تقوية الجبهة الداخلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي لتحصين الدول العربية دعا المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمها صباح أمس صحافيو وهران، بمقر منظمة التحريرالفلسطينية (مكتب فتح ) بالولاية، المستهلكين الجزائريين وحتى العرب إلى المساهمة في مقاطعة بضائع الدول التي تقف إلى جانب الكيان الصهيوني وتموّله ماديا، وشدد المتدخلون في النشاط الإعلامي التحسيسي الذي شارك فيه الدكتور بن حمادي من جامعة هران، المنسق الجهوي والولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين عابد معاد وممثل العلاقات الخارجية في إقليم "فتح" وممثل الجالية الفلسطينية في الغرب الجزائري عابد مروان، شددوا على ضرورة نسف الصهاينة سياسيا واقتصاديا، موضحين أن سلاح مقاطعة البضائع الإسرائيلية وعدم شراء سلع الدول التي تقف بجانب الصهاينة، سيتسبب في تفجير وضعضعة وجود اليهود الغاصبين، وهلهلة اقتصاديات البلدان التي تموّلهم ماديا وحتى معنويا، ودعا المنسق الجهوي والولائي ل"إيجيسيا" جميع المستهلكين إلى الانخراط في هذه الحملة التضامنية مع غزة، للمساهمة في خلخلة الموازين وإجبار هذه الدول الغربية على مراجعة حساباتها مع البلدان العربية التي تتعامل معها اقتصاديا، مشيرا إلى أن سلاح المقاطعة يعد من بين الأسلحة الفتاكة التي يجب تفعيلها من قبل المستهلكين الجزائريين والعرب، لضرب الكيان الصهيوني الهش، الذي لولا المساعدات المادية والعسكرية التي يتلقاها من بعض الدول ولاسيما الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكان قد انهار منذ زمان، ودعا نفس المتحدث في البيان الذي تحصلنا على نسخة منه جميع "الطاقات الوطنية الحية من تجار، حرفيين ومتعاملين اقتصاديين إلى دعم أي مبادرة وطنية من شأنها مساعدة الشعب الفلسطيني وأهل غزة المحاصرين، من خلال تقديم العون المادي والمعنوي، وتكثيف الحملات التبرعية بالتنسيق مع هياكل ال"إيجيسيا" مع تفعيل سلاح مقاطعة البضائع والمواد الاستهلاكية الصهيونية لكسر شوكتهم وإصابتهم بخسائر مادية واقتصادية فادحة. * الدكتور بن حمادي: "الصهاينة كيان هش" من جهته دعا بن حمادي دكتور مادة الاقتصاد في جامعة وهران، إلى التركيز على السلاح والقوة لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة، مع عدم إغفال الشق الاقتصادي، الذي اعتبره أحد الأوراق الهامة لضرب الصهاينة وإرغامهم على قبول شروط المقاومة الفلسطينية، وأوضح نفس المتحدث أن اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، نجح في السيطرة على مفاصل صنع القرار الأمريكي، لذلك تجده يتبجح ويتغوّل على جميع دول العالم غير آبه بقرارات الشرعية الدولية، مضيفا أن تغلغل الفكر الصهيوني في المؤسسات الحكومية الأمريكية، مكنه من السيطرة على الثقافة والتصور الأمريكي في سياسته الدولية ولاسيما في الشرق الأوسط، واستغرب الأستاذ بن حمادي كيف لدولة أوروبية كالنرويج وحتى بعض الأحزاب والجمعيات الفاعلة في فرنسا، من تفعيل فكرة مقاطعة البضائع الإسرائيلية، بينما نحن لا زلنا متأخرين في هذا الجانب، منتقدا بعض مواقف الحكام العرب لاسيما في الخليج، الذين يملكون رؤوس أموال ضخمة، ولا يستخدمونها كورقة ضغط نتضامن من خلالها مع إخوتنا في فلسطينالمحتلة، خاتما تدخله بالتأكيد أن السلاح الوحيد الذي يفهمه الصهاينة هو لغة الرشاش وصليات الصواريخ، وأما باقي وسائل المقاومة كالمقاطعة الاقتصادية، محاكمة الساسة الإسرائيليين في الجنايات الدولية... إلخ فهي القاطرة التي تتبع القوة والحسم العسكري للمقاومة. * المناضل الفلسطيني عابد مروان:"تقوية الجبهة الداخلية" كما شدد عابد مروان ممثل الجالية الفلسطينية في الغرب الجزائري، على ضرورة أن تكون تصفية الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، باعتبار أن المكون الاقتصادي يمثل العصب الحي للدول، وأوضح نفس المتحدث أن المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية، أثبتت في الكثير من الأحيان نتائجها الإيجابية، لاسيما في فلسطينالمحتلة، حيث قام الكثير من الغزاويين بمقاطعة بعض السلع الصهيونية بالرغم من جودتها العالية، واستبدالها بأخرى محلية تم تصنيعها بأياد محلية، ودعا السيد عابد إلى تقوية الجبهة الداخلية للعديد من الدول العربية بالوصول إلى تحقيق اكتفاء غذائي ذاتي، حتى لا نلجأ إلى استيراد سلع بأثمان باهظة، أصحابها إما صهاينة أو يخدمون اليهود المحتلين، مشددا على أن تكون المقاطعة الاقتصادية علمية منهجية وليست عاطفية. واستغرب في الأخير كيف أن دولا عربية تشتري سلعا إسرائيلية وهي تعلم أنه كيان محتل، غاصب ويقتل الفلسطينيين في غزة والضفة؟ وأن الكثير من الدول العربية تمتلك مؤهلات مادية وبشرية هائلة ولكنها تستورد السلع والبضائع الأوروبية ولا تقوم بتطوير صناعتها واقتصادها القومي.. !