لا تزال معاناة أولياء الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية بوهران متواصلة جرّاء غياب مصلحة أو عيادة متخصصة سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص تتكفل بعلاج هذه الفئة وإجراء العمليات الجراحية المستعجلة وكذا تلك التي يتم برمجتها، ويأتي هذا التذمر خصوصا وأن خطر الموت أضحى يتربص بالعديد منهم يوميا، وما تجدر الإشارة إليه أن الوضع لا يقتصر على ولاية وهران فقط، وإنما مختلف الولايات بما فيها تلك الواقعة بالجهة الغربية من الوطن، حيث يتم الاعتماد حاليا على مستشفى "بوسماعيل" المتواجد بولاية تيبازة الذي يعدّ الوحيد على المستوى الوطني المتخصص في هذا النوع من العمليات فقط، هذا الأخير الذي لم يعد يستقبل المصابين الجدد نظرا لعدم توفر الأمكنة الشاغرة، الأمر الذي زاد بالأولياء إلى فقد الأمل بعد أن باتوا يقطعون مسافات طويلة بالرغم من أن الحالة الصحية لأطفالهم لا تسمح لهم بذلك، و بالإضافة إلى هذا فإن الكثير من العيادات الخاصة تفتقد لإجراء مثل هذه العمليات، وإن وجدت فأثمانها مرتفعة جدا، فالعملية البسيطة منها يقدر ثمنها ب 20 مليون سنتيم. وفي ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في طب الأطفال " عبد القادر بوخروفة" المتواجدة بكناستيل، تعرف تأخرا كبيرا في إتمام الأشغال الخاصة بإنجاز جناح مخصص لإجراء هذا النوع من العمليات، حيث قد سبق لها وأن برمجت أولى العمليات الخاصة بجراحة القلب خلال شهر جوان الفارط و المتمثلة في تلك التي يصلح فيها استعمال وسيلة داخل القلب أو خارجه ويقصد بذلك الأوعية الكبيرة، من دون فتح جوف من أجواف القلب، إلا أنه وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال دار لقمان على حالها ولا تزال المعاناة متواصلة، ونفس الأمر بالنسبة للعمليات الخاصة بالقلب المفتوح والتي كانت مبرمجة قبل نهاية السنة الجارية، حيث تعتبر هذه الأخيرة من الجراحات العالية التقنية، يتم إجراؤها بغرفة عمليات مجهزة بوسائل طبية عديدة وذات تقنية متقدمة مثل أجهزة الكمبيوتر وشاشات مراقبة القلب والوظائف الحيوية بالجسم، هذا وتٌطلق تسمية عملية القلب المفتوح على العمليات التي تٌجرى بالقلب مثل تصحيح العيوب الخلقية بهذا العضو الحيوي أو العمليات بصمامات القلب. فيما برمج ذات الهيكل الصحي خلال بداية سنة 2015 عملية القسطرة القلبية هذه الأخيرة التي تتمثل في إجراء تشخيصي خاص لمرضى القلب يسمح بدراسة أوعية القلب الدموية وكذلك دراسة القلب ذاته من الداخل أثناء قيامه بعملية ضخ الدم. وتحسبا للقيام بمثل هذا النوع من العمليات الذي أصبح الشغل الشاغل للعديد من الأولياء تم اقتناء جهاز ضخ الدم خارج البدن والذي تقدر قيمته المالية ب 65 مليون دينار جزائري وذلك حسب مصادر مسؤولة من ذات الهيكل الصحي. وبالتالي وبالرغم من التطورات التي يشهدها قطاع الصحة ببلادنا إلا أن هناك فئة من المرضى لا تزال تنتظر دورها من العلاج أو فتح مصالح طبية تستقبلها وتوفر لها العلاج اللازم.