تكبّد هذه الصائفة قطاع تربية الدواجن خسائر بالملايين نتيجة هلاك أعداد كبيرة من الدجاج بفعل ارتفاع درجات الحرارة، سيما في نهاية الأسبوع الفارط أين بلغ المقياس الحراري مستوى عال، تجاوز ال 40 درجة مئوية بوهران والناحية الغربية ككل، وهو العامل الرئيسي الذي ألحق نسبة ضرر كبيرة بمزارع تربية الدواجن بكل من بلديات مسرغين وبوتليليس، وحتى بمنطقة سيڤ المعروفة بهذا النشاط باعتبار تواجد أكبر المموّنين بهذه المادة. في حين أن الأضرار التي خلفتها موجة الحرّ على هذا القطاع، كانت جسيمة من دون وجود تعويض للمربين خاصة أن هذا القطاع غير مضبوط بسياسة تنظيم واضحة ولا يزال يعرف نقائص عديدة من حيث الوسائل والإمكانيات ولا حتى في تنظيم عملية التسويق، لضمان الوفرة عدا التقنيات المستحدثة في تخزين المنتوج المجمّد من هذه اللحوم البيضاء، والتي دخلت عامها الثاني على التوالي بهدف كسر الأسعار المرتفعة التي أضحت تشهدها هذه المادة في شهر رمضان، وما زاد الطين بلّة هو ضياع نسبة معتبرة من الكتاكيت حيث أن الأضرار التي خلفتها موجة الحرّ على هذا القطاع لم يسبق لها وأن بلغت هذا المستوى من الخسائر خاصة وأنه حسب أحد المربين لا يملكون الوسائل العصرية للحفاظ على ثروتهم الحيوانية من التغيرات المناخية لأن الغالبية منهم يتخذون أماكن لتربية الدواجن لا تعدو أن تكون مشكلة من مزرعة ضيّقة محاطة بأسقف من الزّنك لأنها لا تحتوي على مكيفات وهذا الوضع أدى بشكل كبير إلى تراجع الإنتاج وهبوط نسبة إقبال الطيور على التغذية، حيث اشتكى المربون بمنطقة مسرغين من كساد أغذية الدجاج رغم أسعارها المرتفعة، علما أن تربية الدواجن تحمّل تكاليف باهضة بحكم أن هذا القطاع يحتاج إلى عناية خاصة لقلة تحمّله لدرجات الحرارة المرتفعة وهو يعتبر من القطاعات الحيوية بما أن كميات الطلب عليه متزايدة في الغالب وأن معدلات الطلب في رمضان تقفز إلى الضعف، وتتجاوز 4000 طن من احتياجات المستهلك في هذه المناسبة. ومع تعدد حلقات البيع فإن الدجاج يصل إلى المستهلك بسعر مرتفع في ظل غياب تفعيل الأسواق المركزية والشعبية هذا العام، وعدم اقتصارها على فترة محددة لأثرها الإيجابي على الأسعار حيث أن المنافسة تقطع الحواجز عن أصحاب القصابات. وحسب مصادر مطلعة فإنه لا توجد دراسة مسحية تبين حجم الضرر الذي تخلفه موجة الحرّ على كافة مزارع تربية الدواجن خاصة وأن العديد من المربين يتوقفون عن النشاط مؤقتا في هذه الفترة الحالية، ريثما يحين الوقت المناسب لاستئناف نشاطهم وقد طالب المربون تعويضات عن الخسائر في الإجتماع الأخير الذي نظم بمديرية التجارة لأن الهلاك أصاب العديد من الدواجن الأمر الذي أدى إلى اختلال في الكمية وأن ما يحكم الأسعار هو العرض والطلب. هذا وقد بلغ سعر الكيلوغرام ما بين 330 و350 دج في الأيام الأخيرة، في حين تراوح سعر الديك الرومي ما بين 390 و400 دج. ويذكر أحد المربين أن الدواجن تعتبر من الطيور الحساسة لارتفاع درجة الحرارة، لذا فإن فصل الصيف له تأثيرات سلبية على صحة هذه الكائنات حيث أن الحرارة الزائدة تؤدي إلى الخمول والكسل، إذ أن الدجاج في هذه الفترة لا يقوم بالحركة، ويقل تناوله للأعلاف وهو ما يعرضه للهلاك، وفي بعض الأحيان تبيض الدجاجة بيضا صغير الحجم. وحسب المنسق الولائي للإتحاد العام للتجار بوهران أن عاملا آخر أدى إلى ارتفاع سعر هذه المادة الحيوية التي أصبحت متنفسا للكثير من العائلات في شهر الصيام، يتمثل في ضياع العديد من الكتاكيت التي لا يتطور نموها بسرعة، مما يقلل نسبة الإستثمار في هذا القطاع، فضلا على غياب الهياكل وعجز في المحاضن المعصرنة، وكذا غرف التكييف التي تحافظ على الإنتاج مما أدى هذه الصائفة إلى تراجع النشاط بنسبة 60٪ عبر مختلف المزارع المنتشرة بوهران ناهيك عن توقف المربين عن ممارسة هذه المهنة من أصل 40 مربّيا بالوردية، الأمر الذي جعل بعض أصحاب القصابات يميل إلى اقتناء كميات محدودة من هذه المادة في هذا الشهر رغم زيادة الطلب يوميا من قبل الزبائن، إذ أكد لنا أمس صاحب قصابة بالمدينة الجديدة على أنه يقتني حاليا 40 كلغ يوميا، بسعر 290 دج لدى الوسطاء، وهي كمية ضئيلة لا تصل نصف الحصة العادية، والمقدرة بقنطار ونصف يتم تسويقها يوميا، غير أن ارتفاع ثمن هذه اللحوم لدى تجار الجملة حال دون شراء الكميات المطلوبة بالسوق، ورغم ذلك لا يتجاوز هامش الربع ال 20 دج، ضف إلى ذلك يعاني التجار من المنافسة الشرسة التي يفرضها الباعة المتجولون وانتشار ظاهرة الذبح غير الشرعي.