يرتب المشاهد العربي أولوياته في رمضان لجهة الأعمال الدرامية التي ينوي متابعتها، ويكون هذا الترتيب عادة حسب بورصة النجوم وليس بناءً على اعتبارات أخرى، خاصة أن المشاهد بات مقتنعاً أن نجوم الدراما العربية يختارون عادة أقوى النصوص التي تعرض خلال شهر رمضان الذي صار يوصف بالموسم من قبل الفنانيين العرب، لأن رمضان بات بالنسبة لهم الشهر الاكثر انتعاشا خلال السنة بالنظر إلى العدد الكبير من الاعمال الدرامية التي يتم عرضها فيه، إلى درجة ان بعض القنوات العربية تتحول إلى قنوات درامية بحتة على غرار قناة ''ام بي سي'' التي تقتصر شبكتها البرامجية على المسلسلات فحسب. لذا فإن نجوم الدراما في كل الدول العربية بما فيها الجزائر يقودون المشاهد وراءهم على الأقل خلال الأيام الأولى من رمضان ويحدث احيانا، أن هذا النجم أو ذاك يخذل محبيه عندما يتبين لهم أنه لم يحسن الاختيار وأنه وقع في مطب عمل درامي لا يستحق أن تصرف من أجله ساعات متعته التلفزيونية الرماضانية، وهو ما حدث بالنسبة لعدد كبير من المسلسلات التي عرضت خلال المواسم السابقة وخاصة المصرية منها، وذلك بسبب اعتمادها على دراما النجم الواحد الذي اما يصعد بالعمل او يهوي به.عرفت الدراما المصرية مؤخرا اعتمادها على عدد من الاسماء المتكررة كل سنة والتي تكون في اغلب الاحيان المتكفلة بانتاج العمل مثل الفنانة المصرية فيفي عبدو ويسرى ونبيلة عبيد ونور الشريف ويحيى الفخراني.. مما يبعث على الاحساس بروتينية الوجوه والمواضيع في الوقت الذي تعتمد الدراما السورية على البطولة الجماعية محققة نجاحا ملحوظا خاصة بالعودة القوية للملاحم الشعبية، وهي الاكثر مشاهدة خلال رمضان وذلك بسبب ما يحمله هذا النوع من الاعمال من حميمية وروحانية تتماشي والجو الرمضاني في الدول العربية.ولا يمكن الحديث عن الدراما السورية الشعبية دون الحديث عن مسلسل ''باب الحارة'' الذي سوف لن يكون عرضه هذه السنة حصريا بل سيتم عرضه على قناة نسمة وقناة ''الام بي سي''، وهو العمل الذي حقق اكبر نسبة مشاهدة خلال مواسمه الثلاثة السابقة، إلى جانب مسلسل ''بيت جدي'' و''اهل الراية» .وفي ظل كل هذه الهالة البرامجية التي تسبق الشهر الكريم يقف المشاهد الجزائري متسائلا عن غياب موقع الدراما الجزائرية من خارطة الدراما العربية، ليس على القنوات الاخرى، بل على قناته التي تبقى محلية إلى اجل غير مسمى ولعله لن يسمى ابدا. خاصة اذا علمنا ان التلفزيون الجزائري لم ينتج اعمالا تلفزيونية جديدة هذه السنة، واقتصرت شبكته البرامجية على اخراج اعمال كانت مخبأة في ادراج حمراوي حبيب شوقي الذي وصفها العام الماضي بالرديئة، ليخرجها عبد القادر عولمي هذه السنة ويقدمها للمتفرج الجزائري وكأنه ينفذ سياسة ملء الفراغ او التواجد من اجل التواجد لا غير. ولعله كان سبب عدم تنظيم الندوة الصحفية الخاصة بعرض برنامج التلفزيون الجزائري كما جرت عليه العادة، والسبب غياب الانتاج التلفزيوني، رغم انه تم الاعلان عن تضمن البرنامج أربعة مسلسلات وطنية جديدة هي ''القلادة'' لباية الهاشمي و''واش رايكم'' لمهدي عبد الحق و''جروح الحياة'' لعمار تريباش و''يوميات الزربوط'' لكنانشة جيلالي. ليتم تعبئة باقي البرنامج بتقديم ثلاثة مسلسلات عربية ويتعلق الأمر بالمسلسل التاريخي ''بلقيس'' والمسلسل الاجتماعي المصري ''البوابة الثانية''، فضلا عن المسلسل الديني ''وصدق وعده» .كما سيكون للفكاهة والترفيه نصيبه في هذه الشبكة ولاسيما مع الكاميرا الخفية والجزء الثاني من السلسة الفكاهية ''عائلة الجمعي'' لجعفر قاسم، علاوة على سلسلة ''سوق الحاج لخضر'' مكان ''عمارة الحاج لخضر'' التي يقدمها الكوميدي الجزائري لخضر بوخرص، الذي صار هو الآخر من نجوم الكوميديا الرمضانية واصبح مترقبا من قبل الجمهور كل سنة كترقبهم هلال الشهر لأنهم وجدوا فيه عزاءهم الوحيد في اليتيمة التي كانت تقارن يوما بالقنوات الأوروبي