انتقد الشيخ أبو عبد السلام إقامة بعض الدول العربية والإسلامية علاقات دبلوماسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني الذي يخوض حربا وعدوانا جائرا على المسلمين في فلسطين منذ سنة 1948، كما اعتبر الشيخ التعامل والتعاون مع من "يظاهرون" العدو الاسرائلي وفي مقدمة هؤلاء الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بمثابة "الخيانة"، أما غلق المعابر ومحاصرة الفلسطينيين في غزة فقد اعتبره الشيخ قتلا بطيئا والصمت عليه صمت على الجريمة. استشهد الشيخ أبو عبد السلام الذي نزل إلى جانب مجموعة من العلماء والشيوخ على ندوة "ضيف التحرير" التي تنظمها "صوت الأحرار" دوريا، بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي تنهى عن التعامل والتعاون مع من يظهر العداء للمسلمين ويخرجهم من ديارهم ويذبحهم على غرار ما يفعل الكيان الصهيوني مع الشعب الفلسطيني، موضحا أن الشرع لا يمنع عن المسلمين التعامل مع الآخر متى كان مسالما لكن، متى بادر هذا "الآخر" بالاعتداء فإن العهود تصبح لاغية والتعامل معه يصبح خيانة، وأضاف الشيخ قائلا" والكيان الصهيوني معتد ليس منذ العدوان الجاري على غزة حاليا، بل معتد منذ سنة 1948 ومنذ أزل إلى أن كسر النبي عليه الصلاة والسلام شوكتهم"، وجدير بالذكر أن الشعوب العربية والإسلامية انتفضت في عدد من الدول تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل، على غرار ما يجرب في الأردن ومصر وموريتانيا، وقطر، ومنهم من بادر بجمع التوقيعات في الأردن وفي موريتانيا لرفعها إلى البرلمان هذه الدول لحملها على قطع العلاقات مع اسرائيل، كما تظاهر ملايين المصريين مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي وقطع الغاز عنه. ومن وجهة نظر الشيخ أبو عبد السلام فإن ما ينطبق على العلاقات بأنواعها السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية مع الكيان الصهيوني ينطبق على الدول التي "تظاهر" وتوالي هذا الكيان في اعتدائه على المسلمين في فلسطين وفي مقدمة هؤلاء ذكر الشيخ الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، ودعا إلى مقاطعة هؤلاء ومقاطعة بضائعهم وسلعهم. وهو الموقف الذي أيده الشيخ بلحاج شريفي الذي استغرب إقامة دول عربية وإسلامية لعلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض المسلمين والذي يذبح يوميات عشرات إن لم يكن مئات الفلسطينيين الأبرياء، موجها دعوة صريحة إلى الدول العربية والإسلامية لمقاطعة الكيان الصهيوني والدول التي تؤيده وتدعمه للاعتداء على المسلمين بالمال والسلاح. وفي تطرقه إلى قضية المعابر المغلقة في وجه الفلسطينيين في غزة من دول شقيقة بإيعاز من الكيان الصهيوني وحلفائه فقد شدد الشيخ أبو عبد السلام على أن هذه المعابر بمثابة "متنفسات للفلسطينيين وقضية وجود، وغلقها يعني أن تمنع عنهم الهواء والغذاء والدواء، وحكمت عليهم بالموت البطيء"، واعتبر الشيخ غلق المعابر هو قتل لمن بداخلها والقتل مثلما يؤكد جريمة باتفاق العلماء والمراجع على اختلافها.