بعد مرحلة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي عاشتها بلدية مستغانم خلال هذه الصائفة الحارة وما خلفته من خسائر في المعدات ومختلف الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وكذا المواد الغذائية التي كانت مجمدة في المثلجات بمختلف أنواعها وأحجامها وبعد النكد والنقص وإرتفاع الضغط الدموي للمواطنين وبعد عشرات الشكاوي التي إنهالت على مؤسسة الكهرباء جراء هذا الإزعاج وبعدما عادت الكهرباء وتحركت الأجهزة وسطعت الأنوار إلا أن المواطن لازال غير راض على مستوى الخدمات التي تقدمها ذات المؤسسة حيث أنه يرى أن الفاتورة لا تتأخر مهما كان عن موعدها والتي تنزل على المواطن كالصاعقة نظرا لما تحمله من تسعيرة لا يتقبلها الزبون لقيمتها إلى درجت أنها باتت تأرق أغلبية المواطنين خاصة عندما يطرق الكهربائي الباب ورغم أن أغلبية المواطنين لا يتأخرون في دفع مستحقاتهم بعد إنتظار طويل في طوابير لا متناهية وفي الأخير يجدون أمامهم خدمات يقولون عنها أنها رديئة وغير مقبولة والدليل أن التيار الكهربائي إختفى ولأول مرة في تاريخ المدينة من الكثير من أحيائها للعلم ترود مؤسسة سونلغاز ما لايقل عن 130.000 زبون وكان للأسف سكان الأحياء الشعبية من الأكثر المتضررين من هذه الحالة المؤسفة حيث مست كل من تيجديت، البلاطو، بيبينيار، صالمندر، زغلول وغيرها وهذا بعدما حدث عطب شبه عام بالكاوابل الكهربائية إضافة إلى احتراق مولد كهربائي برمته وبهذا تكون 50 % من إجمالية المساحة المستغانمية قد فقدت التيار الكهربائي وبهذا يكون تقريبا 65.000 مواطن قد عان الأمرين لم يتضرر المواطنين من هذه الوضعية وإنما كل المؤسسات العمومية والخاصة التي يستوجب عليها أن تكون في الخدمة على غرار البنوك والبريد والمخابز والصيدليات ،مقاهي الأنترنات وخدمات الفاكس ومختلف النشاطات التي لا يمكنها العمل دون كهرباء وفي هذا الصدد يرى مواطنو مدينة مستغانم على أنه حان الوقت لوضع حد لهذه الوضعية التي أضرت كثيرا بمصالحهم وعطلت في الكثير من الأحياء شؤونهم. ونظرا لذات الوضعية المحرجة التي بات يعيشها نصف سكان بلدية مستغانم اقتربت جريدة الجمهورية من السيد تكدنتي إسماعيل المدير الولائي لشركة توزيع الكهرباء والغاز بمستغانم الذي أوضح من جهته إن الإنقطاعات المتكررة للكهرباء راجعة لعوامل قاهرة خارجة عن إدارة المؤسسة، منها رداءة الحبل الكهربائي من جهة وهذا بالرغم من حداثته فإنه تعطل عن العمل في ثلاثة أو أربعة نقاط موزعة عبر تراب البلدية إلى جانب إحتراق المحول الكهربائى المتواجد بحي زغلول (بلفيدار سابقا) من جهة أخرى. فإذا كانت الإنقطاعات يقول محدثنا كانت تحدث من حين لآخر خلال فترة الصيف فإن الغريب في الأمر وهو أن هذه المرة حدثت خمس أعطاب دفعة واحدة واحدة مما تسبب في إحداث اختلالات في التوزيع الكهربائي مست عدة أحياء لمدينة مستغانم أمام هذه الوضعية يقول السيد تكدنتي » أننا بصدد تشغيل الخطوىطالموازية ونعمل على قدم وساق من أجل ترويد المواطنين في المناطق المتضررة« وحول إستفسارنا عن استمرار هذه الظاهرة في المستقبل قال السيد تكدنتي » أن مستغانم على وشك الشروع في إطلاق برنامج خاص يسمح للمؤسسة بإعادة هيكلة شبكة الكهرباء وذلك بإدخال نظام [ سكادا/ SCADA ] الذي يتم بفضله التحكم في توزيع الكهرباء عن بعد الشىئ الذي سيسمح لنا بإصلاح العطب فور حدوثه ومن ثمة ربح الوقت. لعلمكم يواصل قائلا » إن مشروع سكادا جاهز ونحن في انتظار استلامه، وعبر جريدة الجمهورية إوجه نداء لسكان مستغانم خاصة منهم مالكي المكيفات الهوائية الكهربائية وضع أجهرتهم على درجة 25 إلى 26 مما يسمح حسبه بتلطيف الجو وتمديد في عمر الجهاز بدل من وضعها في درجة 15 إلى 16 هذا ما سيرفع من فاتورة الاستهلاك الكهربائي ويقصر من مدة صلاحية الجهاز«. بين الحجج التي ظلت تقدمها الجهات المختصة في توزيع هذه المادة الحيوية والخسارة المادية التي لحقت بمختلف الأجهزة الكهرومنزلية وغلاء الفواتير التي يدفعها المواطن كل شهرين يبق هذا الأخير الضحية الأولى بعدما حرم من الكهرباء خلال صيف 2010 الحار، وبالرغم من عودته وباحتشام حسب المواطنين الذين أكدوا أن تيار فعلا يكون قد عاد لكنهم متخوفون أكثر من استمرار هذه الوضعية المؤسفة خاصة وشهر رمضان الكريم على الأبواب. فإلى متى ينتظر المواطن شروع شركة توزيع الكهرباء والغاز لولاية مستغانم في إطلاق نظام سكادا/SCADA ؟ وتوديع إلى الأبد ذلك العطب المتكرر.