تعيش مختلف أطياف المجتمع الجزائري لحظات الترقب والانتظار بعد إنطلاق أكبر موعد كروي عالمي وأول حدث رياضي هام في هذه السنة وتتوجه أنظار الجزائريين الى جنوب القارة العجوز والى حيث لا يبعد موعد المقابلة الأولى للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم لكرة القدم إلا ببضع ساعات قليلة. ليبدأ العد الحقيقي ولتدخل مختلف المنتخبات المشاركة الأخرى الى حلبة المنافسة ومحاولة كل منها الظهور بوجه مشرف وتحقيق نتائج إيجابية لا حديث في المقاهي والأسواق في الشوارع وأماكن العمل وحتى العيادة إلا عن المونديال وعن الساحرة كرة القدم وعن الخضر الجمهور تنقلت عبر مختلف أنحاء الباهية وهران لترصد لكم آراء وإنطباعات مواطنيها وتصف لكم مظاهر الإحتفالات بقدوم المونديال ولحظات ترقب مقابلة الخضر. * أعلام عملاقة وباعة على الأرصفة عادت صور الأعلام والرايات الوطنية العملاقة تزين مختلف العمارات والبنايات وطغت الألوان الخضراء والبيضاء والحمراء على واجهات المحلات والدكاكين وإزدهرت من جديد تجارة بيع الملابس الرياضية ولواحقها من "تي شرتات" وقلادات وسراويل قصيرة بالألوان الوطنية وقمصان تحمل أسماء محاربي الصحراء وبأحجام ومقاسات مختلفة وبأسعار متغيرة من 200 دج الى 1500 دج كل حسب نوعيته كما أخبرنا هواري شاب بطال وجدناه يبيع على الرصيف بحي مرفال تجارة رابحة وإقبال كبير وكل الأمنيات كما قال بتحقيق الخضر لنتائج جيدة حتى تبقى نشوة الإنتصارات ومعها الإقبال على شراء وإقتناء المزيد من التريكوات والملابس الرياضية وفي ساحة أول نوفمبر وبمحاذاة المسرح الجهوي عبد القادر علولة يلفت إنتباهك تواجد مجموعة من الشبان بطاولتهم الكبيرة وسلعهم الكثيرة الموجهة خصيصا لأنصار المنتخب الوطني، قمصان وأعلام في شكل هدايا مختلفة وصورة على القماش كبيرة المقاس للفريق الوطني مكتوب عليها "انحبك يا جزائر والقلب معاك يا الخضراء " وحسب أحد المارة فإن سعر القمصان ارتفع مقارنة بالأسابيع الماضية والدافع طبعا هو إقتراب موعد اللقاء الأول للمنتخب الوطني ضد سلوفينيا يوم الأحد المقبل، أما الشاب قادة الطالب الجامعي والمهتم كثيرا بالتحضير لإمتحانات آخر السنة فإنه ينتظر المقابلة بشغف وأنه لا يجد الوقت للجلوس مع أصدقائه بحي ڤمبيطا الشعبي لأنه دائم المراجعة والدراسة ويأمل في أن يكون الخضر في يومهم ويعيدون أفراح درمان وفي سوق الأربعاء الشعبي تحولت لغة الباعة وحتى نوعية المبيعات وشاهدنا صور الخضر مطبوعة حتى على الكراسي والطاولات وعلى ألعاب الأطفال المختلفة وإنطلق "التبراح في خاطر بوڤرة وزياني" والمدهش في جولتنا القصيرة هو ما إدعاه أحد باعة الأعشاب الطبية الذي يتعمد عبر مكبر صوته بأنه يملك دواء عنتر يحيى وهو عبارة عن غبرة بيضاء ومسحوق يستخلص من العديد من الأعشاب مقوي للذاكرة ويقضي على الإرهاق الجسدي وينصح به الطلبة المقبلين على إمتحانات البكالوريا والجامعة، دواء عنتر يحيى عليه صورة هذا الأخير وهو يقذف صاروخا في شبكة عصام الحضري المصري بأم درمان ويعد كل من يتناوله بأن يتمكن من النجاح والتألق في كل مجالات حياته. * بلديات ودوائر الباهية تستعد للحدث جولتنا الميدانية لم تقتصر على أحياء وسط المدينة وواصلنا المسير بالسيارة عبر العديد من بلديات ودوائر الولاية والبداية كانت من السانية حيث الإزدحام الكبير على طرقاتها خاصة مع مواصلة أشغال إنجاز الترامواي ووقفة قصيرة بجامعتها حيث ملابس الطلبة تدل على إستعدادهم للعرس الرياضي وقمصان مطمور وزياني ظاهرة للعيان وحتى قاعات المحاضرات تلونت بالأخضر وأسماء محاربي الصحراء مكتوبة على جدرانها وبالنسبة لصونيا طالبة بمعهد الحقوق فإن المونديال ظاهرة عالمية وأن الفتاة الجزائرية تتأثر مثل غيرها من الذكور بجاذبية وسحرمعبودة الجماهير كرة القدم وحتى وإن لم تمارسها في حياتها إلا أنها تضع نفسها من أنصارها وأن نتائج الفريق الوطني وتأهله الى المونديال زادت في إقبال الطالبة الجامعيةالفتاة الجزائرية بصفة عامة على متابعة هذه الرياضة وتتمنى بالمناسبة أن تأخذ شبلات الخضر المتأهلات الى نهائيات كأس إفريقيا للأمم العبرة والشجاعة من رفقاء القائد يزيد منصوري وأن يتحصلن على الكأس القارية خاصة وأنهن أزحن من طريقهن المنتخب التونسي العنيد وفي عقر داره وعلى امتداد الطريق المزدوج وعند مدخل دائرة وادي تليلات لاحظنا مجموعة من الأطفال يلوحون بالأعلام الوطنية، ظننا في بادىء الأمر بأنهم في إنتظار وفد رسمي لزيارة البلدية لكن علمنا فيما بعد بأنهم أبناء تلك المستثمرات الفلاحية يقومون يوميا وبعفوية تامة بالتقرب من الطريق والتفاعل مع سائقي السيارات والشاحنات في إشارة لإهتمامهم بالخضر وإنتظار الموعد المرتقب. أما في الكورنيش الوهراني ورغم صعوبة المسالك وحالة الطرقات المزرية وحركة السير البطيئة فإن مظاهر الإحتفال بالمونديال بعيون الترك وبوسفر بادية للملأ أعلام وأنغام وبيع للسيديات والأشرطة التي تحمل مقابلات الفريق الوطني والأغاني المتميزة وحتى بعض المحلات الخاصة ببيع الدخان تزينت بالألوان الوطنية وأحد المباني الخاصة تم دهنها على شكل علم وطني كبير. أما في بلدية بوتليليس صادف تواجدنا هناك زيارة العديد من العائلات الى غاية المسيلة المحاذية لها وخروج العديد منها الى الفضاءات الطبيعية وتفضيلها الهواء المنعش هناك لاحظنا مجموعة من الأطفال تلعب بالكرة والكثير منهم يرتدي قمصان بيضاء وخضراء وقطع قماش عليها العلم الوطني على أيديهم وكاسيطات على رؤوسهم وحتى أصوات أجهزة الراديو كاسيط من السيارات تبعث بالأغاني الرياضية إيذانا بإقتراب موعد الخضر مع المونديال الجنوب إفريقي. * تفاؤل وحذر ما لمسناه خلال زيارتنا الميدانية عبر مختلف مناطق ولاية وهران والتحاور مع سكانها بأن التفاؤل موجود لكنه ممزوج بالحذر من هزائم غير منتظرة وأن تعلق الأنصار لفريقهم الوطني وحبهم للاعبيه أكبر من أن تؤثر فيه نتائج 3 مقابلات في بطولة يدرك الجميع بأنها صعبة للغاية وأن المنتخب الجزائري لم يكن محظوظا فيها منذ البداية حيث أوقعته القرعة مع فرق تلعب الكرة الأنغلوساكسونية بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وكذلك قوة فريق سلوفينيا زد على ذلك لعنة الإصابات التي لم ترد مغادرة الخضر منذ حادثة القاهرة المقصود، مرور بأم درمان وأنغولا وعدم جاهزية العديد من اللاعبين بدنيا لهذا الموعد العالمي الكبير، الخضر في القلب ومهما كانت النتائج سنظل نحبكم والى الأبد.