إشتكى العديد من المواطنين هذه الأيام بوهران من ندرة السيولة المالية بمختلف مراكز البريد ال 107 المنتشرة بالولاية حيث عبر العديد منهم لا سيما الموظفين والمتقاعدين والتجار عن إسيائهم من هذه المشكلة التي لا تزال حسب تصريحاتهم مطروحة لحد اليوم، وقد طالب المواطنون المحتجون من المسؤولين المعنيين أن يتدخلوا لحل هذه المعضلة التي أثقلت كاهلهم، وقد أوضح العديد من الذين إستجوبناهم حول هذه المشكلة لا سيما المتقاعدين منهم أنهم أضحوا يقضون عدة ساعات بل وحتى أياما ينتظرون دخول السيولة المالية لإستخراج أموالهم اللازمة من مراكز البريد المنتشرة عبر ولاية وهران، وقد قال أحدهم مستهزئا:» هذه كاميرا مخفية أم ماذا؟ لم يبق سوى تخليصنا بالنقود المعدنية...!؟ تماما مثلما شاهدناه في الكاميرا المخفية لشهر رمضان المعظم عندما راح الكثير من المواطنين القاطنين بجيجل ضحية لمقالب الكاميرا المخفية التي نصبت لهم ...« وإشتكت مواطنة أخرى إستجوبناها أمس من هذا المشكل العويص، حيث صرحت لنا أنها تقطن بحي سانت أوجان، وأنها إضطرت إلى الإقتراض من جيرانها حتى تشتري مستلزماتها المنزلية، ولعدم قدرتها على إستخراج السيولة المالية اللازمة من مركز البريد المتواجد بحيها لندرة الأموال وقلتها به وتابعت حديثها أنا إنسانة معاقة وكبيرة في السن، سئمت صراحة من هذه الوضعية على المعنيين أن يتدخلوا لم أعد أحتمل الوقوف والإنتظار في الطوابير لعدة ساعات، وقد إضطرت إلى الذهاب للقباضة الرئيسية (المركز البريدي بساحة المغرب) حتى أستخرج أموالي اللازمة. كما إشتكى موظف آخر من هذا المشكل العويص، حيث صرح لنا بأنه إستخرج قيمة مالية أقل مما كان يريد سحبها وهذا بسبب قلة السيولة المالية بأحد المراكز البريدية المتواجدة ببئر الجير (وهرانالشرقية) وأضاف بأن هذه الوضعية لا تعود إلى يوم أو يومين، بل تعود لعدة شهور ...!؟ وأنه بالرغم من شكاوى المواطنين إلا أن صرخاتهم لم تجد لحد الآن آذانا صاغية بل وبقيت المشكلة مطروحة وكأن الأمر عادي ولا يحتاج لحلول عاجلة للحد منه. كما صرح مواطن آخر بأنه لحد اليوم لم يفهم أين مكامن الخلل، حيث أوضح بأنه قرأ في الصحف العديد من التصريحات المتضاربة، فمنهم من يحمل المسؤولية للبنك المركزي بإعتباره لم يعد يقدم ويمنح السيولة المالية الكافية لمراكز البريد المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن، ومنهم من يحمل هذه الأخيرة المسؤولية الكبرى لهذه الندرة في الأموال بإعتبار أن مراكز البريد لم تضع مخططا أو إستراتيجية لإحداث التوازن وتفادي هذه المشكلة العويصة المهم لاحظنا ونحن نجري إستطلاعنا الميداني أمس بأن العديد من المواطنين أضحوا فعلا يعانون من هذه المعضلة وأن هذه الأزمة لم تعد تقتصر على مركز بريدي واحد في ولاية واحدة بل أنها صارت قضية تهم العديد من الولايات وهذا بتصريحات العديد من المسؤولين الذين حاورناهم والذين أكدوا لنا بأن الندرة في السيولة المالية صارت واقعا ملموسا وأن حلّها ينبغي بالفعل التخطيط له بعمق وبتأن للقضاء عليه في القريب العاجل. من جانب آخر إنتهزنا أمس فرصة إحياء مؤسسة بريد الجزائر لليوم العالمي للبريد المصادف ل 9 أكتوبر من كل سنة لنحاور بعض المعنيين بهذا القطاع عن مشكلة ندرة السيولة النقدية بمختلف مراكز البريد بولاية وهران، وقد نفى أمس السيد صافا يرو المدير العام الولائي لبريد الجزائر نفيا قاطعا وجود ندرة في السيولة المالية بالعديد من المراكز البريدية للولاية، حيث أوضح بأن وهران لم تشهد منذ شهر رمضان الماضي إلى حد اليوم أي مشكلة من هذا القبيل، وأضاف بأن البنك المركزي لا يزال يمنحهم في كل مرة السيولة المالية المطلوبة وأن هذه المعضلة لم تمس سوى الولاياتالغربية المجاورة لوهران كمعسكر ومستغانم، مشيرا إلى أن بريد وهران كثيرا ما كان يمنح لهذه المراكز البريدية التي توجد بهذه الولايات السيولة المالية اللازمة حتى تسدّ النقص والعجز الذي تعاني منه، وشدد المسؤولون المحليون على مستوى مكتب بريد القباضة الرئيسية أنهم لا يزالوا حرصين على ضرورة حل مختلف الإختلافات المطروحة والتي منها ندرة السيولة النقدية بمختلف المراكز البريدية بوهران...