تتضمن الشبكة البرامجية، التي أعدتها المؤسسة الوطنية للتلفزيون، خلال شهر رمضان المعظم، جملة من البرامج والمسلسلات الدرامية، الجزائرية والعربية، وعلاوة على هذا هناك عدة برامج ترفيهية، التي عمدت المؤسسة على إدراجها، باعتبار أنها تحظى بالمتابعة خلال هذا الشهر، فعادة ما تستقطب المشاهدين محققة بذلك أكبر نسبة من المتابعة، سواء تعلق الأمر بالكاميرات الخفية أو السلسلات الفكاهية، التي سجلت حضورا متواضعا إن لم نقل باهتا هذه السنة، بعدما حققت نجاحا كبيرا وحظيت بالمتابعة والإعجاب خلال الأعوام الماضية، ونقصد هنا سلسلة »ناس ملاح سيتي« وكذا »جمعي فاميلي« للمخرج المتميز جعفر قاسم، والتي كانت ولا تزال من بين أحسن الأعمال الفكاهية، التي شهدتها الشبكة الرمضانية خلال السنوات الأخيرة، ليفسح بذلك المجال وتفتح النوافذ والأبواب على مصراعيها هذه السنة، للأعمال الضعيفة، التي لم ترق بعد إلى مستوى الإبداع، فنيا وتقنيا. والكارثة كل الكارثة، عندما تتحول الفكاهة إلى تهريج، لا يسمن ولا يغني من جوع في عز شهر الصيام، على غرار ما حدث، وما شاهدناه في سلسلة »دار المكي« التي شرع التلفزيون الجزائري في بثها منذ أمس الأول، عبر قنواتنا الأرضية والفضائية، حيث بدت السلسلة منذ الحلقة الأولى هزيلة شكلا ومضمونا، ولا تمت للعمل الفني بأي صلة، لا من قريب ولا من بعيد، ورغم أن مجتمعنا معروف بكرم الضيافة، والسخاء والجود، إلا أن »دار المكي« قلبت كل الموازين وخالفت كل الأعراف، وأعطت صورة مغايرة وخارجة عن المألوف، من خلال امتعاض العائلة الجزائرية للضيف، حتى لو كان من أقرب المقربين! فهل مثل هذه الصور والمشاهد جديرة بالتسويق في الشهر الكريم؟! وعليه فإن »دار المكي« مطالبة بإعادة ترتيب بيتها، وإرجاع الأمور إلى نصابها وطبيعتها. كيف لنا أن نسوّق مثل هذه المشاهد غير المدروسة والمصنوعة عبر الأقمار الصناعية؟ في وقت تشهد فيه مختلف الفضائيات العربية أضخم البرامج وأقوى الأعمال الدرامية، ونحن لا نزال غارقين في التفاهة والتهريج ومتشبثين بالطرق البدائية والوسائل التقليدية في صناعة الصورة، وتكريس الرداءة بحذافرها ونحن في عصر ثلاثية الأبعاد!!.