ماتزال دائرة بوڤطب بعيدة عن الخاصية الفلاحية التي تسعى إلى اكتسابها والتي تبقى حكرا على بلديتي الخيثر وتوسمولين بسبب الثروة المائية الباطنية المتواجدة بهما إلى جانب بعض الجهات بتراب بلدية بوڤطب عبر منطقتي الخضرة وحاسي القايد، ومع ذلك يبقى الانتاج الفلاحي غير كاف لتحقيق الاكتفاء الغذائي وتغطية حاجيات سكان الجهة من هذا المنتوج بالرغم من أن الكل كان يراهن على أن تصبح بلديتي الخيثر وتوسمولين مدن فلاحية بمعنى الكلمة مصدرة لجميع أنواع الخضر والفواكه إلى جهات أخرى كالنعامة، سعيدة، سيدي بلعباس، إلا أن غياب المراقبة والمتابعة لهؤلاء الفلاحين من قبل الجهات المعنية أدى إلى هذه الفوضى السائدة بحيث أصبح الفلاحون يبحثون عن الربح السريع المتمثل في الاعتماد على إنتاج الدلاع والبطيخ والاستغناء عن بقية الخضر في حين يبقى البعض يحتج بظاهرة غياب الكهرباء الريفية عبر مناطقهم الفلاحية ونخص بالذكر منطقتي الخضرة وحاسي القايد ببوڤطب وحاسي المداني ومصباح ببلديتي الخيثر. المهم تعتمد الاسواق الاسبوعية واليومية للخضر والفواكه بكل من توسمولين، بوڤطب والخيثر والقرى التابعة لها على ما يشحن إليها من ولايات الشمال كمعسكر، سعيدة، مستغانم وتلمسان وباستثناء هذه المواعيد الاسبوعية التي يكثر فيها العرض والطلب ويتوافد عليها المواطنون، بكل فئاتهم، وبقفف تسهل قراءة المستويات الاجتماعية لأصحابها، فإن باقي أيام الاسبوع يميزها العرض المتواضع والنوعية الرديئة والأسعار المرتفعة خاصة هذه الايام ونحن مقبلون على الشهر الكريم (رمضان) حيث لم ينزل سعر الطماطم عن 60 دج والبطاطا عن 40 تراوح سعرها مابين 35 و40 دينارا وأي نوع من البطاطا في حين قفز الجزر والخس، مابين 30، 60 دج للكيلوغرام الواحد، وهي الارقام التي أثارت استياء المواطنين وتذمرهم من هذه الوضعية التي آلت إليها مواد أساسية لا بديل عنها في موائدهم اليومية. وفي سياق متصل، ورغم الطابع الرعوي الذي يميز دائرة بوقطب وسوقها الرائدة في تموين جهات مختلفة من الوطن باللحوم الحمراء ذات الجودة المميزة إلا أن المواطن المستهلك مايزال يشكي غلاء هذه اللحوم خاصة الخروف الذي يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 700 دينار وقد لا يستقر سعره عند هذا الحد بل من المنتظر أن يصعد سعره خلال أيام رمضان الكريم وهي التسعيرة التي جعلته منبوذا في موطنه لتبقى اللحوم البيضاء على غلائها هي المعشوقة، و قد أوعز الجزارون هذا الغلاء إلى الارتفاع المحسوس الذي عرفته الاسواق الاسبوعية للمواشي في حين تؤكد أطراف أخرى هي على دراية بما يجري في الاسواق أنها مستقرة ولايجب أن يصل فيه لحم الكيلوغرام الى هذا الثمن، يحدث هذا رغم تساقط الامطار وانتعاش المراعي، وهي معادلة لايفك رموزها إلا من يمارس النشاط الرعوي والعارفون بخبايا القطاع.