مسلسلي سيهزم الدراما الرمضانية في ''سوق عكاظ'' لم أشاهد ''بن بولعيد'' لأن مسؤولي مهرجان وهران همشوني أنهى المخرج الأردني كمال اللحام تصوير مشاهد المسلسل التاريخي ''عيسات إيدير'' الذي من المرتقب أن يطل على الجمهور الجزائري والعربي شهر رمضان الكريم، ويتحدث اللحام في هذا الحوار عن مسار إنجاز المسلسل الذي يروي سيرة مؤسس الحركة النقابية الجزائرية. ماسبب ارتباطك بالجزائر وشخصياتها التاريخية؟ في الواقع السؤال مهم.. فأنا لم أعرف الجزائر إلا عندما دخلتها قبل أربعة عشر شهرا فقط ولكنها تعيش في وجداني وذاكرتي وفي كل كياني منذ زمن وهو ما شدني إليها ودفعني إلى إحياء ذكرى أحد شهدائها من خلال مسلسل ''عيسات إيدير'' كما أننا في المشرق العربي، نحمل للجزائر صورة جميلة تعكس ثقافة بلد بكامله ونضال شعب برمته في ثورة راح فداء لها، مليون ونصف المليون من الشهداء. مليون ونصف.. فلماذا وقع اختيارك على عيسات إيدير بالضبط؟ لأنه بطل مميز ومختلف في نضاله، حيث كان له مشاركة خاصة في الثورة التحريرية من خلال كتاباته وقلمه الذي لم يكن يخشى في الله لومة لائم وكلماته الصادقة التي كانت أقوى من دوي الرصاص. كيف تم اختيارك لشخصيات المسلسل؟ بثقة.. لقد تم اختياري لشخصيات هذا المسلسل المميز على أساس قناعات شخصية وبناء على إسقاطات قمت بها من خلال انسجام الشخصية المكتوبة على الورق مع شخصيات قادرة على تجسيدها وترجمة أحاسيسها بصدق وبراعة، كما لم أختر أبطال مسلسلي من العاصمة فقط وإنما بحثت عنهم خارجها من ولايات أخرى، حيث التقيت بمواهب بارعة ستتعرفون عليها عند مشاهدة أحداث عيسات إيدير. كيف استطعت جمع المعلومات الكافية عن هذه الشخصية التاريخية؟ لم يكن من السهل علي أن ألمّ بجميع تفاصيل هذه الشخصية ولكنني بذلت من الجهد والعناية ما يكفي حتى يخرج المسلسل في صورة تروق للمشاهدين، حيث استعنت بكتب تاريخية عن البطل عيسات إيدير وعن الثورة الجزائرية كما كان لي أكثر من لقاء بسيد أحمد، نجل عيسات إيدير الذي زودني بمعلومات هامة خدمت العمل الدرامي كما أنني بحثت عن أناس عايشوه غير أنني اصطدمت بواقع وفاتهم ولم أجد سوى بعض الشهادات الحية التي روت لي جزءا بسيطا من تفاصيل حياة هذا البطل وهي شهادات لأشخاص كانوا على مقربة من عيسات. هل سنشاهد ''عيسات إيدير'' في رمضان فعلا؟ في حقيقة الأمر لا أملك ردا على هذا السؤال الذي يفترض أن يوجه إلى دائرة البرمجة في التلفزيون الجزائري..ولكني أملك القول بأن هذا العمل يستحق أن يخصص له وقت عرض مناسب حتى يتسنى لجميع المشاهدين في الدول العربية وحتى الغربية، ولم لا، أن يشاهدوه.. وأجزم أن هذا العمل المميز سينافس أقوى الأعمال الدرامية العربية.. ولعلك تتساءلين لماذا.. فعلا.. لماذا؟ لأنه وببساطة، موضوع جاد.. كيف لا يكون كذلك وهو يتحدث عن الثورة الجزائرية المبجلة بعيدا عن التجارة من خلال معالجته لرسالة قومية عربية؛ وأعتقد أن كل شهداء الجزائر يستحقون أن يؤرخ لهم وتنجز حولهم أعمال تليق بمسيرتهم النضالية.. ولكن ومع هذا، يبقى لي القول إن هناك شبه موافقة على عرض هذا المسلسل في شهر رمضان الكريم ولكنها ليست موافقة رسمية فأنا لست متأكدا من الأمر، فالمسلسل أصبح ملكا للتلفزيون الجزائري وهو الوحيد الذي سيقرر فيما إذا كان عيسات سينزل ضيفا على شاشات التلفزيون أم لا. الأكيد أن شهر رمضان سيشهد صراعا بين الأعمال الدرامية، فهل تعتقد أن ''عيسات إيدير'' سيصمد؟ كلامك صحيح.. فهناك عدد كبير من الأعمال الدرامية ستتنافس على الظهور خلال رمضان الكريم والقنوات العربية، بناء على هذا، صارت شبيهة بسوق عكاظ وأؤكد أن مسلسل ''عيسات إيدير'' سيفوز في المسابقة وينتصر على جميع تلك الأعمال. ما رأيك في فيلم ''مصطفى بن بولعيد''، الفائز بجائزة ''الأهقار الذهبي'' عن أحسن دور رجالي؟ للأسف الشديد.. كنت أود مشاهدة هذا الفيلم ولكني همشت.. نعم همشت وأكرر هذا إذ لم يوجه لي أحد دعوة للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران الذي كان يفترض أن أحضره باعتباري مخرجا عربيا قادما من المشرق، وأعتقد أن المسؤولين عن المهرجان تجاهلوا أمري وغيبوني. طيب.. ما رأيك في الممثل حسن كشاش، أحد أبطال ''عيسات إيدير'' والفائز بجائزة ''الأهقار الذهبي'' عن أحسن دور رجالي؟ هو ممثل يفرض احترام الآخرين له وهذا ما لمسته من خلال عملنا معا، وأتنبأ له بمستقبل مشرق في التمثيل مع أنني لم أشاهد فيلمه الأخير بن بولعيد للأسباب التي ذكرتها، وهو الأمر الذي لا يؤهلني لأن أحكم عليه أو على أدائه في فيلمه فأنا لا أتكلم عن أشياء لم أرها. المخرج كمال اللحام شكرا جزيلا لك.. الشكر لك..