تواصل الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' جهودها الرامية إلى القضاء على الأمية في الجزائر بالسعي الى تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، من خلال العمل على تجسيد عدة مشاريع كان آخرها مشروع محو الأمية في الوسط المهني الذي يهدف إلى تقليص الأمية في هذا الوسط الذي يجمع عددا كبيرا من المواطنين ومن مختلف الأعمار. ذكرت السيدة ''عائشة باركي ''رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' في حديث ل''الحوار'' ان الجمعية ستشرع ابتداء من الموسم الدراسي الجديد في تجسيد برنامج لمكافحة الأمية في الوسط المهني. وأكدت في معرض حديثها أن هذه المبادرة تشكل جزءا من الإستراتيجية الوطنية التي وضعتها الدولة الرامية إلى القضاء على الأمية، موضحة أن الجمعية تعمل حاليا على الاتصال بمختلف المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة لفتح أقسام دراسية لفائدة شريحة العمال الذين لا يعرفون القراءة والكتابة كما ستقوم بمراسلة الاتحاد الوطني للعمال الجزائريين ونقابات أخرى للمساهمة في العملية. 6,24بالمائة نسبة الأمية سنة 2008 ثمنت رئيسة جمعية اقرأ السيدة باركي، الجهود التي تبذلها الدولة في مجال مكافحة الأمية وسط شرائح المجتمع المختلفة من خلال توفير الإمكانيات المادية اللازمة لإنجاح الإستراتيجية الوطنية المذكورة والتي ستتواصل إلى غاية 2015، داعية إلى مساهمة جميع الهيئات المعنية في إنجاحها والعمل على تخفيض نسبة الأمية إلى 10 بالمائة خلال السنوات المقبلة. وأشارت بخصوص ذلك إلى أن النسبة الوطنية قد قدرت في سنة 2008 ب 6,24 بالمائة، مؤكدة أن مسألة محو الأمية مهمة الجميع. وأضافت أن الجمعية التي تشرف عليها ساهمت في تعليم 5,858 ألف شخص على المستوى الوطني كما أنها تتكفل حاليا بأكثر من 100 ألف مسجل موزعين على 4152 قسم، فيما يؤطرهم 4754 مدرس. وبخصوص استفادة المتخرجين من فصول محو الأمية من التكوين المهني ثمنت باركي مبادرة وزارة التكوين والتعليم المهنيين التي فتحت مؤسساتها لهذه الشريحة في نحو 23 اختصاصا. أكثر من 100 ألف مسجلة في الموسم الجديد يعتبر انتساب المرأة الى دروس محو الأمية أكبر بكثير من الرجال. وأرجعت السيدة باركي السبب الى ارتفاع نسبة الأمية في وسط النساء في المجتمع الجزائري لأسباب عديدة ومختلفة خاصة في المدن الداخلية بسبب الثقافة الاجتماعية السائدة وتفضيل العديد من الأسر تعليم الولد على تعليم البنت، خاصة في المناطق الريفية بسبب ابتعاد المدرسة عن البيت وغير ذلك من الأسباب التي يحاول الأولياء إقناع أنفسهم بها. وقد ساعد النزوح الريفي نحو المدن الى انتساب فئة كبيرة من الفتيات الى دروس محو الأمية، وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة الفتيات والنساء المقبلات على دروس محو الأمية، حيث قدر عدد النساء المنتسبات الى دروس محو الأمية في الموسم الدراسي الحالي بأكثر من 100ألف منتسبة في الوقت الذي قدر عدد الرجال المنتسبين بأقل من 9الاف منتسب، وهو رقم قليل بالمقارنة مع عدد النساء. وأرجعت السيدة باركي ذلك الى الجهود الذي تبذلها الدولة والجمعية في المساجد والمراكز التي تتواجد بها النساء بكثرة. وأضافت السيدة ''باركي''أن إقبال النساء على التعليم نتيجة حتمية لتطور المجتمع ورغبة منهم في مواكبة العصر والظهور بمظهر المثقف أما النسبة الأخرى من النساء المقبلات على دروس محو الأمية فهم من كبيرات السن اللاتي يفضلن تعلم الحروف من أجل قراءة القران وحفظ بعض سوره، وقد نجحت فئة كبيرة منهن في مسعاهن وتحصلن على نتائج مرضية فاقت النتائج التي يتحصل عليها الرجال في كل موسم دراسي .