومة و إثنى عشرة مروحية معظمها من الحلف الأطلسي كانت تبحث عن اعشاش المسبلين بالغابات ومع هذا التوغل الذي إنتاب الناحية إلا أن المجاهدين ألحوا على دخول المعركة بإرادة وطنية و حافظوا على صفوفهم التي كانت بمثابة النهج المنادي بالنصر و أبرزته شجاعة هؤلاء و الذين تكبدوا خسارة من جهتهم بسبب القصف المدفعي و إستهدفت مواقع خلفية غصت بالجنود داخل الخنادق التي مستها تفجيرات الطائرات و إعتبرها جنود التحرير خطأ كبير ناجم عنهم بعد إستعمال أغصان الأشجار إطفاء النار المشتعلة و التي مباشرة و لدى إخمادها تفطن لها العدو و صوب رشاشاته إتجاه هذه الأماكن السرية إلا أن المختبئين صمدوا إلى غاية الفترة الليلية إذا سمح الظلام للبقية من الأحياء الخروج و إنتشارهم بجهات كثيرة من الجبال .أما بإقليم بلدية القور جنوب ولاية تلمسان فقد شهدت معركة راس الماء التابعة لسيدي بلعباس و التي تاخمت جبالها المتقاربة لتلمسان وقعة حربية في فيفيري عام 1957 تحت إشراف المدعو عبد الوهاب عمراوي و نائبه "البرناميس" في فصيلة تابعة للناحية الرابعة من المنطقة الخامسة و بحوزتهم أسلحة أتوماتيكية منها العشائيات 36 ماس و 49 مات و نوع ألقارا و قبل البدء في المعركة تم التمركز في جبل "حاسي" و عقد إجتماع عاجل من طرف العقيد فريش قدور المكنى بصالح و أكد لهم القيام الفوري للهجوم على المركز العسكري براس الماء و تنقلت الوحدة إلى كزروطة للتنسيق مع المجاهدين لتدمير المصنع و حرقه و قطع الخطوط الهاتفية و محاصرة الجسر الطرقي بعدها تم الإنطلاق في المعركة ميدانيا و دامت 3ساعات زمن و إنسحب افراد الجنود لمنطقة مزي و لم يخلف الإشتباك سوى إستشهاد واحد فقط من فئتهم في حين تم اسر فرنسيين للإرشادهم في مهامهم و قتل ما يزيد عن ال25 من أفراد العدو و جرح المئات منهم.