من المتوقع أن تواصل أسعار الدجاج والبيض الارتفاع في الأيام القليلة المقبلة وخلال شهر رمضان المعظم ليصل الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى حدود ال400 دينار للكيلوغرام وأكثر وحبة البيض إلى أزيد من 12 دينارا وسيضطر المستهلك إما إلى العزوف عن شراء هذه المادة المطلوبة في مثل هذه المناسبات أواقتنائها وهو مغمض العينين أمام سعرها خاصة وأسعار اللحوم الحمراء ليست هي الأخرى في المتناول. ويرجع المراقبون هذا الارتفاع إلى موجة الحر التي اجتاحت البلاد والتي تسببت في تسجيل سلسلة من الحرائق أتت على آلاف الهكتارات من المساحات الغابية والمحاصيل الزراعية عبر الوطن بداية من شهر جوان الماضي. ولم تستثن هذه الحرائق قطاع تربية الدواجن الذي كبدته خسائر قدرت بمئات الملايين خاصة وأن هذه الأخيرة زادت من معاناة لازمتهم طيلة سنوات والتي أجبرت العشرات من هؤلاء المنتجين على التخلي عن نشاطهم بصفة نهائية، بينما قلص البعض الآخر من حجم الإنتاج ليصبح يعمل ب20 إلى 30 بالمائة من قدراته الحقيقية. وحسب مصادر فلاحية عبر بعض الولايات التي شملتها الحرائق والمعروفة بإنتاج الدواجن، فإن موجة الحر الشديد وتوقف المعدات المستخدمة في تربية الدواجن، نتيجة انقطاع الكهرباء التي عرفتها العديد من الولايات والتي تزامنت مع المرحلة الحالية التي تقل فيها تربية الدجاج بالنظر إلى الظروف المناخية، زادت الأمر سوءا، مما أدى إلى بلوغ أسعار اللحوم البيضاء درجات قياسية خلال هذه الأيام، وصلت إلى ما يفوق 300 دج للكيلوغرام. ويؤكد المربون من جهة أخرى أن ترشيح أسعار هذه المادة الواسعة الاستهلاك لدى العائلات الجزائرية خاصة في المناسبات الدينية للارتفاع يرجع إلى أسباب أخرى بالإضافة إلى موجة الحر والحرائق منها اقتناء العديد من مربي الدواجن مؤخرا أجهزة تكييف حديثة تمكنهم من الاحتفاظ بنسبة كبيرة من دواجنهم وعدم اللجوء إلى ذبحها كما جرت العادة في كل موسم صيف تخوفا من هلاكها بسبب الحر. وتعد كل من بجاية والأخضرية من المناطق التي تضررت بها كثيرا تربية الدواجن، على اعتبار أن معظم المداجن متواجدة بالمناطق الغابية، التي شهدت هذه الصائفة سلسلة من الحرائق أتت على الأخضر واليابس. وحسب مدير الغرفة الوطنية للتجارة السيد ولد الحسين، فإن الحصيلة النهائية لخسائر قطاع تربية الدواجن لم تضبط بعد إلا أنها كانت معتبرة. وكان قطاع تربية الدواجن عرف مؤخرا بوادر الخروج من الأزمة التي كان والتي تميزت بمشاكل عدة عرقلت نشاط المربين وأدت إلى تسجيل خسارة معتبرة في كل سنة وذلك بعد شروع هؤلاء في حوار مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، هذه الأخيرة التي دعت بدورها المعنيين من المربين إلى التنظيم فيما بينهم ثم طرح انشغالاتهم أمام الوصاية وهو ما حدث مؤخرا بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الخاص بتربية الدواجن. وقد قدرت الخسائر المسجلة لدى هذا القطاع ب13.4 مليار دينار بين اللحوم البيضاء والبيض، في حين يضمن هؤلاء المنتجين أزيد من 200 مليار دجاجة سنويا. أما فيما يخص الغذاء الموجه للدواجن فيقدر ب2.5 مليون طن أي ما يسمح بإنتاج 330 ألف طن من اللحوم البيضاء و5 ملايير بيضة، علما أن معدل الاستهلاك الفردي يقدر ب10 كيلوغرام من الدجاج و150 بيضة سنويا. من جهة أخرى، يشير ممثلو منتجي اللحوم البيضاء الذين يطالبون الحكومة بمسح الضرائب والرسوم على المنتجين لتمكينهم من التنفس وتجاوز الأزمة إلى أن المشاكل التي يمر بها القطاع تهدد 50 ألف منصب شغل بين مباشر وغير مباشر.