عُرف الفنان صادق جمعاوي من خلال فرقة "البحارة" التي كانت يترأسها حيث كانت هذه الأخيرة من أبرز الفرق التي غنت للفريق الوطني من خلال طرحها لأغاني تمجد إنجازاته في مختلف المنافسات الرياضية وغيرها من الفرق الوطنية التي ذاع صيتها خلال الثمانينيات، فكان إسم "جمعاوي صادق" مرتبط بالفريق حيث غنى له في مونديال 1982 أغنية "جيبوها يا لولاد" بإسبانيا، وأيضا في كأس العالم لسنة 1986 بالمكسيك، وكأس إفريقيا سنة 1990 التي إحتضنتها الجزائر ليخرج بعدها مع فرقة "البحارة" شريط جديد خصيصا لتشجيع المنتخب الوطني الذي كان بحاجة لذلك كي يتحقق حلم الجزائريين آنذاك، وقد عرف هذا الشريط نجاحا كبيرا في تلك الفترة كونه جاء خصيصا لبعث الحماس في قلوب المناصرين الذين كانوا يحلمون بأن تتوج الجزائر بالكأس الإفريقية. الأمر الذي حفز فرقة "البحارة" على تقديم المزيد من الأغاني الرياضية المشجعة حيث غنت لفرق وطنية مختلفة في مناسبات عديدة أهمها الإحتفال بعيد المولودية 70 سنة 1990، وأيضا المناسبة الخاصة بتتويج شبيبة القبائل بالتاج الإفريقي سنة 1991 ولفرق جزائرية أخرى كنصر حسين داي، شباب بلوزداد، إتحاد الحراش وإتحاد العاصمة وكذا وفاق سطيف، مولودية باتنة وترجي ڤالمة، أما على الصعيد المغاربي فقد غنى جمعاوي للرجاء البيضاوي على كأس إفريقيا للأندية سنة 1989 وكذا المنتخب السعودي ولأن الحركة الرياضية لم تهدأ بعد بل زادت فعاليتها تزامنا مع كأس العالم الذي تمكنت الجزائر من التأهل إليه بفضل فريق قوي يرأسه الشيخ رابح سعدان، فإن الأغنية الرياضية وجدت مكانها من جديد وتألقت أكثر مما كانت عليه مما طرح العديد من التساؤلات حول مستقبلها ومصيرها بعد المونديال، ولمذا اتجه إليها معظم الفنانين الجزائريين بعد غياب دام سنين كل هذه الأسئلة دفعتها للإتصال بعميد الأغنية الرياضية صادق جمعاوي عله يعطينا أجوبة مقنعة تمكنا من إزالة الظلام على بعض النقاط المبهمة، وجميع التفاصيل نعرضها لكم من خلال هذا الحوار. * الجمهورية: كيف تقيم واقع الأغنية الرياضية بالجزائر؟ ص. جمعاوي: لقد أصبحت الأغنية الرياضية ظاهرة منتشرة بكثرة في المجتمع الجزائري، حيث انطلقت حدتها مباشرة بعد تأهل الفريق الوطني لكأس إفريقيا ومجموعة الإنتصارات التي حققها الخضر على خصومهم خصوصا مصر، وعليه يمكن القول أن الأغنية الرياضية أصبحت " موضة العصر" وهو أمر مفرح كونها تدخل البهجة بقلوب الجزائريين وتنشر الحماس وسط الأنصار، الذين صاروا يقبلون بكثرة على هذا النوع من الأغاني التشجيعية ومازاد من جمالية الأغنية الرياضية، هو تكلمها عن الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن الجزائر والعلم الوطني الذي يعتبر رمز العزة والكرامة، وكل هذه الدلالات كان قد نساها الجمهور وحتى الفنانين الذين كانوا يغنون للمرأة والهجرة وغيرها، وقد حان الوقت لابراز حبّهم للوطن من خلال الأغنية الرياضية التي تألقت في سماء الجزائر وصارت الملاذ الوحيد لشبابنا اليوم، كما أنها وحدت الجزائريين وجعلتهم يهتفون بجملة واحدة هي "وان تو ثري... فيفا لالجيري" وأنا كفنان جزائري على غرار باقي المطربين الذين اختفوا عن الساحة والآخرين الذين مازالوا ينشطون بكثرة، أشجع الأغنية الرياضية لما تحمله من رسائل وطنية واعتزازية وأنا مع الجزائر قلبا وعقلا وخاصة مع الفريق الوطني الذي سيمثل بلادنا في المونديال ويلمع في جنوب افريقيا بكل تأكيد، وأشيرهنا أن " الحاج مريزق" هو الأول الذي غنى للرياضة وقدم أغاني جميلة وحماسية دون أن أنسى أيضا الفنانة الراحلة نورة، وسلوى وحتى دحمان الحراشي والمرحوم رحمة بوعلام الذي غنى "البالون بالونا" إضافة إلى هواري بن شنات والشاب خالد. أما فيما يخص بداياتي في مجال الأغنية الرياضية فقد جاءتني الفكرة عندما كنت صغيرا أين حضرت مباراة الجزائر مع تونس في كرة القدم سنة 1968 وللأسف فقد انهزم الفريق الوطني أمام هذا البلد الشقيق، ليبدأ المناصرون في الشتم والسّب، وهنا جاءتني فكرة تقديم أغنية رياضية تشجيعية تحمل تعبيرات حماسية محترمة تمكن المناصرين من تأديتها بالملاعب عوض الألفاظ البذيئة التي يقولونها بالمدرجات، وبالفعل فقد كانت هذه الفكرة مفيدة جدا واستطعت ملء رصيد فني خاص بي والحمد للّه، فقد أثريت المكتبة الفنية بهذه الأعمال وغنيت لجميع الفرق الرياضية الجزائرية وحتى التونسية والمغربية وأيضا الإمارات العربية المتحدة، وعليه فأنا أغني للرياضة بشكل عام وليس فقط للجزائر، علما أنني أحب الرياضة منذ صغري، فقد كنت عداء وشاركت في ثلاث بطولات لكن رغم هذا فكرة القدم تبقى هي المفضلة لدي دون منازع . * الجمهورية: اشتهرت كثيرا بأغنية "جيبوها يالولاد"، كيف جاءتك فكرة إعادة تصويرها؟ ص. جمعاوي: في الحقيقة هذه الأغنية الرياضية عرفت نجاحا كبيرا خلال الثمانينات وكانت على لسان جميع المناصرين بالمدرجات، وفي البداية لن تصدقوا إذا قلت لكم أن فكرة إعادة تصويرها لم تعجبني كثيرا، ولم أتحمس لها لكن هناك بعض الأشخاص أكدوا لي أنه سيكون عملا ناجحا، وسيعطي الصدى القوي والكبير وسط العائلات الجزائرية، خصوصا أنه سيتم إعادتها بتوزيع جديد، وبالفعل فقد صوّرت الأغنية وحققت نجاحا جيدا لم أكن أتوقعه في بداية الأمر فالمهم بالنسبة لي أنني حافظت على النسخة الأصلية والجوهر الحقيقي للأغنية وحاولت إدخال تعديلات موسيقية بسيطة تتماشى مع المقاييس الحديثة لأنه في القديم عندما تؤدي أغنية رياضية لا تظهر في الكليب بل يكتفي المخرج بإظهار صور رياضية للفرق الجزائرية في الملعب والتسديدات الجميلة التي قام لها اللاعبون خلال المباريات، أما الآن فإن فرصة الظهور على الشاشة والغناء أمام الجمهور، أصبحت متوفرة وهو ما سمح لي بالتعريف للجمهور أنني صاحب أغنية "جيبوها يا لولاد". أما فيما يخص فكرة الكليب التي عرفت مشاركة نخبة كبيرة من الفنانين الجزائريين والممثلين، هو ماميّزت الأغنية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الجوّ العائلي الذي يعيشه هؤلاء الفنانين الذين يناصرون الفريق الوطني ويتحدون لتشجيعه بمختلف الطبوع والألوان وهذا يعطي صورة جيدة عن الفن الجزائري. * الجمهورية: أثير الكثير من الجدل حول استمرارية الأغنية الرياضية !! فهل ترى أن نجاحها مؤقت أم سيتواصل بعد المونديال؟ ص. جمعاوي: نعم هذا صحيح، فالنجاح الذي تشهده الأغنية الرياضية مؤقت، لأن هذه الأخيرة انتشرت بفضل النجاح الذي حققه الفريق الوطني والمشوار الرياضي الرائع الذي عرفه في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن هذا اللون الغنائي سيزول مباشرة بعد كأس العالم، والسبب في ذلك بالدرجة الأولى هو أن الفنانين اليوم أصبحوا لايؤدون أغنية رياضية كلاسيكية أي بدون ذكر أسماء اللاعبين ومدربهم أو حتى إسم الفريق الذي يشجعونه حتى تبقى هذه الأغنية راسخة ودائمة دون أن يقضوا على ماهيتها، وهذا عكس ما نشهده اليوم فهناك من يغني على مولودية وهران وآخر على اتحاد سطيف وغيرها من الفرق الرياضية الجزائرية لتصبح هذه الأغاني موسمية وتسمع لدى فوز الفريق فقط. وعليه يجب أن سيكون الفنان ذكيا في تقديم أغانيه من خلال تركيزه على رسالة معينة مثل تشجيع الرياضة الجزائرية بصفة عامة والإشادة بألوان العلم الوطني مع تأديته لعبارات حماسية تشجع كرة القدم والمواهب الجزائرية بشكل عام وعلى هؤلاء الفنانين أن لا ينسوا أن الموجة الرياضية التي تعرفها الجزائر هي البوابة الوحيدة التي سمحت بنجاحهم وتألقهم ولا يمكن إعتبارها المقياس النهائي للنجاح في المشوار الفني لتبقى الأغنية الكلاسيكية أفضل حل لإستمراريتهم في هذا المجال. * الجمهورية: ما سبب غياب الصادق جمعاوي عن شاشة التلفزيون؟ ص.جمعاوي: بالفعل أنا غائب ولكن صدقوني فهذا ليس بيدي فالحصص الفنية التي يعرضها التلفزيون الجزائري لا تبدي أي تعاون مع الفنانين الحقيقيين ولا أخص نفسي فقط بل هناك فنانون من الجيل الذهبي لا تتم دعوتهم بتاتا في مختلف البرامج، وصدقوني إذا قلت أنني لا أرغب في الظهور في ظروف مثل هذه، فأنا لا أريد أن أظهر في برنامج مع مغني هاوي يؤدي أغنية ذات مستوى رديء وكلمات لا تسمع أمام العائلة الجزائرية وهذا بالفعل أمر مؤسف، فشخصيتي كفنان تمنعني من تجاهل هذا الأمر لأنني أقدر الفن الراقي والمحترم، وطيلة مشواري لم أعرف إنتقادات في هذا الصدد بل بالعكس أعطي إهتماما كبيرا للكلمة الراقية واللحن الموزون وأغني في جميع المجالات التي تتناول مواضيع مختلفة إجتماعية وإنسانية، فمؤخرا تناولت عددا معينا من الظواهر التي مست المجتمع الجزائري مثل المخدرات والبيئة وتكلمت عن حقوق الطفل والمرأة التي أقدرها كثيرا وأسعد بالغناء لها لأنها ركيزة المجتمع والأمل الكبير الذي تبنى عليه العائلة وكل هذه العوامل تقريبا كانت سببا في غيابي عن شاشة التلفزيون وأعد عشاقي أنني سأظهر بأعمال جديدة مشرفة أرجو أن تنال إعجابهم واستحسانهم. * الجمهورية: هل ترى أن هناك إختلاف في آداء الأغنية الرياضية الحالية وتلك التي قدمت خلال الثمانينات؟ ص.جمعاوي: نعم يوجد إختلاف كبير خصوصا من ناحية الإيقاع وطريقة التوزيع الموسيقي، حيث أصبحت الأغنية الرياضية اليوم تعتمد بشكل كبير على الإيقاع الذي سيطر تماما على الكلمات، فقد أصبح الفنان لا يأبه كثيرا لنوعية الكلام المقدم بالأغنية بل يركز على اللحن والريتم الخفيف الذي يمكن لأي شخص ترديده خصوصا المناصرين بالمدرجات، ولا يشترط هذا النوع من الأغاني العبارات الموزونة المؤثرة بل فقط كلمات تشجيعية حماسية تغني وفق موسيقي ريتيمة معينة، لكن في نفس الوقت هناك نقطة إيجابية في آداء الأغنية الرياضية المعاصرة وهي الكليبات التي ساعدت الكثير من الفنانين والفرق على البروز والتألق، حيث استغل معظم هذا الحدث الكروي لصنع إسم فني خاص بهم وبالفعل نجحوا في ذلك فخلال الثمانينات لم يكن بإستطاعتنا الظهور في الكليب حيث يجهل الجمهور من هو مؤدي هذه الأغنية الرياضية؟ وكيف هو شكله؟، لكن الأمر إختلف الآن فقد أصبح للجمهور فرصة التعرف على هذه الفرق التي سطع نجمها بسرعة وحققت نجاحات كبيرة لم تشهدها من قبل. ومن جهة أخرى فإن بعض الفنانين لم ينجحوا في مشوارهم كما تأمّلوه ليجدوا في الأغنية الرياضية فرصة لا تعوض لفرض أنفسهم في الساحة، وأنا هنا لا أقصد الجميع فهناك فنانين آخرين هم في غنى عن هذه الشهرة وأدوا الأعنية الرياضية بنية صادقة وحب كبير للجزائر والفريق الوطني رغبة منهم في مناصرته ضمن فعاليات كأس العالم وتشجيعه في مهمته الصعبة التي يترقب نتائجها جمهور عريض داخل وخارج الوطن. ورغم هذا فيمكنني القول أنه يحق لكل فنان الغناء لبلاده وفريقه الوطني مهما كانت النوايا والأهداف وبعيدا عن المستوى الفني والإمكانيات في الصوت والآداء، فكل ما يهم هو الوقوف مع الخضر وتشجيعهم سواء من خلال الأغنية الرياضية أو عن طريق وسيلة فنية أخرى ومجال الفن واسع جدا ويفتح أبوابه لكل الناس للتعبير عن فرحتهم وتفاعلهم مع أفراح الجزائر. * الجمهورية: كيف تقيم واقع الفن الجزائري اليوم بحكم أن لك خبرة واسعة في هذا المجال؟ ص. جمعاوي: أما متخوف جدا من مستقبل الفن بالجزائر الذي صار مرهونا ببعض الأشخاص والأسماء التي لا تمت بأية صلة لهذا المجال، فباخرة الفن مهددة بالغرق في أي لحظة بسبب الفوضى العارمة التي يشهدها خلال السنوات الأخيرة بعد أن غاب الطرب الأصيل والكلمة الصادقة وكذا اللحن الموزون مما جعل الجمهور يضيع في هذه المتاهة ويحاول بكل جهد التعرف على الفنان الحقيقي والآخر المزيف لكنه لا يتمكن من ذلك فحبذا لو كان هناك سبر للآراء تقوم به الجهات المختصة لنعرف نحن كفنانين كيف يفكر الجمهور؟ وكيف ومدى تفاعله مع هذه الوضعية المزرية والفوضى العارمة التي يعيشها الفن بالجزائر؟. وتعتبر عملية سبر الآراء خطوة هامة بالنسبة لي شخصيا حتى يتبين من الذي يحبّه الجمهور ومن لا يستمع إليه وحتى لا يغتّر عشاق الفن فمن حقه معرفة الفنان الحقيقي من المزيف، علما أن ذوق الجمهور يختلف من منطقة لأخرى والطابع الذي يؤديه الفنان ليس بمقياس حقيقي لنجاحه فالمهم هو توفر الصوت والآداء الجيد، فمن غير المعقول أن نضع أي فنان يغني الطرب الأصيل والأغنية المرزونة المحترمة في نفس الكفة التي يغني فيها آخر عن أمور غير محتشمة تخل بكرامة الأسرة الجزائرية ويغني في أماكن غير مشرفة وهذه نقطة سلبية تحسب على عاتق الفن الجزائري بصفة عامة، فإذا غنى شخص عن المرأة والحب فهذا ليس عيبا أو حراما بل ما يطلب منه هو تأدية أغنية تقدر المرأة وتعطيها قيمتها الحقيقية وليس بكلام لا يقبله العقل، وهذا ما يجعلني أؤكد أن الثقافة في بلادنا أصبحت أكلا وغذاء يوميا، كل من جاء يرغب في تذوقه دون أن يأبه لصلاحيته، لكن لا يجب أكل أي وجبة فالغذاء الرديء والفاسد يضرّ بالصحة ويدفع الى الهلاك والإنتهاء وذلك تماما مثله مثل الفن. فأين العملاق بلاوي الهواري الذي كان خالدا في الأغنية الوهرانية العريقة ولازال كذلك لحد الساعة؟ ، بعد أن حافظ على إسمه ولونه الفني وأيضا الشيخ الخالدي وبن زرڤة وغيرهم وتبقى القائمة طويلة تستحق الثناء والتقدير، وهذا هو الفن الأصيل والمستوى الراقي في أداء الأغنية الجزائرية، فلقب الحصول على عملاق ليس بالأمر السهل ويتطلب من الفنان الرصيد الثري والإحترافية الواسعة في الآداء والطرب، وليس كل من هبّ ودبّ يسمي نفسه عملاقا أو كما يقال في مجتمعنا اليوم "أمير الأغنية القبائلية أو "الشاوية" وحتى "الرايوية" وألقاب أخرى أثارت في نفسي الإستياء والغضب، فالفنان الحقيقي لا يأبه بهذه الألقاب بل نجاحه الحقيقي عندما يظهر على الشاشة وينظر في عدسات الكاميرا يكون فخورا بنفسه وبما قدمه من أعمال فنية حاملا في قلبه رسالة حب لبلده وجمهوره وأي أخطاء في التعبير أو الآداء يعتبر غلطة جسيمة يمكن أن تكلفه شهرته وإسمه. وعليه فأنا آمل حقا أن يعرف الفن مستقبلا جميلا وواقعا آخر غير هذا الواقع المزري وتتمكن الباخرة من الوصول بسلام حتى تبقى رائدة في عالم الجمال والإبداع تماما مثل السنوات الخوالي عندما كان للأغنية الجزائرية الشأن الكبير والمكانة الهامة لازالت آثارها باقية لحد الساعة بعد أن وجدت لنفسها مكانة راقية في الذاكرة الفنية الجزائرية التي تعتز بمشايخها ومطربيها الحقيقيين الذين تركوا وراءهم رصيدا فنيا خالدا لن يمحى مهما مرت السنين وتوالت. وصدقوني فأنا متأثر جدا لما يحدث في هذا الوسط وآمل من كل قلبي أن يسترجع الفن مكانته ويزدان بأصوات متمكنة وذات إحترافية عالية تغلبها الموهبة والآداء الصحيح. *الجمهورية: قبل أن نختم معك هذا الحوار الشيق، ماهو الجديد الذي يحضره صادق جمعاوي لجمهوره؟ ص.جمعاوي: في الحقيقة أصدرت مؤخرا ألبوما جديدا من إنتاج وزارة الشبيبة والرياضة ويضم هذا الألبوم 4 أغنيات كلها من كلماتي وتلحيني وتوزيع خاص لفؤاد ومان أهمها "الرياضة تربية"، "الجزائر أمنا"وأغنية" معاكم" حيث أصدرت هذا الألبوم لتناول ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية وتوعية الأنصار بضرورة التعقل والتمتع بالروح الرياضية العالية حتى يعطوا صورة جيدة عن الشعب الجزائري، ويتقبلوا نتيجة مشاركات الفريق الوطني مهما كانت. وقد جاءتني فكرة هذا الألبوم كما ذكرت سابقا بسبب ظاهرة العنف التي برزت بوادرها خلال الثمانينات ،واستفحلت أكثر في السنوات الأخيرة، وعليه حاولت أن أوصل رسالة إنسانية للمناصرين بضرورة الإبتعاد عن العنف وكل ما يعطي صورة سيئة عن عقلية المواطن الجزائري علما أنني سأوزع حوالي 25 ألف نسخة على دور الشباب ولجان الأنصار مجانا لتفعيل هذه الرسالة وإعطائها مصداقية أكثر، كما قمت بتصويره على طريقة الفيديو كليب ومطلع الأغنية يقول" غنوا عنوا ماتسكتوش". وإضافة الى هذا الألبوم فأنا أحضر لطرح وتصوير أغنية "محكمة الغرام" التي اعتمدت فيه على تقنيات عالية جدا وأسلوب راق في الآداء، حيث كلمات الأغنية يعودلي شخصيا وحتى التلحين قمت به أما التوزيع دائما لفؤاد ومان ويقول مطلع هذه الأغنية "ياقاضي الحب يا سادات المستشارين عاشق متعذب والحب عليا تغلب" وقد حاولت إعطاء هذه الأغنية صبغة عربية للخروج من الروتين وتقديم شيء جديد، وليس هذا فحسب بل هناك أيضا أغاني أخرى ذات مواضيع مختلفة حول "الفنان" والفتاة التي تحلم بالزواج وغيرها من المواضيع. ولأن المرأة هي العامل المحرك للمجتمع فأنا أعتز كثيرا بالغناء لها حيث خصصت هذه المرة ألبوما جديدا حول حواء باللغة الأجنبية يضم 12 أغنية أطرح من خلالها مشاكل المرأة ومعاناتها وكذا أفراحها وأحلامها وهذا الألبوم كعربون محبة للأم والأخت والزوجة. * الجمهورية: ماهي توقعاتك حول الفريق الوطني الجزائري في مباريات كأس العالم؟ -ص.جمعاوي: في البداية إسمحوا لي أن أؤكد أن نصرة الجمهور الجزائري هو فور تأهل فريقه للمونديال وأنا في رأيي مهمته إنتهت وأدى ما عليه للوصول الى كأس العالم وتشريف الجزائر خصوصا أننا كنا غائبين عن هذه التظاهرة لمدة 24 سنة، وعودتنا من جديد هو إنتصار بحد ذاته، لذلك فالجمهور مطالب بتشجيع "الخضر" مهما كانت النتيجة ولا يأخذ موقفا سلبيا من آدائه بل بالعكس يدعمه بكل حب ويتقبل ما يقدمهع وسط الملعب لأنه في الحقيقة الفريق الوطني يعاني من ضغط كبير وحتى المدرب الشيح سعدان يعيش نفس القلق لأن الجمهور العريض يضع ثقته به ويأمل الكثير من خلاله، وأنا على ثقة خاصة أن فريقنا سيكون في المستوى ويقدم مباريات في القمة، فالمهم ليس الإنتصار بل الآداء الجيد في الملعب وإظهار الكفاءة البدنية للاعبين، فحظ سعيد لهم ونحن معهم قلبا وعقلا مهما كانت النتيجة. * الجمهورية: كلمة أخيرة؟ ص.جمعاوي: في البداية أشكر جريدة "الجمهورية" على الإتصال بي وتخصيص هذا الفضاء لي شخصيا وهو شرف كبير لي وأعتز كثيرا بالتحدث إليكم لأنه لم يسبق لي أن تواجدت بوهران في إطار عمل، رغم أنني غنيت وأحييت حفلات الولايات إلا وهران على أمل أن يحدث ذلك يوما ما. كما آمل أن تعرف الأغنية الرياضية مزيدا من التألق والنجاح وتزدهر بإزدهار فريقنا الوطني والرياضة الجزائرية بصفة عامة وإن شاء اللّه تفوز "الخضرة" في مباراتها الأولى وترفع راس الجزائريين "1،2،3 فيفا لا لجيري".