الكرة رياضة وثقافة، وأيضا الرياضة هي ملهمة للشعراء والمبدعين، حيث أصبحت فنا قائما بذاته يطلق عليه الفن الرياضي، أوالأغاني الرياضية المتحمسة، وأصبحت الأغاني الرياضية تتمتع بشعبية كبيرة وأصبح لكل فريق أهازيجه الشعبية التي يرددها الأنصار. الكرة الجزائرية نغمة تاريخية فريدة من نوعها أبدعت فنياتها الجماهير وابتكر كلماتها شعراء أحبوا هذه اللعبة وسجلوها في ألبوماتهم فاحتضنتهم الجماهير وجعلتهم من أشهر نجومها. الكرة الجزائرية دخلت السجل الفني مع مشاهير المطربين من أمثال المطرب الكبير الحاج رابح درياسة الذي عشق الكرة وغنى لها وجعل منها لعبة فنية تهدف إلى الأخلاق السامية النبيلة في بعدها الوطني والإنساني، ودعا رابح درياسة في أغانيه الرياضية المشهورة إلى الافتخار بهذا الوطن الذي يربط بين أبنائه اللحمة وتنسجهم من خيوط واحدة وهي خيوط العلم الجزائري بكل أبعاده الرامزة حينما تصبح الكلمة، كلمة وطن النقطة التي تدور حولها كل فصول السنة والتاريخ . المطرب رابح درياسة دخل الملعب من باب الوطنية، ومن أجمل أغانيه تلك التي سجلت ملحمة خايخون باسبانيا والتي تجاوبت معها الجماهير الشعبية وجعلت منها نشيدا وطنيا كرويا " كأس العالم ...يافريق كل الجماهير معاك" فتحولت هذه الأغنية إلى لوحة جميلة لراقصة إسبانية ترقص على أنغام جزائرية، هذه هي الرياضة التي هي فن وجمال ومتعة وترفيه. إذا كان رابح درياسة جمع الوطن في باقته الغنائية الرياضية، فإن المطرب الصادق جمعاوي وفرقة البحارة تفقدوا دفتر التاريخ الجزائري الحافل إبان ثورة نوفمبر الخالدة وجعلوا منه متكأ لاشعال من خلاله جذوة الحماس في ذكر أبطال خالدين جابوا أنحاء العالم من أجل التعريف بالقضية الجزائرية إبان ثورة التحرير وانسحابهم من النوادي الفرنسية التي كانوا يلعبون لها ليشكلوا فريقا ثوريا تحرريا يحرر طاقاته وابتكاراته من الابتزاز الاستعماري ويعطيها صورتها الحقيقية الخالصة بأنها جزائرية الأداء والفكرة والروح. الصادق جمعاوي أعاد للجمهور الرياضي الجزائري توهجه وتميزه بالكلمة العذبة الصادقة المتحمسة المتقدة بمحبة الوطن وباستعراض أمجاد أبطاله وأشباله، ومن منا لا يتذكر تلك الأغنية الجميلة التي ما زالت تشكل ملحمة كروية تاريخية رياضية ثقافية "جبوها يا لولاد" هذه النغمات الحية حولت كرة قدم إلى تاريخ وانجازات رجال أحبوا وطنهم ورفعوا رايته عالية خفاقة في المحافل الدولية في وقت كان العدو يريد بكل وسائله الإعلامية إنكار جزائرية الجزائر، فريق جبهة التحرير الذي أورث المشعل إلى أجيال الاستقلال وجعل من الجزائر ومن الراية الوطنية أمانة لا ينبغي أن تنكس، بل ينبغي أن تبقى عالية لأنها نسيج وطن وتضحيات هذه هي الرسالة النغمية التي أراد الصادق جمعاوي وفرقة البحارة إيصالها إلى الجماهير الشعبية، فالكرة الجزائرية مسيرة تاريخ ونغمة وراية ووطن.