طوابير طويلة أضحت تلازم المؤسسة التربوية »درغام حنيفي« منذ عدة أيام تقريبا نتيجة التوافد المنقطع النظير للراغبين في الإلتحاق بالمناصب المالية التي فتحتها مديرية التربية لتدعيم القطاع بأساتذة جدد في الأطوار الثلاثة. هذه الظاهرة جعلت المؤسسة تشهد يوميا فوضى كبيرة وفي ساعات مبكرة لحجز مكان ضمن هذه الطوابير الطويلة قصد ايداع ملفاتهم والمشاركة في المسابقة التي خصصتها الإدارة لإستحداث مناصب شغل لسنة 2010 ونظرا لطول الإجراءات الإدارية الخاصة بالعملية فقد وجد المهتمون بالبرنامج أنفسهم مرغمين على الإنتظار طويلا أمام مدخل المتوسطة لعبور هذا الخط وتسجيل أسمائهم ضمن قائمة المترشحين في الموعد الذي ضبطته الوصاية. وخوفا من مرور الوقت وانتهاء آجال التسجيل فقد عرفت المؤسسة ضغطا كبيرا أمس حيث أغلق المترشحون منافذها ولم يترك الفرصة لأي مشارك المرور إلى مكاتب التسجيل رغم أن العديد منهم قد إلتحق بالمتوسطة منذ الساعة الرابعة صباحا دون أن يتمكنوا من إيداع ملفاتهم وهو ما إنعكس على وتيرة العملية وجعلها شبه مشلولة لفترة من الزمن لحين تدخل أعوان المؤسسة وتنظيم الطوابير من جديد. أما بداخل المتوسطة فهو مختلف تماما حيث سخرت الجهة الوصية طاقما بشريا كافيا للتكفل بالمسجلين وإتمام العملية في مهلتها القانونية المتفق عليها من قبل موظفين موزعين عبر 5 مكاتب، كل مكتب بتكفل بمسابقة واحدة من بينه مكتب خاص لإستقبال الملفات الخاصة بأساتذة التعليم الابتدائي والثاني خاص بطلبات أساتذة التعليم المتوسط والثالث خاص بملفات أساتذة التعليم الثانوي إلى جانب مكتبين آخرين يهتمان بطلبات الإلتحاق بمنصب مقتصد ونائب مقتصد. وحسب مصدر مسؤول من ذات المؤسسة من المرتقب أن تغلق أبواب التسجيلات غدا وهو الموعد الذي ضبطته المديرية سابقا وهذا على مدار 20 يوما حيث لم تتلق لحد الآن الإدارة أي تغيير من شأنه أن يمدد من المهلة القانونية الممنوحة للمترشحين حتى يتسنى للمتخلفين الإلتحاق بالمؤسسة والمشاركة في المسابقات المخصصة لسنة 2010 وهو ما أثر حسبه على العملية التي أصبحت يتخللها في اليومين الآخيرين نوع من الاختلال نتيجة الفوضى التي تسبب فيها المشاركون خوفا من حرمانهم من المشاركة في المسابقة لإنتهاء الآجال . وحسب الأرقام التي كشفت عنها مديرية التربية فقد خصص القطاع لسنة 2010 زهاء427 منصب شغل جديد للأطوار التعليمية الثلاثة أكبر حصة منحتها للطور الإبتدائي بمجموع 238 أستاذ شريطة أن يكون المسجل متحصلا على شهادة ليسانس في النظام القديم أو الجديد في عدة تخصصات من بينها اللغة العربية، التاريخ، علم الاجتماع التربوي، البيولوجيا، الأدب العربي، العلوم الطبيعية، الرياضيات، الفيزياء، الفرنسية والترجمة. أما فيما يخص الطور المتوسط فقد فتحت للموسم الدراسي 2011-2010 ما يعادل 53 منصبا موزعين على 23 أستاذا في مادة اللغة العربية و15 أستاذا في كل من مادتي الرياضيات والتربية البدنية، حيث نال حصة الأسد الإختصاص الأول للنقص الملحوظ في مؤطرين هذه المادة. بالمقابل فقد أحصت الإدارة المعنية 91 منصبا للطور الثانوي أكبر حصة أسندت لمادة اللغة الفرنسية ب 18 أستاذا إلى جانب 15 أستاذا في مادة الأدب العربي الذي اشترطت فيه أن يكون المترشح متحصل على شهادة الماستر أو ماجستير أو شهادة الدراسات العليا في اللغة العربية، إضافة إلى 10 مناصب بالنسبة لكل من أساتذة مادتي العلوم الطبيعية والفيزياء ناهيك عن 15 منصبا في تخصص الإجتماعيات و13 أستاذا في مادة اللغة الإنجليزية و20 منصب في مادة التربية البدنية. هذا عن المناصب المالية لأساتذة الأطوار الثلاثة أما بالنسبة للمساعدين التربويين فقد فتحت هذه المرة 74 منصبا. حيث حددت المستوى التقليص للمسجلين في الثالثة ثانوي بالإضافة إلى مناصب أخرى للنواب المقتصدين الذي اشترطت عليهم أن يكونوا متحصلين على سداسيات في المحاسبة، العلوم الاقتصادية، والتجارية، العلوم المالية، علوم التسيير، العلوم القانونية والإدارية علما أن تاريخ إجراء المسابقة حددت في 2 أكتوبر القادم أما بالنسبة للإمتحانات المتبقية فقد حصرتها في 20 و21 سبتمبر المقبل. والملفت للإنتباه المناصب المالية التي خصصها القطاع للإلتحاق بأساتذة التعليم الثانوي للموسم الدراسي 2011.2010 في الوقت الذي لم يفرج فيه بعد عن قائمة الناجحين في الامتحان السابق لسنة 2009 لأسباب أرجعتها الإدارة إلى التحفظات التي سجلتها مفتشية الوظيف العمومي التي اشترطت بعض الوثائق للإعلان عن الفائزين في هذه المسابقة وبهذا يكون المترشحون في دورة 2009 قد مر عليهم سنة تقريبا دون أن يتمكنوا من معرفة النتائج النهائية.