بمناسبة يوم المجاهد المصادف ل 20 أوت أشرفت السلطات الولائية أمس الجمعة على انطلاق فعاليات الطبعة 26 للمهرجان السنوي حول التراث والشعر الشعبي للمجاهد والشاعر الصوفي سيدي لخضر بن خلوف الموجود مقامه بضواحي مدينة سيدي لخضر التي تحتضن هذا الحدث الثقافي الذي يتميز هذه السنة بأجواء ليالي رمضان حيث تكون الفرصة متاحة لعشاق الطرب الشعبي من متابعة ليالي السمر والسهر بمقام الولي الصالح سيدي لخضر حيث تنظم كل ليلة ابتداء من يوم أمس الجمعة سهرات غنائية في الطرب الشعبي بمشاركة 14 مطربا من مطربي الأغنية الشعبية ومعظم هؤلاء المطربين سيغنون قصائد من أشعار لخضر بن خلوف كما برمجت على مستوى بلدية سيدي لخضر عدة مداخلات ومحاضرات حول سيرة هذا الشاعر الذي ترك وراءه ديوان شعر يضم أكثر من الف قصيدة يمدح فيها سيدنا محمد (رسول الله صلى الله عليه وسلم) كما يصف في الكثير منها وقائع اجتماعية تتعلق بأهله وبمنطقته ووقائع تاريخية عرفتها منطقة مستغانم معركة مزغران التي وقعت في القرن 15 ما بين المسلمين والصلبيين الذين حاولوا مهاجمة مستغانم من مدخل المقطع وقد شارك لخضر بن خلوف في هذه الواقعة بالسيف كمجاهد وبالقلم كشاعر حيث وصف الأحداث وهزيمة الروم في قصيدته الشهيرة بعنوان »قصة مزغران« والتي يقول فيها: »ياسايلني عن اطراد الروم قصة مزغران معلومة« ويعد الشاعر سيدي لخضر بن خلوف الإدريسي المغراوي من الشعراء الذين عرف شعرهم رواجا وشعبية للخاصية التواصلية التي اتسم بها وبخاصة الحاجة الروحية التي يشبع بها محبيه وابناء وطنه البسطاء الذين شغفوا به لما يتضمنه خطابه الشعري من ألوان التوحيد والموعضة والزهد والتصوف والحكمة ولاتزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بملامح هذا الولي الصوفي وتحفظ شعره الذي ظل مدافعا عن كيان وانتماء هذا الشعب للاسلام والعروبة في صورة الشاعر الثائر الرافض وان كانت تظاهرة سيدي لخضر بن خلوف تستقطب في كل طبعة المئات من الزوار والمهتمين بها ومن كل الجنسين وذلك ما تعرفه من إقبال تلك السهرات التي ينشطها مطربو الأغنية الشعبية فذلك لكون قصائد شعر لخضر بن خلوف قد حققت التواصل رغم بساطة كلماتها وبعد الفترة الزمنية التي انتظمت فيها. وتبقى نغمات الطرب الشعبي هي التي تطبع ليالي رمضان الى غاية يوم الأحد 22 أوت موعد السهرة الختامية.