تعرض القنوات التلفزيونية الجزائرية الثلاث حصريا على شاشاتها مسلسل »مصطفى بن بولعيد« للمخرج أحمد راشدي الذي تم إنتاجه بالتزامن مع الفيلم ليعرض أيام شهر رمضان المبارك في مسلسل درامي حتى يتسنى للمشاهدين بمختلف الشرائح أن يشاهدوا الأحداث التاريخية لبطولات الشهداء الأبرار وتضحياتهم لتحرير الوطن لاسيما اذا تعلق الأمر بالمجاهد مصطفى بن بولعيد. وعلى هذا الأساس فقد تم إنتاج المسلسل ليبث بشكل حصري في رمضان وفي 10 حلقات بمعدل حلقتين في الأسبوع حيث تعرض كل حلقة لمدة 40 دقيقة. وحسبما أكده المنتج والسيناريست الصادق بخوش في أكثر من مرة فإن المسلسل سيعرض مشاهد حصرية لم يعرضها الفيلم السينمائي الذي بلغت مدة عرضه ساعتين ونصف في حين بلغت مدة التصوير 7 ساعات يوميا مما ولّد فائضا كبيرا في عدد المشاهد التي استفاد منها بطبيعة الحال هذا المسلسل الذي يتوقع له النجاح الكبير بعد إنتهاء عدد الحلقات المبرمجة. وتجدر الإشارة أن فيلم مصطفى بن بولعيد من بطولة الفنان المتميز حسان قشاش وإنتاج وزارة المجاهدين ومؤسسة ميسان بلقيس أما عن التأليف فقد عاد للمؤلف الصادق بخوش ومجموعة هامة من الفنيين والتقنيين وقد حاز هذا الفيلم على عدة جوائز في العديد من المهرجانات السينمائىة العربية والدولية لاسيما إذا تعلق الأمر بالممثل حسان قشاش الذي كانت له تجارب سابقة في السينما رفقة المخرج أحمد راشدي في فيلم »كانت الحرب« وعمل آخر للأستاذ محمد شويخ إضافة الى أدوار صغيرة في عدد من الأفلام لكن فيلم مصطفى بن بولعيد يعطيه شرف البطولة المطلقة ليتألق ويفتك جائزة أحسن ممثل عربي في مهرجان الفيلم العربي بوهران وهاهي الفرصة الثانية قد أتيحت أمام هذا الممثل الموهوب للتألق مرة أخرى على شاشة التلفزيون من خلال دراما مصطفى بن بولعيد علّه يجوز على جائزة أحسن ممثل تلفزيوني. ومن جهة أخرى فقد قدم التلفزيون الجزائري خلال هذا الشهر المبارك باقة منوعة من المسلسلات الفكاهية والإجتماعية مثل مسلسل: الذكرى الأخيرة للمخرج مسعود العايب والسيناريو لفاطمة وزان أما عن البطولة فهي لكل من عز الدين بورغدة والطفلة »زُبيدة« وكذا أحمد بن عيسى ومليكة بلباي ونوال زعير إضافة الى سارة رزيقة وغيرهم من الممثلين الذين يجسدون قصة العنف العائلي وتأثيره على الأطفال في المستقبل وكيف يتخوّفون من دخول الحياة الإجتماعية، علما أن هذا المسلسل يضم 28 حلقة بمعدل 40 دقيقة للحلقة الواحدة ولأول مرة يقدم 10 أدوار رئيسية وهذه خطوة صعبة في هذا النوع من الإنتاج والدراما التلفزيونية. وإضافة الى »الذكرى الأخيرة« فإن المشاهد الجزائري لَهُ الفرصة أيضا للإستمتاع بمسلسلات أخرى مثل »ساعد القط« مع محمد بوشايب وعبد الرحمن رابحي و»دار مزيان« وهي سلسلة تضم 34 حلقة وتدور أحداثها بمنطقة القبائل فضلا عن مسلسل »جُحا« للممثل المتألق حكيم دكار وسلسلة "مواعظ وحكم" من إنتاج محطة بشار والتي تتناول الآفات الإجتماعية، لتعود من جديد أيضا سلسلة "أعصاب وأوتار وأفكار" بحلّة جديدة وتعكس الواقع الذي يعيشه المجتمع الجزائري. ودائما في ذات السياق فقد كانت للمسلسلات الدينية نصيبها خلال شهر رمضان حيث برمج التلفزيون مسلسلات إيرانية لأول مرة على شاشاته مثل "أصحاب الكهف" و"ابن سينا" ودراما إجتماعية من إنتاج تلفزيون أبوظبي "ذاكرة الجسد" للروائية أحلام مستغانمي فضلا عن أربع مسلسلات سورية وهي "سعد الوراق" و"الصندوق الأسود" وكذا القعقاع بن عمر التميمي" و"رايات الحق". وفيما يتعلق بالحصص والبرامج الترفيهية فنذكر حصة "واش داني" وهي عبارة عن كاميرا خفية من تقديم حكيم زلوم حيث تهدف الى وضع نجوم فنية وشخصيات معروفة في مواقف حرجة ذات طابع فكاهي وهزلي إضافة الى حصة "الكاميرا المخفية" التي تبث مباشرة بعد الفطور والتي تستفز بعض الأشخاص من خلال نصب فخ لهم وإيقاعهم في حيل غير متوقعة حيث كان الضحية الأولى لهذه الحصة مدرب المنتخب الوطني الشيخ سعدان. أما عن الأشرطة فقد قدم التلفزيون شريط وثائقي بعنوان "معاير" للمخرج حسين ناصف وتم تصويره بكل من قسنطينة وإشبيليا وكذا إسطمبول إضافة الى شريط "رحلة في العرق الشرقي الكبير" وهي عبارة عن رحلة سياحية تقودنا الى منطقة جنوب شرق الجزائر، دون أن ننسى الفضاء الخاص بالرسوم المتحركة مثل "قاهر البحار" و"ربان المحيط" وكذا "شجرة البمبالو". وجميع هذه البرامج لم تعط للتلفزيون الجزائري الأسبقية للمشاهدة حيث أنها منذ بداية شهر رمضان لم تحقق أي نسبة في إستقطاب المشاهدين الذين رأوا أن "اليتيمة" بعيدة جدا عما يريدونه من برامج مما جعلهم يعزفون عنها نوعا ما ويفضلون مشاهدة القنوات الفضائية العربية الأخرى مثل شبكات "ال.أم. بي. سي" وقناة دبي وكذا أبوظبي، مما يجعل "اليتيمة" في موقف لا يحسد عليها خصوصا مع غياب بعض البرامج الرمضانية التي عرفت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور مثل" عمارة الحاج لخضر" و"عائلة الجمعي" وأيضا سلسلة "ناس ملاح سيتي" وغيرها من البرامج، في حين يبقى مسلسل "الذكرى الأخيرة "هو الوحيد المبرمج في رمضان في الوقت الذي تغيب مسلسلات أخرى دفعت المشاهد للتساؤل عن سبب إنعدام هذا النوع من الإنتاج لأن الدراما هي ما يفضله عدد كبير من المشاهدين في رمضان لا سيما النساء اللاواتي يحبذن مشاهدة قصص درامية وإجتماعية بعد الإفطار لكن هذا لا يحجب المجهودات الجبارة التي يقوم بها التلفزيون لإرضاء مشاهديه في هذا الشهر الكريم.