إنتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة استئجار السكنات الهشة بالأحياء القديمة حيث راح أصحابها يفرضون أسعار خيالية على العائلات الوافدة على هذه الأحياء و يلزمونهم بتقديم الثمن دفعة واحدة. و الغريب في الأمر أن هذه البنايات آيلة للسقوط و غير صالحة للاستغلال بشهادة تقرير اللجنة التقنية للسكن و مع ذلك تعمد أصحاب هذه الاحواش كرائها للمواطنين و إيهام السلطات المحلية بانهم يقطنون هذه الشقق منذ سنوات و الأكثر من ذلك فقد اتسعت رقعة هذه التجاوزات الى عرض غرفة واحدة للكراء ب 10 ألاف دج شهريا و هذا بكل من أحياء سيدي الهواري و الحمري و مديوني بمعنى كل المواقع المعنية بالترحيل و التي صنفتها اللجنة ضمن قائمة الأحياء الهشة. و في مدة زمنية قصيرة فقد انتشر الخبر و راح العائلات تتهافت على هذه الغرف حتى و ان كان ذلك بطريقة غير قانونية ما دامت هذه العملية تمكنهم من الاستفادة من سكن اجتماعي لائق خاصة و ان الولاية قد عرفت سلسلة من الترحيلات منذ شهر جوان الفارط و التي ستستمر الى غاية نهاية السنة الجارية. و ما شجع قاطنو هذه الغرف على دفع مبالغ كبيرة طيلة فترة تواجدهم بها مع اقتراب موعد ترحيل حصة أخرى من المتضررين من السكنات الآيلة للسقوط لأنهم في النهاية سيظفرون بشقة تساوي الملايين دون مشقة انتظار سنوات داخل كوخ قصديري من جهة أخرى فقد فضلت عائلات أخرى نصب خيما وسط الشوارع للظفر بمسكن يليق بها و هذا الحال بالنسبة لأربعة عائلات بالقرب من مسجد الباشا بحي سيدي الهواري العتيق. على العلم ان ولاية وهران و خلال المخطط الخماسي 2010/2014 إستفادت من 53 ألف وحدة سكنية من صيغة الايجاري العمومي ،و التي من شأنها أن تساهم بشكل كبير في القضاء على أزمة السكن .