تعيش الجزائر العاصمة حالة غليان على وقع كأس العالم لكرة القدم حيث تزين العاصميون بالالوان الوطنية لمؤازة اشبال الناخب الوطني رابح سعدان في هذه المنافسة التي يحتضنها بلد نيلسون مانديلا. و يبدو ان حمى المونديال قد عمت شوارع و احياء العاصمة و انتقلت إلى جميع سكانها الذين يأملون في مشاركة مشرفة في هذا العرس الذي تحتضنه القارة السمراء لأول مرة بأرض جنوب افريقيا. و بالمناسبة زينت كل الواجهات و الشرفات و حتى الارصفة و الاسواق بالعلم الوطني بمختلف احجامه ليعطي بذلك للجزائر صورة مدينة زاهية بالألوان. ففي حي محمد بلوزداد غزت الأعلام الوطنية و صور اللاعبين الاسواق و الارصفة حيث تشهد الاقمصة و البدلات الرياضية و حتى فساتين الفتيات اقبالا منقطع النظير مثلها مثل القبعات و حاملات المفاتيح و الأوشحة و الملصقات المتوفرة باسعار مضاهية. "بعد فترة راحة بعد كأس افريقيا الأخيرة بدات المبيعات تزيد على غرار اقمصة لاعبي الفريق الوطني التي تعرف اقبالا كبيرا بالاضافة إلى الأعلام و القبعات" يقول نبيل الذي حول كشكه إلى محل ل"الخضر". و عن حظوظ الفريق الوطني في اجتياز عقبة الدور الأول اعرب نبيل عن "امله" في تحقيق ذلك بالرغم كما قال من صعوبة المهمة امام فرق قوية في مثل هذه المنافسات. و اضاف نبيل انه كان "اول من يبيع اقمصة الفريق الوطني ببلوزداد لأني كنت كما قال على دراية بأننا سنتأهل لكأس العالم حتى قبل الدور الاول من التصفيات" مذكرا بأن مجموعة من المناصرين من الحي ستتوجه اليوم الأربعاء إلى جنوب افريقيا لمناصرة "الخضر". و على بعد عشرات الامتار و بسوق "12" الشعبي تسود نفس الاجواء و نفس النكهات على وقع كأس العالم. فإلى جانب القبعات و اقمصة الفريق الوطني و الأعلام تعرض الكوفية التي هي رمز مساندة الشعب الفلسطيني خاصة بعد الاعتداء الذي قام به مؤخرا الجنود الاسرائيليون ضد قافلة السلام التي كانت متوجهة لكسر الحصار على غزة.
العاصمة في جو احتفالي
و تزين حي باب الواد بالعلم الوطني و علم نادي مولودية الجزائر بطل الجزائر هذا الموسم. و يقول مختار احد الباعة المتنقلين بسوق "الساعات الثلاث" ان "الجزائريين يحبون بلدهم فهم يقبلون على كل ما له صلة بالفريق الوطني" و اضاف "لقد غبنا عن كأس العالم لمدة 24 سنة يجب ان نعيش هذا الحدث بالكيفية الأمثل". و يقترح مختار اقمصة باسعار تتراوح ما بين 900 و 1600 دج و القبعات ب 300دج حيث يوضح ان "الاقمصة التي تحمل اسماء اللاعبين تلقى اقبالا كبيرا قبل ساعات من انطلاق المونديال. اعتقد ان رياض بودبوز اصبح مدلل كل الجزائريين. لقد نفذ مخزون الأقمصة التي تحمل اسمه في حين تعرف اقبالا كبيرا". و يشاطره الرأي صديقه عمار الذي قال ان "بودبوز يلعب بقلبه و على سعدان ان يقحمه". و على اثر هذا النقاش الشبيه بتحاليل الخبراء جاءت سيدة في العقد الستين لتطلب قميصين لكريم زياني لحفيديها البالغين من العمر 10 و 12 سنة. و بالرغم من نفاذ اقمصة بودبوز الا ان مختار عازم على بيع سلعه باقتراح اقمصة مطمور أو مراد مغني الغائب عن المونديال بسبب اصابة في الركبة لكنه حاضر في قلوب مناصري "الخضر". فبحي باب الواد الشعبي يصعب على المتجول اختيار المنتوج الذي يريده لابراز مساندته المطلقة للمنتخب الوطني وذلك بالنظر الى المعروضات المتنوعة التي تعكس بحق اهمية الموعد و الاهتمام الخاص الذي يوليه الجزائري للعرس الكروي العالمي. فحتى مجسمات كاس العالم موجود بكثرة في الاسواق الجزائرية ليكتمل بها الجو الاحتفالي البهيج الذي يسبق كل المواعيد التنافسية الكبرى . ولان المناسبة اكبر من ان تمر دون ان تترك بصماتها واضحة على كل الاصعدة فان التجار على اختلاف تجارتهم يبقون اكثر الاطراف استفادة من التظاهرة الرياضية مثلهم مثل منتجو الاغاني الرياضية بدليل الكم الهائل من الاشرطة الرياضية الصادرة مؤخرا مثلما يؤكد بائع الاشرطة الشبا جمال الذي اكد انه تلقى اربعة اشرطة غنائية في آن واحد . وتبقى كرة القدم عند بائعي الاجهزة الكهور منزلية فوائد بالنظر الى الاقبال الكبر الذي تلقاه هذه المحلات من قبل المواطنين الراغبين في اجهزة التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة"ال.سي.دي" من اجل متابعة مقابلات المونديال باحسن صوة ممكنة. "لولا المونديال ماكنت لافكر في اقتناء جهاز ال"ال.سي.دي" و الامر الامثل سيتمثل في رفاقه بالجهاز استقبال رقمي عالي الجودة (...) لكن الامر حاليا غير ممكن بالنسبة لي و ساكتفي بجهاز التلفزيون الجديد الذي سيمكنني من متابعة مقابلات الخضر بصورة جيدة "حسب ما اكده محمد الذي يعشق المنتخب الوطني حتى النخاع . فالجزائر العاصمة وعلى غرار بقية المدن الجزائرية يطغى عليها الحديث على المونديال وهو الحديث الذي لا يخول ابدا من تجيد الدعاء للخضر من اجل تحقيق مشوار طيب في مونديال جنوب افريقيا