ارتفاع درجات الحرارة التي تزامنت مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة في بعض الحالات أزعج العديد من المواطنين خاصة أصحاب محلات المواد الغذائية والمخابر الطبية ومقاهي الأنترنت بالنظر إلى الخسائر المادية التي لحقت بهم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الشكاوى الموجهة لشركة الكهرباء والغاز بعد أن أتلفت كميات معتبرة من منتجات غذائية وعطلت عدة أجهزة بسبب ضعف الضغط أو كثرة الانقطاعات. عادت الانقطاعات الكهربائية خلال فصل الصيف لتنغص حياة المواطنين الذين تضرروا سواء نتيجة ضعف التيار أو ارتفاع قوته، وهو الإشكال الذي دام أكثر من أسبوع في بعض البلديات من ولاية الجزائر، حيث عانى سكانها الأمرين من الانقطاعات المفاجئة وهو ما أثار استياء السكان على خلفية تعرض الأجهزة الكهرومنزلية للتلف منها الثلاجات، التلفزيون والمستقبل الرقمي (الديمو) بالإضافة إلى تجهيزات التبريد التابعة لمحلات بيع المواد الغذائية والمخابر الطبية التي أصبح نشاطها مرهونا بالتيار الكهرباء الذي ينقطع ويعود بشكل فجائي متسببا في خسائر كبيرة يدفع ثمنها الزبائن. وحسب تصريحات المتضررين ممن التقتهم "المساء" فإن هذا المسلسل الذي أصبح يتكرر كل فصل صيف دون مبررات مقنعة، حيث لا تتأخر الشركة في المطالبة بمستحقاتها في الوقت الذي تتأخر فيه كثيرا لإصلاح الاعطاب عند حدوث الانقطاعات، وهو الأمر الذي علق عليه أحد الزبائن "لقد تسببت لنا "سونلغاز" في خسائر يفترض تعويضها، فلا يعقل تغريمنا عند التأخر عن الدفع والسكوت على الخسائر التي تسببها لنا في كل مرة"، كما أن الاتصال بالوكالات التجارية للإبلاغ عن الانقطاعات - يقول صاحب محل بعين النعجة - يقابل بالسكوت غير المبرر، أو عدم الرد على مكالماتنا "لم نجد آذانا صاغية للحديث عن انشغالاتنا بعد أن سجلنا إتلاف كميات معتبرة من المواد الغذائية في الفترة الأخيرة بسبب الانقطاع الدوري للكهرباء ولساعات طويلة"، من جهته حاول صاحب محل لبيع اللحوم والأسماك المجمدة لفت انتباه المؤسسة والتدخل لإنقاذ سلعته من التلف لكن دون جدوى، بعد أن فقد كل ما كان مخزنا في مبرده وبقيت نداءاته بدون إجابة لمدة أسبوع كامل. أما الدكتور (ع.ز)، صاحب مخبر للتحاليل الطبية بحي المنظر الجميل بالقبة فقد صب جام غضبه على مؤسسة الكهرباء والغاز التي لم تتدخل لإصلاح العطب الذي لا يزال يؤرقه إلى حد كتابة هذه الأسطر، فرغم الاتصالات المتكررة بمسؤولي "سونلغاز" إلا أن الحي لا يزال يشتكي من ضعف التيار الكهربائي لمدة تزيد عن سنة، مشيرا إلى استثماره بجهد في مجال التحاليل الطبية من خلال تجهيز مخبره بأحدث التقنيات لم يجد نفعا بسبب عدم تمكنه من تشغيله بكامل طاقته بالنظر إلى حجم الطلبات على الطاقة الكهربائية بالحي، ورغم الطلبات والمراسلات للتدخل واستدراك الأمر إلا أن القضية تبقى في طي النسيان. من جهته أشار صاحب غرفة تبريد بنفس الحي إلى أن خسائر كبيرة لحقت بالمواد الغذائية التي كان يخزنها من مشتقات الحليب كالجبن والياغورت، حيث لم يتمكن صاحب المحل من تسويقها بسبب عدم صلاحيتها، في حين أجبرت العديد من العائلات على الاستغناء عن المكيفات الهوائية في عز أوقات الحر، وهو ما تسبب في مضاعفات صحية على الأطفال الرضع والكهول. ولا تزال مخاوف زبائن سونلغاز قائمة في غياب الاتصال بين الطرفين وعدم اعتماد هذه المؤسسة على الإشعار المسبق بالانقطاعات التي تحدث في هذه الفترة، وذلك لاتخاذ إجراءات مسبقة قد تقي المواطنين خسائر محتملة في حالة الانقطاع المبرمج الذي تعتبره سونلغاز وسيلة لحماية شبكة الكهرباء، وما زاد الطين بلة هو عدم رد الشركة على اتصالات المواطنين حسبهم بالوكالات التجارية التي تفضل غالبا عدم الرد على الاتصالات أو مقابلتها بالوعود فقط. تنصيب خلية لمتابعة الانقطاعات وإصلاحها حملنا هذه الشكاوى إلى مصدر مسؤول بمجمع سونلغاز رفض الكشف عن اسمه، الذي أكد في اتصال به أن المؤسسة ستواجه الانقطاعات المتكررة الناتجة عن الاستغلال المفرط للطاقة الكهربائية في الأيام المقبلة من خلال مواصلة العمل بالمخطط الذي وضعته لهذا الغرض، كما نصبت على ضوء البيان الذي نشرته مصالح الأرصاد الجوية الخاص بارتقاب ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام خلية متابعة لتسيير الوضعية وتم تحضير الفرق التقنية لمواجهة أي خلل أو انقطاع وهي التي تعمل 24 / 24 . من جهة أخرى أكد المتحدث على ضرورة الاستغلال العقلاني للتيار الكهربائي وعدم الإفراط في استعمال الأجهزة الكهربائية خاصة هذه الأيام، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير، كما رفض محدثنا الرد عن سؤالنا حول ما إذا كانت الشركة ستعوض المتضررين عن الخسائر أم لا.