لقد سخرت الدولة مجهودات كبيرة من أجل القضاء على الأمية التي عرفت تقلص بمرور السنين ولقد تم إحصاء في الموسم الدراسي الجديد 120 ألف مسجل في فصول الأمية يتوزعون على 4500 قسم عبر التراب الوطني حسب ما أفادت به رئيسة جمعية »إقرأ« لمحو الأمية السيدة عائشة باركي لوسائل الإعلام مؤخرا. هذا الرقم في حد ذاته شيء جيّد بالنسبة للجزائر التي ناضلت منذ الإستقلال من أجل التعليم وإستثمرت فيه بأموال باهضة حتى تنال الثمار من خلال تخرّج العديد من الدفعات في مجالات وإختصاصات هامة تخدم مؤسسات الدولة ونضالها لم يقتصر على تعليم الأطفال ومتابعة تدرّجهم إلى غاية تخرّجهم من الجامعة بل اهتمت بفصول محو الأمية منذ الستين حتى تقضي على الجهل في القرى النائية وحتى المدن الكبير ، ولقد ساهمت جمعية »إقرأ« الوطنية بدرجة كبيرة في هذا الجهاد العلمي من خلال زرع الإدراك العلمي من أجل ترك ربّ الأسرة وزوجته أو أبناءه للتعلم ولما لا هو إذا كان أمي فهي فرصة له من أجل ذلك. وساهم في هذه العملية حتى بعض المتطوّعين الذين أطروا بعض هذه الأقسام. وأشارت رئيسة جمعية »إقرأ« خلال الدخول المدرسي لوسائل الإعلام أنه سيتم خلال السنة تقييم الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية المعتمدة منذ أربع سنوات بهدف تصحيح النقائص والتقليص من نسبة الأميين بالجزائر المقدرة حسب إحصائيات 2008 ب 1،22 بالمائة وأعربت في هذا السياق عن أملها في خفض هذه النسبة إلى 10 بالمائة في آفاق 2015 هذه التصريحات للسيدة باركي جدّ مهمة على أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح لبذل المجهودات من أجل القضاء على الأمية ولن يكون تحقيق هذا الهدف إلا بواسطة زيادة الوعي عند الأسرة الجزائرية خاصة المحافظة من أجل الإلتحاق بالأقسام الخاصة بمحو الأمية. وشيء جميل أن تجد في بعض الأقسام لمحو الأمية سواء بالمدرسة الخاصة بذلك وبعض الجمعيات مثل جمعية »الزهور« بوهران أو في الأقسام الموجودة في بعض المدارس العادية أو المساجد والتي تساهم هي الأخرى في محاربة الأمية نساء طاعنات في السن ولا زلن يطبقن بكل صدق مقولة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد وهذه الشريحة من الناس يمثلن قدوة بالنسبة للأطفال أو الشباب حتى يتمسكوا بالعلم ويصلوا به إلى مراتب عالية تخدم بالدرجة الأولى أنفسهم ووطنهم.