إنتفض تلاميذ إدارة إكمالية موفق عبد القادر منذ الدخول المدرسي في 13 سبتمبر المنصرم، ضد أكوام الأوساخ والقاذورات التي يرمي بها سكان الفيلات الضخمة التي تقابل هذه المؤسسة التعليمية التي تقع بمقاطعة الصديقية بالقرب من مركز التكوين المهني. وقد عبّر لنا هؤلاء عن الموقف المخزي والتصرف المشين الذي يقوم به سكان هذه البنايات الذين يرمون ببقايا منازلهم أمام أبواب الإكمالية ويحتفظون بمنظر جميل لمداخل فيلاتهم في عملية غير لائقة وغير حضارية تصبغها اللامبالاة والأنانية. والواضح أن أغلب قاطني هذه المساكن الفخمة يرمون بزبالتهم في الجهة المقابلة حيث تقع الإكمالية وكان الأجدر والأصّح أن يساهموا في نظافة المكان لعكس صورة جميلة عنهم وعن أبنائهم وكدا عمّا يوجد بداخل شققهم ومبانيهم. والغريب في الأمر أنّ سكان المنطقة يتهافتون على رمي بقايا منازلهم في الفترة المسائية، حيث يظهر المكان وكأنّه مزبلة حقيقية تبعث على القرف والنفور ويحزّ في نفس المارّة والتلاميذ المنظر غير اللاّئق الذي لا يوافق إطلاقا بوابة مؤسسة تربوية ولا عقلية الفاعلين الذين يتوسّم فيهم الواحد منّا ثقافة تليق بفخامة المنازل المنجزة بالقرب من إكمالية »موفق عبد القادر« المسمّاة على شهيد معروف بضواحي ونواحي وهران والولاية الثورية الخامسة. وقد حمل المنتفضون والرافضون لوساخة المكان إنشغالاتهم في مرّات عديدة إلى مسؤولي القطاع الحضري بالصديقية من أجل دحر وشجب المواطنين عن أفعالهم المشينة لكن لا حياة لمن تنادي، خاصة في الموسم الدراسي المنصرم، وها هم يطرقون أبواب الجرائد لعلّها توصل نداءاتهم إلى هؤلاء الذين في إستطاعتهم إعطاء تعليمات للسكان للكفّ عن رمي بقايا منازلهم أمام باب وجدران الإكمالية. يجدر الذكر في هذا السياق أن صورا مماثلة تحدث يوميا بمختلف الأحياء بولاية وهران، حيث يلجأ السكان إلى تنظيف ما حول بيوتهم ورمي ما جمعوه من قمامة في الجهات المقابلة لهم ولا يمنعهم في ذلك ما إذا كان المكان أو المقرّ مؤسسة تعليمية أو غير ذلك. ونفس الوضع كان قد إشتكى منه سكان حي الكرز بحي العقيد لطفي الذي يوجد في موقع إستراتيجي بالقرب من ملتقى طرق »أصيل« وقصر الإتفاقيات، إلاّ أنه أصبح مزبلة لسكان الفيلات المجاورة يحطون به بقاياهم المنزلية وخاصة قاطني حي كناستيل وفيرلونفيل، وهذا لا لشيء إلاّ لأنه يتوسط جميع هذه الأحياء يحدث هذا أمام مرئى مسؤولي القطاع الحضري »المنزه« الذين لم يحرّكوا أي ساكن رغم الإحتجاجات المتكرّرة للسّكان الذين وعدوا بالتجمع في لجنة حي لتنقية المكان وهو ما سعوا فيه منذ مدة حيث أخذوا في تزيينه وزرع المساحات الفارغة بالعشب الطبيعي والأزهار والورود فهل من آذان صاغية تحمي إكمالية موفق عبد القادر من أفعال هذه الأيادي الآثمة؟.